التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2013

نيوزيلاندية صغيرة وخجولة تصطاد البوكر مان برواية بوليسية ضخمة

هالة صلاح الدين قد تتبدّى لك في الوهلة الأولى، بملابسها البسيطة وسلوكها الخجول المرتبك، طالبة في سنتها الجامعية الأولى، ولكن مواطنة نيوزيلاند إليانور كاتون (1985) انتزعت جائزة مان بوكر البريطانية لعام 2013 انتزاعاً بروايتها " الأجرام المنيرة " متفوقةً على كولم تويبن الكاتب الأيرلندي المخضرم لتنال جائزة قيمتها 500000 جنيه إسترليني وتتقلد مكانة لم تصل إليها إلا مواطنة واحدة من نيوزيلاند – كيري هولم عام 1985 . جائزة مان بوكر لن تقتصر في العام القادم على دول الكومنولث، وإنما سوف تفتح أبوابها لمشاركة مؤلفين يكتبون بالأنكليزية من كل ركن في العالم . هذا القرار أدّى إلى إحداث انقسام محتدم الجدل بين الوسط الأدبي البريطاني، إذ يخشى النقاد من أن تهيمن الرواية الأميركية على الجائزة، وهو الأرجح في الحقيقة .

«بطولة» أليس مونرو المتعدّدة

جاد الحاج الأحد ١٣ أكتوبر ٢٠١٣ أليس مونرو سيدة الحكاية البسيطة بل رائدة القصة القصيرة في زمن الرواية التي سيطرت على سوق الكتاب الأدبي حتى لم يبق لغيرها مكان في واجهات المكتبات وملء رفوفها. «بطولة» أليس مونرو متنوعة المنابع. فريدة في أدباء كندا لأنها بقيت في بلدها عاصية على مغناطيس الولايات المتحدة بعكس معظم الكتّاب الكنديين. نشأتها الريفية الصلبة في الجنوب الغربي من مقاطعة أونتاريو (وينينغهام) ربطتها بالأرض قلباً وقالباً. الأرض وناسها، خصوصاً نساؤها، وفي نطاق جغرافي ضيّق أوسعه بلدة صغيرة. كان والدها يبيع جلود الحــيوانات البرية وأمها معلمة في مدرسة القرية .

هؤلاء هم الكتّاب الأكثر سعادة فى العالم عند الإسبان

دراسة استطلاعية مثيرة وطريفة أجرتها مؤسسة "سونديّا" الإسبانية عن مدى سعادة بعض الكتّاب أو تعاستهم فى مختلف أنحاء العالم ، من الأسماء التي تصدّرت قائمة الأدباء الذين يعتبرون أكثر سعادة وحبورا من غيرهم ، الكاتب البرازيلي "باولو كويلو " (الذي يحتلّ المرتبة الأولى) ، ثمّ يليه مرتبة الكاتب الإسباني" أرتورو بيريث ريفيرتي" ، والمفكر والعالم الإسباني" إدواردو بونسيت" ، والكاتب البيروفي" ماريو برغاس يوسا " وسواهم .

حوار مع بابلو نيرودا*

الفاشية الإسبانية حطمت جمهورية الشعراء ولوركا ضحيتها التي لا تغتفر . بابلو نيرودا (12 تموز/ يوليو 1904 – 23 أيلول/ سبتمبر 1973) شاعر تشيلي الشهير ومرشحها لرئاسة الجمهورية عن الحزب الشيوعي، عام 1969، ليتنازل بعيد الترشيح بايام لصالح سلفادور اليندي، مرشح الوحدة الشعبية، من أجل منع انقسام أصوات المرشحين لليسار التشيلي، وليفوز اليندي في الانتخابات رئيساً للبلد، ونيرودا من أكثـر شعراء القرن العشرين ارتباطاً بالسياسة، حسب إعلانه عن هذا الارتباط في مناسبات كثيرة، فهو القائل: "لم افكر، أبداً، وطيلة حياتي، بأن أفصل بين الشعر والسياسة".

أحد سادة العجائبية الادبية: كورتازار الساحر

غي سكاربيتا ترجمة : شكير نصرالدين يعتبر نشر مجموع حكايات وقصص خوليو كورتازار مناسبة لإعادة اكتشاف الكاتب الذي امتلك من دون شك أوسع وأغنى خيال عرفه القرن العشرون.وهذا لا يستثني في شيء التزامه الذي لا لبس فيه بالصراع المناهض للإمبريالية . تفتح الكتاب صدفة وتشرع في قراءة بضعة أسطر، وفي الحال ينفذ إليك السحر . على سبيل المثال : رجل يسافر عبر مختلف دول أمريكا الوسطى . يلتقط صورا من ضمنها لوحات فطرية،مشهورة،اكتشفها بانبهار. وعندما عاد إلى بيته في باريس، قام بتحميض واستظهار الأشرطة وعرض الشرائح المحصل عليها. أدرك إثر ذلك أن اللوحات الفطرية قد اختفت، وحلَّت محلها مشاهد للعنف والقمع البوليسي (التي ربما تحيل على ما يحدث في عهد الديكتاتورية العسكرية في الأرجنتين التي لم تطأها قدماه البتة) .

Ripper رواية بوليسية جديدة لإيزابيل ألليندي

La escritora chilena, Isabel Allende. Foto AFP قبل أكثر من 30 عاماً كتبت إيزابيل ألليندي (1942)، روايتها الغامضة للغاية "بيت الأرواح"، والتي وضعت من خلالها أولى خطواتها باتجاه الأدب، وكانت حققت انتشارا واسعاً حال صدورها. ومنذ ذلك الحين، أصدرت ألليندي نحو 20 عملاً أدبياً، لتتحوّل إلى الكاتبة الإسبانية الأكثر مبيعاً للكتب. وفي لقاءٍ حديث أجرته معها وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" في العاصمة التشيلية سانتياغو، تؤكد مؤلفة رواية "باولا" على أنه "سوف لن يرحمك أحد في تشيلي إن كانت كتبك منتشرة في كل مكان. إذ يعني ذلك أنك لست بكاتب، ولست بأديب. وأنك تعمل في مجالٍ آخر غير الأدب، إذا ما اقتنى الناس كتبك. وسوف لن يغفر لك أحد فعلتك تلك".

الحياة الأدبية السرية لأوغستو بينوشي

كشف كتاب وضعه صحافي تشيلي أن الديكتاتور السابق اوغستو بينوشيه الذي اشتهر بإحراق الكتب وزج الكتاب في السجون والمنافي، جمع سرا مكتبة تضم أكثر من 50 ألف كتاب. ويحمل الكتاب الذي أصدره الصحافي خوان كريستوبال بينيا اسم "الحياة الأدبية السرية ل أ وغستو بينوشي"، وهو يروي كيف عكف الطاغية على جمع كتبه. وتقتصر المكتبة على مصنفات في التاريخ والجغرافيا وفي الفكر الماركسي الذي كان بينوشي يسعى إلى سحقه بأشد الوسائل القمعية في عهده بين العامين 1973 و1990.

العطش

قصة: الكاتب ادموندو أراغونيس (المكسيك) ترجمة: محمد الخطابي  قطرة ماء تنحدر على جبهتي، قطرة واحدة، لم أتذوّق طعمها لأنّها لم تصل إلى شفتي، القطرة صفيقة وثقيلة، الحاجب الأيسر يقف حائلا دون انحدارها ونزولها نحو الفم، هناك تستقرّ برهة لتزيد من عذابي، القطرة بدأت تفقد حجمها الأصلي،عند الصّباح أجدها فوق مدمعي ناحية خدّي الأيسر، قريبة من قوس أنفي، ثمّ تزداد انحدارا نحو الشّارب الذي نما بشكل طبيعي .

الاحتفاء بمرور نصف قرن على "لعبة الحجلة".. أشهر روايات كورتاثر

يشهد الشهر الجاري الاحتفاء بمرور نصف قرن على صدور "لعبة الحجلة"، أشهر روايات الكاتب الأرجنتيني الشهير خوليو كورتاثر، والتي تم تصنيفها بين أفضل مائة عمل خلال القرن العشرين . وأشارت وسائل الإعلام الأرجنتينية إلى أن الاحتفال بهذه المناسبة تضمن إطلاق دار نشر "الفاغوارا" في يونيو/حزيران الجاري لطبعة جديدة من الرواية بجانب خريطة للعاصمة الفرنسية باريس، التي تدور فيها أحداث العمل . كما تتضمن الطبعة الجديدة سرد كورتاثر بنفسه لقصة تأليفه لهذه الرواية وكيف راودته الفكرة، عبر خطابات كان الأديب الكبير قد أرسلها لأصدقائه .

حلوى المرينغي*

قصة: خوليو رامون ريبيرو (البيرو) Julio Ramón Ribeyro 1929-1994 ترجمة: توفيق البوركي(المغرب) ما إن أغلقت الأم الباب حتى نطٌ بريكو من سريره، وأذناه تُتابعان وقع خطواتها تبتعد شيئا فشيئا عبر الممر الطويل إلى أن تلاشت كلٌيا. إذ ذاك اتجه نحو موقد الكيروسين، وقلب إحدى مواقده واستخرج منها كيسا جلديا عدٌ ما فيه من قطع نقدية- كان قد تعلٌم الحساب وهو يلعب الكلل- لاحظ باندهاش أنٌ عددها أربعون "سولا" ** ، وضع عشرين منها في جيبه وأرجع الباقي إلى مكانه. لم يكن الأمر اعتباطيا، فقد تظاهر بالنوم، ليلتها، ليتمكن من التجسس على والدته. الآن فهو يمتلك المبلغ الكافي ليحقق هدفه المنشود، فليس هناك عذر بعد اليوم. انتعل حذاءه وخرج مسرعا إلى الشارع، فالأبواب في أزقة سانتا كروث، دائما مُشرعة، وملامح الجيران لا يُزايلها الشك.

الروائي الإسباني خوصي غارثيا مانويل مارين:” رواياتي تجلي مأساة الأندلس والموريسكيين”

محمد المودن  ليس ثمة ما يستحق الكتابة عنه غير الأندلس، فتنتها أكبر من أن تستوعبها حكاية واحدة، ولا رواية واحدة. الزمن لها كله، والمكان لها كله، وما تبقى من حبر لها كله. هذا حال الروائي الأندلسي الإسباني المالقي خوصي غارثيا مانويل مارين (1954)، مع موضوع الأندلس الذي استغرق كل اعماله الروائية والقصصية ، من ” الزعفران”2005، إلى  مجموعته القصصية “المصباح الفضي”2006   إلى روايته  ”درج الماء “2008: فعمله السردي ” ملكة الاقمار”2012، وقبل ذلك كله في العام 2003 كتب مؤلفه النقدي والمعرفي ” الحمراء”، لاحق فيه  التجليات الرمزية لهذه المعلمة التاريخية الحمراء.  تنبعث الأندلس من منابت كل هذه الأعمال، فتنة متمردة، تتربع على عرش كلماته وتستوطن اجنحة الخيال الجارف باتجاه مرافئ مهجورة، فيبعث فيها الحياة ويبعث فيها الكلام، ويوقض في عيدان منابرها شموخا غفا لحظة ثم استحال حكاية ثائرة. حديث خوصي غارثيا عن أندلسه وعوالمها وعن مورسكييها وحكاياتهم، هو بدوره أدب، يحقق من المتعة ما تحققه باقي أعماله، ففيه لايخفت وهج الحكي ولا يضمر. التقت به ألف بوست  لتسمع منه في حديث خصها بها عن أندلسه وقضاياها الجما

خوان رولفو: ابو الواقعيّة السّحرية في الادب الأمريكي اللاتيني

بقلم  محمّد محمّد الخطّابي:   يمتاز الأدب الأمريكي اللاتيني بطابع خاص هو ما يطلق عليه بـ ‘الواقعية السّحرية’ (ضرب من الأدب تظهر فيه الأحداث السّحرية الخيالية وسط أحداث واقعية يمتزج فيها الواقع بالأسطورة). هذه النزعة اشتهر بها خوان رولفو قبل أن يشتهر بها ‘غابرييل غارثيا ماركيث′، إلا انّه عندما سئل ذات مرّة حول ما إذا كان هو مخترع هذا التيّار الأدبي في أمريكا   اللاتينية، وعن معناه، قال: ‘إنٌ صاحب هذا التيّار هو الكاتب الايطالي ‘ماسّيمو بونتيمبلي’ (القرن التاسع عشر)، وهو بمثابة مفتاح يعيننا على فهم واستساغة أو استيعاب الأدب الايبروامريكي . ويعتقد رولفو بالرّغم من تأكيده على انه ليس من أنصار التعميم، انّ هناك بعض الخصائص المشتركة في أدب القارة الأمريكية خاصّة في البلدان التي كان فيها وجود مكثّف للسّكّان الأصليين.لهذه الظاهرة مبرّراتها التاريخية، فالجماعات السكّانية الأصلية في القارّة الأمريكية كانت تتّسم بهذه الخاصّية قبل انتقالها إلى عالم الإبداع الأدبي. إذ كان هناك دائما نوع من الصّراع القائم بين معتقداتهم القديمة المتوارثة والمذهب الكاثوليكي، وهم لم يقعوا قطّ تحت تأثير هذا

أنطونيو مونيوث مولينا يفوز بجائزة أمير أستورياس للآداب

حاز الكاتب الإسباني أنطونيو مونيوث مولينا (57 سنة) صاحب كتاب "البدر" و"شتاء في لشبونة"، يوم الأربعاء 05 مايو، جائزة أمير استورياس للآداب. وحيت فيه لجنة التحكيم "التزامه الثقافي في زمنه ".

عن أدب أمريكا اللاتينية

محمّد محمّد الخطّابي* الطّفرة الأدبية الشهيرة التي أطلق عليها "البّووم" رفعت الإبداع الأدبي فى أمريكا اللاتينية إلى أعلى مراتبه خلال الخمسين سنة الماضية ،تألّقت خلالها أسماء لامعة فى العالم الناطق باللغة الإسبانية أمثال غابرييل غارسيا ماركيز فى كولومبيا،وأليخو كاربنتييرفى كوبا، وخوان رولفو،وأكتافيو باث،وكارلوس فوينتيس فى المكسيك، و خورخي لويس بورخيس، وخوليو كورتاثار، وبيّو كاساريس فى الأرجنتين،وماريو بارغاس يوسا فى البيرو،وسواهم. إنطلقت هذه الحركة أو الطّفرة الأدبية الكبرى فى الستينيّات من القرن المنصرم،وشكّلت حدثا أدبيّا هامّا،ونقلة نوعية خاصّة فى عالم الخلق والإبداع الأدبي، فى مختلف بلدان أمريكا اللاتينية على وجه الخصوص . كيف يراها اليوم مجموعة من الكتّاب والنقّاد المعاصرين المعروفين من مختلف أنحاء العالم .. ؟  **

صالح علماني .. حياة بين المعاجم

خصصت   مدرسة المترجمين في طليطلة   التابعة لجامعة كاستيا دي لامانتشا بإسبانيا، يوم الجمعة 24 مايو 2013 تكريما مميزا للمترجم القدير صالح علماني، حضرته ثلة من الشخصيات المعروفة في عالم الأدب كالأديب البيروفي ماريو بارغاس يوسا الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 2010، والكاتب والمترجم والأكاديمي العراقي المقيم بمدريد محسن الرملي والكاتب والناقد الإسباني خوصي ماريا مرينو. وقد شهد الحفل التكريمي إلقاء كلمات بالمناسبة في حق المُحتفى به، عبروا فيها عن امتنانهم العميق للجهود التي بذلها ولا يزال في نقل   الآداب المكتوبة بالإسبانية إلى اللغة العربية، فله يعود الفضل كما قال بارغاس يوسا  في تعريف آلاف قراء العرب بالرواية الاسبانوامريكية قديمها وحديثها.

النشيد الشامل .. بابلو نيرودا

للتحميل اضعط هنا: النشيد الشامل  بابلو نيرودا    ترجمة : صالح علماني  

في ضيافة المترجم صالح علماني

المترجم صالح علماني بقلم: أحلام الزعيم اخترق بعربيته الشعرية جدا المكتبة اللاتينية لتطل من خلاله وهو بوابتها الأهم على العالم العربي , بصمت وجلد وتقشف وجدية وبرفقة حاسوبه وجلسته الأرضية أمام طاولة مربعة واطئة تحمل ذاكرتها 93 كتابا مروا عليها كلمة كلمة ليخلعوا أرديتهم الأسبانية ويرتدوا ثياب العربية .. عبر هذه الطاولة الواطئة وجهاز الحاسوب وصالح علماني الجاد , المتحفظ , العفوي أحيانا , والبسيط دائما تشكلت البوابة التي زارها كل عشاق الأدب اللاتيني من العرب .

خبراء عدليون: بابلو نيرودا كان مصابا فعلا بالسرطان

بابلو نيرودا والرئيس الشيلي الأسبق سالبادور ألليندي قال خبراء في الطب العدلي في تشيلي إن الفحوص الأولية التي اجروها على رفات الشاعر بابلو نيرودا الحائز على جائزة نوبل أكدت اصابته بمرض السرطان عند وفاته. وكان نيرودا ذو التوجهات اليسارية قد توفي عام 1973 بعد أيام فقط من الانقلاب العسكري الذي قاده ديكتاتور تشيلي السابق الجنرال اوغستو بينوشيت. وكانت السلطات التشيلية قد أمرت الشهر الماضي باستخراج رفات نيرودا واخضاعها للفحوص المختبرية للتحقق من الادعاءات القائلة إنه مات مسموما بأيدي عملاء للسلطات الانقلابية. وكان الاعتقاد السائد أن نيرودا توفي متأثرا بسرطان البروستاتا.

رواية دان براون الجديدة تحبس مترجمين شهرين تحت الأرض

الأحداث وراء كواليس آخر أعمال الروائي الأميركي دان براون نفسها تشبه نوع مغامرات التشويق التي طار بها الى أعالي سماوات الشهرة مع نشر روايته الثانية «شيفرة دافينشي» (بيعت منها 80 مليون نسخة مع ترجمتها الى 44 لغة حول العالم). وبالطبع فقد ضمنت هذه الرواية لكاتبها مكانة لدى الناشرين والقرّاء، ربما لم تتوفر لأحد غيره. وهكذا صارت مؤلفاته «فرض عين» على كل قادر على القراءة، بما في ذلك روايته الأولى «ملائكة وشياطين» التي حققت ايضا نجاحًا ما كانت لتحرزه لولا نشر «شيفرة دافينشي» بعدها.

فصل من رواية (أورا) للكاتب المكسيكي كارلوس فوينتيس

  ترجمة: خالد الجبيلي * الآن، أصبحت تعرف السبب الذي يجعل أورا تعيش في هذا البيت: لإدامة وهم الشباب والجمال لتلك السيدة العجوز المخبولة المسكينة. لقد ظلت أورا هنا مثل مرآة، مثل أيقونة أخرى مصفوفة على ذلك الحائط المليء بالأيقونات، والقلوب، والقديسين، والشياطين المتخيّلة.

حكاية بلا مغزى وقصص أخرى

قصة :خوليو كورتاثر ترجمها عن الإسبانية: أحمد يماني** حكاية بلا مغزى كان ثمة رجل يبيع صرخات وكلمات، وكانت تجارته رابحة، رغم التقائه أناسًا كثيرين يساومون في السعر ويطلبون تخفيضًا. كان الرجل يقبل دومًا وهكذا تمكن من بيع العديد من الصيحات إلى باعة متجولين وبعض التنهدات التي تشتريها سيدات من ذوات الأملاك وكلمات تصلح كهتافات وشعارات وعناوين وأفكار زائفة. أخيرًا عرف الرجل أن الوقت قد حان وطلب لقاء طاغية البلاد، والذي يشبه جميع زملائه، وقد استقبله محاطًا بالجنرالات والأمناء وفناجين القهوة: قال الرجل: جئت لأبيع لك كلماتك الأخيرة، إنها بالغة الأهمية لأنها لن تخرج منك قط بشكل طيب في حينها، وفي المقابل من الملائم لك أن تقولها ساعة الاحتضار القاسي، كي تشكل بسهولة مصيرًا تاريخيًا وتذكاريًا.

الأستاذ البديـــل

قصة: خوليو رامون ربييرو Julio Ramón Ribeyro ترجمة: توفيق البوركي كان الوقت مساءً تقريبا، حين جلس ماتياس وزوجته يحتسيان شايهما الحزين ويشتكيان من حال الفقر والعوز الذي تغط فيه الطبقة الوسطى، ومن حاجتها الماسة دائما إلى الظهور بمظهر لائق،  ومن أسعار وسائل النقل وارتفاع قيمة الضرائب، وغيرها من الأمور التي يتحدث عنها أي زوجين فقيرين وقت الغروب. وهما على تلك الحال سمعا طرقات مدوية على الباب، فتحت السيدة فمرق الدكتور فالينسيا كالبرق وهو يشد على رقبة عكازه الصلبة. - عزيزي ماتياس، جئت أزف إليك خبرا عظيما، من الآن فصاعدا ستصبح أستاذا؛ فلا ترفض لي  هذا  الطلب. سأتغيب عن البلاد لأشهر لذا قررت أن أتخلى لك عن حصص مادة التاريخ التي أدرِسها. لا يتعلق الأمر بمنصب كبير، كما أن ما ستجنيه من تعويضات ليست ذات قيمة كبيرة، لكنها فرصة مواتية لك لتشق طريقك في ميدان التدريس. بإمكانك، مع مرور الوقت، أن تحصل على ساعات إضافية، إذا فُتحت أمامك أبوب مدارس أخرى، ومن يدري قد يصل بك الأمر إلى التدريس في الجامعة ... كل شيء يتوقف عليك. أنا لطالما وثقت بك كثيرا وليس من العدل أن شخصا من طينتك، شخص مثقف وا

يوم من هذه الأيام

غابرييل غارثيا ماركيث(كولومبيا) تـ: عبد الحميد الغرباوي حل يوم الإثنين دافئا،بلا مطر.. و كالطيور في تبكيرها، فتح "أوربليو أسكوفار"؛طبيب أسنان لا يحمل شهادة علمية تؤهله لمزاولة مهنة التطبيب؛ عيادته في الساعة السادسة.  أخرج من الدولاب الزجاجي بضعة أسنان ما زالت في قوالبها الكلسية، وعلى المنضدة، وضع مجموعة من الأدوات في ترتيب حسب حجمها كما لو كان يهيئها لعرض. كان يرتدي قميصا مخططا بلا ياقة، مسدودا من العنق بمشبك ذهبي، و سروالا بحمالات.