التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٨

مفكرة المترجم: مع أماني فوزي حبشي

أماني فوزي حبشي: مترجمة مصرية من مواليد القاهرة عام 1968، وتقيم حالياً في المملكة المتحدة. من ترجماتها: "بندول فوكو" لأومبرتو إيكو، وثلاثية "الفسكونت المشطور" و"البارون ساكن الأشجار" و"فارس بلا وجود" لـ إيتالو كالفينو، و"العبودية في العصر الحديث" لـ باتريسيا ديلبيانو، و"سبارتاكوس" لـ آلدو سكافونه، و"القبعة ذات الأجراس" للوجي بيرانديللو، و"صوت منفرد" لسوزانا تامارو.

هل حالتي مستعصية يا دكتور؟

هل حالتي مستعصية يا دكتور؟ *   ¿Es muy grave, doctor? قصّة: خوان خوسيه مِيّاس (إسبانيا) ترجمة: أحمد عبد اللطيف (مصر) في شبابي، شاركتُ فتاة في شقّة، وأوّل ما قالته لي إنّ غسل الأواني يُنهكها، وبالتّالي باتتْ هذه مهمّتي. بدا لي ذلك في البداية ثقيلاً، أعتقد لأنّي كنتُ أصِرّ على الانتهاء سريعًا، لكن بعد ذلك بات يروق لي، فكنت أغسل في السّاعة نفس عدد الأطباق التي يغسلها فرد عادي في نصف ساعة. أكثر ما كان يروق لي في هذا النّشاط أنّه كان يحفّزني ذهنيًّا في تلك الأثناء. وخلال عشر دقائق من تنظيف طاسة من الألومنيوم، كانت الخلايا العصبيّة تتصالح فيما بينها، وكنت أحلّ مشكلات كانت تستغرق على منضدة العمل أيّامًا. كان الدّعك يساعدني على الدّخول في حالة تركيز نادرة كنت أستفيد منها فوائد لا تصدّق. مع ذلك، كان يسيء رفيقتي أنْ تراني مستمتعًا بهذه الطّريقة، ثمّ بدأتْ تُفكّر أنْ تقتسم الشّقة مع شخص منحرف.

مغامرة ترجمة الشعر.. بين الاستحالة والإمكان

مغامرة ترجمة الشعر.. بين الاستحالة والإمكان محمد آيت ميهوب* مجمل المواقف الملتقية في رفض ترجمة الشعر تنطلق من مسلّمة أساسيّة مفادها أنّ المترجم لا بدّ أن يكون أمينا للنص الذي يترجم ولا تكون الأمانة إلاّ بمطابقة ترجمة النصّ الأصليّ في مبناه ومعناه. تمثّل قضيّة ترجمة الشعر أبرز القضايا المتعلّقة بالترجمة وأكثرها إثارة للنقاش بين أطراف متعدّدين من شعراء ونقّاد ومترجمين وقرّاء. وهي تكاد تستقطب كلّ جدل حول الترجمة الأدبيّة وتُتخذ عنوانا للموقف الذي يتبنّاه شخص ما من إمكان الترجمة أو استحالتها، ناقشها قديما هوراس والجاحظ، وناقشها حديثا ياكوبسون وميشونيك، وحولها تحوم مجموعة من المصادرات والأحكام المسبقة التي جعلت المواقف حيالها تتسم بطابع ثنائيّ: ففريق، وهو الأغلبيّة المطلقة، يميل أصحابه إلى رفض ترجمة الشعر لاعتقادهم أنّ نقل الشعر من لغة إلى أخرى أشبه بالسراب الخلّب، ويمثّل هذا الفريقَ النقّادُ وعلماء اللغة وعامّةُ القرّاء. أمّا الفريق الثاني، وهو قلّة، فيقرّ أصحابه بصعوبة ترجمة الشعر ولكنّهم لا يرون استحالتها.

مكالمة من وراء القبر

* مكالمة من وراء القبر Llamada de ultratumba قصّة: خوان خوسيه مِيّاس ترجمة: أحمد عبد اللطيف كان خطأ بالطّبع أنْ نُداري على ابننا موت جدّته، لكنّنا قرّرنا ذلك أنا وزوجتي عندما جاءنا خبر الكارثة. كلّ شيء كان سريعًا جدًّا، وكان مفاجئًا جدًّا كذلك، ولم يُتَح لنا الوقت لنتصرّف برصانة. حتّى بدأت المدرسة. كُنّا نتركه في بيت أمّي في وقت عملنا، وبالتّالي كان يحبّها جدًّا، مثلنا وربما أكثر منّا. فلم يكن سهلاً بالتّالي أنْ نشرح له اختفاءها. -هل نقول له الخبر أم لا؟ سألت زوجتي وهي تُهندم نفسها لتصحبني إلى محلّ تغسيل الموتى. -سننتظر لعدّة أيّام –قلت أنا-كلّ شيء لم يكن متوقّعًا. الجارة التي كانت تتكفّل به في الظّروف الطّارئة كانت خارج البيت، وبالتّالي قرّرنا أن نتركه وحيدًا. بيتنا على بُعد عشر دقائق من مغسل الموتى، بل ويمكن رؤيته من الشّرفة. سنتّصل به من آن لآخر وفي حالة حدوث شيء سيكون أحدنا أمامه في الحال.

قصائد من "ديوان موراريا": لهذا أُسامحك أيّها القارئ

ترجمة عن الإسبانية:  علي بونو ا في "ديوان موراريا"، يتأسّى الشاعر المكسيكي ماريو بوخوركيس* بالشاعر الإسباني  فيديريكو غارثيا لوركا  الذي أراد أن يُكرِّم شعراء غرناطة - آخر ممالك الأندلس - من خلال "ديوان تَماريت" والذي يدين باسمه لقرية نائية في ريف  غرناطة  كان لوركا يتردّد عليها وكان بها بستان لأحد أعمامه يُعتقد أنه المكان الذي ألهمه قصائد هذا الديوان الصادر سنة 1940 أي بعد أربعة أعوام على اغتياله. وما بين "ديوان موراريا" و "ديوان تماريت" ليس مجرد تماثل في رمزية المكان والعنوان فقط بل هو أكثر من ذلك بكثير. إن كلا الديوانين يمتحان من الشعر الشرقي عناصر عديدة سواء من حيث الشكل أو المضمون. فديوان لوركا يتألف من 21 نصاً، منها 12 غزالة ( Gacela ) و9 قصائد ( Casida ) وذلك سيراً على منوال الشعر العربي والفارسي، فالأولى (الغزالة) يُقصد بها القصيدة الغزلية تحديداً، أما الثانية فهي لفظة إسبانية من أصل عربي اختارها الشاعر عن وعي كامل وهو يريد بذلك تكريم الشعراء الأندلسيين. أما بالنسبة لديوان بوخوركيس فله نفس الشكل مع اختلاف عددي طفيف، فهو يتشك

حوار مع المستعربة الاسبانية روسا إيزابيل مارتينيث

حاورها: عبد الخالق النجمي تعتبر روسا إيزابيل مارتينيث ليو إحدى أهم المترجمات الإسبانيات المعاصرات عن اللغة العربية، عملت أستاذة في جامعة مدريد المستقلة في قسم الدراسات العربية والإسلامية، ونشرت العديد من الكتب والمقالات حول الترجمة والأدب العربي، وتعمل حاليا في جامعة مالقا. في هذا الحوار تسلط إيزابيل الضوء على العديد من القضايا المرتبطة بالأدب والترجمة وانشغالات البحث والحياة.