التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2019

من فكر أرتورو خاوريتشي

جوزيه ساراماغو: الوعي هو السلاح الوحيد لمقاومة النيوليبرالية

الكاتب الكتالوني إدواردو مندوثا: كلنا بحالة تحليل نفسي للهوية

ترجمة: أحمد عبد اللطيف                     ما الذي يحدث في كتالونيا بعيداً عن البروباجندا السياسية؟ وما الذي يشغل الكاتب الكتالوني إدواردو مندوثا في السنوات الأخيرة؟ كان مندوثا يعمل في الأمم المتحدة في سنوات إسبانيا الصعبة، مرحلة نهايات فرانكو والانتقال الديمقراطي، لكنه لم ينفصل عنها أبداً، وعاد في أوائل الثمانينيات ليندمج في الأحداث. مع ذلك، تكرّس مندوثا منذ روايته الأولى عام 72، وكانت خروجاً عن الرواية الإسبانية المطروحة وقتها، بحسها البوليسي وبعدها عن القضايا الفكرية . في أعماله الأخيرة يسترد مندوثا، في ثلاثية تنشر بالتتابع، فترة الديكتاتورية ثم الانتقال، يقرأها بعين أخرى، أكثر هدوءًا وحكمة، أكثر نضجاً. مندوثا في عامه الـ 75 يراجع التاريخ الإسباني الذي عاشه هو نفسه، وشاهد توابعه. ربما يكون ذلك هو التحول الأكبر في كتابته، أقصد الكتابة الذاتية التي تتماهى مع الكتابة الجمعية، عن حال مجتمع وثقافته وعلاقتها بالفرد.

إصابة مزدوجة

بِثينتي بلاسكو إيبانييث   ترجمها عن الإسبانية: محمد أنديش لما فتح صِنتو باب كوخه وجد ورقة في فتحة القفل ... كانت رسالةً مجهولة تقطر تهديداً. كانوا يطلبون منه مئتي بسيطة، يضعها تلك الليلة في الفرن المقابل لكوخه . كانت الضيعة بأسرها مرعوبة من أولئك القُطّاع. ولو أبى أحد تلبية تلك المطالب، فإن حقولَه تصبح مجدوعة، ومحاصيله تالفة، ويمكن حتى أن يفيق عند منتصف الليل ليدرك بالكاد أن يفرّ من سقف القش المتداعي بين ألسنة اللهب والخانق بدخانه الغاشي . أقسَم جَفَرُّو، الفتى الأشد شكيمة في ضيعة رُصافة، أن يكشفهم، وراح يقضي الليالي متربّصا بين القصب، وحائما حول الطرقات، ممتشِقا البندقية؛ لكنه وُجِد ذات صباح في ساقيةٍ مبقورَ البطن ومشوّه الرأس... وخمِّن من أصابك .

أهمية الترجمة المغلوطة

  مارك پوليزوتي ترجمة: هشام فهمي الترجمة هي الساقي الصامت في مسرحيَّة اللغات، الذي غالبًا ما لا يلحظه أحد إلَّا عندما يقلب عربة الأطعمة. أحيانًا تكون الأخطاء بسيطة نسبيًّا، تأويلًا أخرق لكتابة المؤلِّف النثريَّة، ذلك النوع الذي يُفنِّده النقَّاد بأقلامهم اللاذعة، لكن التاريخ زاخر بترجماتٍ مغلوطة أكثر أهميَّة، سواء أكانت ناتجةً عن سهو أم عمد أم -ببساطة-سوء فهم. بالنسبة إلى مهنةٍ كثيرًا ما تتطلَّب ساعاتٍ بلا نهاية من التحديق إلى الكُتب أو الشاشات، من شأن الترجمة أن تنطوي على قدرٍ مدهش من الخطر.

“فضيحة القرن” تعيد ماركيز إلى الحياة

توفيق البوركي لمع اسم غابرييل غارسيا ماركيز (6 مارس 1927 -17 أبريل 2014) في سماء الأدب، وذاع صيته في أرجاء العالم بعد فوزه بجائزة نوبل للآداب عام 1982 عن روايته الشهيرة مائة عام من العزلة التي تُرجمت إلى حوالي أربعين لغة، لكن ما يجهله الكثيرون أنّ "غابو"، كما يناديه أصدقاؤه ومحبوه، بدأ مساره صحفيًّا منذ الخمسينات وعمل مراسلا لجرائد ومجلات محلية وعالمية كثيرة أبرزها جريدة الإسبكتادور الكولومبية، ولم تبعده الشهرة، التي حصّلها بفضل نوبل والانتشار الذي حققه أدبه، عن الكتابة الصحفية التي ظل وفيا لها طيلة حياته. قال ذات مرة، على غير ما كان سائدًا حينها: " لا أريد أُذكر من خلال مائة عام من العزلة ولا من خلال جائزة نوبل، بل أريد أن يكون ذلك من خلال الصحافة".

الشاعر الهندوراسي أبيلا: «الحلم الأميركي» صراع مع الهوية اللاتينية

أجرى الحوار: عبد الله الزماي جريدة الرياض شاعر شفّاف وجميل يحمل في أعماقه همّ الإنسان في بلده الفقير هندوراس وفي بلدان أميركا الوسطى نيكاراغوا وغواتيمالا وغيره م ا، الشعوب المهاجرة شمالاً على الدوام نحو الحلم الأميركي على أرض الولايات المتحدة مغامرين بحياتهم ومعرضينها للخطر. بالتزامن مع صدور الترجمة العربية لديوانه «ملابس أميركية» عن دار «الآن» للنشر الأردنية وبترجمة الشاعر فخري رطروط كان لنا معه هذا الحوار .

إيزابيل ألليندي: "أنا لاجئة في أمريكا، وأشعر أنني أجنبية إلى الأبد"

يوسف يلدا   تجسّد الكاتبة التشيلية في روايتها الجديدة "بتلة البحر الطويلة" ملحمة الإسبان المنفيين الذين جاؤوا إلى تشيلي على متن سفينة الشحن القديمة "وينينبيغ ". " قام دونالد ترامب بإبادة جماعية على حدود بلدها". هكذا تُبدي إيزابيل ألليندي (بيرو، 1942)، الكاتبة الأكثر انتشارا في العالم، موقفها المعارض، والتي تكرّس روايتها الجديدة للهجرة والمنفى الإسباني في تشيلي، إلى كانب تكريس جزء منها للحب الناضج، كما هو حال كتبها الأخيرة. وتتحدث رواية "بتلة البحر الطويلة"، التي ستصدر عن دار نشر (بلازا إي خانيس) الإسبانية، عن الظروف العصيبة التي عاشها أولئك اللاجئين الذين جاؤوا إلى تشيلي على متن سفينة "وينينبيغ"، كان استأجرها بابلو نيرودا، الذي منح حياة جديدة لألفين من المنفيين الجمهوريين. وفي الرواية يجسّد الشاعر التشيلي الحاصل على جائزة نوبل إحدى الشخصيات المعقدة، حيث ينصهر "الحب، والألم، والصداقة، والمنفى" في بوتقة واحدة. وتضمُّ إلى جانب شخصية نيرودا، سلفادور ألليندي، ودولوريس إيباروري، وباسيوناريا .

هجوم ليلي

قصة: ماريو بنديتي (الأوروغواي)    ترجمة: توفيق البوركي (المغرب) استيقظت السّيدة بَالِنْتِينَا بالما دي أبريو ذات التسعة والأربعين عامًا وهي أرملة منذ ثمانية أعوام، فجأة في تمام الثّانية فجرًا. بدا لها أنّ الضّجيج قادم من غرفة المعيشة، ودون أنْ تنير الأضواء، تركت السّرير بقميص النّوم فقط وتوجّهت بخطوات حذرة نحو البهو الفسيح للشّقة المريحة. عندها أنارت الضّوء وعلى مبعدة ثلاثة أمتار، وقف شابّ يرتدي سروال جينز ومعطفًا غير مزرّر، وعلى محيّاه علامات الحيرة. -مرحبًا-قالت-وقد تمكّنت من التّحدث دون تلعثم ربّما لأنّ عبارة التّحية كانت قصيرة.

قراءة الأدب يمكن أن تجعلنا أفضل

* ألبرتو مانغيل ترجمة:   توفيق البوركي تُعدّ رواية “قلب” لإدموندو دي أميتشيس، وهو كاتب من القرن التاسع القرن 19 طواه النسيان، من الأعمال الكلاسيكية التي طبعت ذاكرة طفولتي. يحكي أحد فصول الكتاب، والذي كان له بالغ الأثر عليّ، عن صبي من جنوى غادر بلده بحثًا عن والدته التي ذهبت للعمل في الأرجنتين. أتذكر أنني بكيت حينها وتساءلت مع نفسي إن كنت قادرًا على خوض مغامرة خطرة كهذه .

موراكامي: كتابة الرّوايات تعني ملاحقة الاحتمالات

ترجمة: توفيق البوركي نشرت جريدة الباييس في ملحقها الأسبوعي في الفاتح من شباط/فبراير الماضي، حوارًا مطوّلا وحصريًّا مع الكاتب الياباني الأكثر مبيعًا عالميّا والمرشّح الدّائم لجائزة نوبل في الأدب في السّنوات الأخيرة هاروكي موراكامي (كيوتو، 1949) وذلك أثناء وجوده بالإكوادور، في أوّل زيارة له لأمريكا الجنوبيّة والتي جاءت بمناسبة الاحتفال بمرور قرن على بدء العلاقات بين اليابان والإكوادور. أجرت الحوار الصحفية راكيل غارثون التي اقتنصت هذه الفرصة النّادرة لتدخل عوالم موراكامي للحديث عن آخر رواياته “مقتل قائد الفرسان” وأيضا الخوض في مواضيع عن سلطة الخيال، وسباقات المارثون والشّغف بالموسيقى والزّواج والشّيخوخة والرّغبة في اكتشاف أشياء جديدة . وهذا نص الحوار :

ألبرتو مانغيل والكتابة عن الكتاب والمكتبة

ألبرتو مانغيل ظاهرة فريدة في كل التاريخ الأدبي. فلم يكرس أحد قبله كل حياته للقراءة، والقراءة فقط، بل إنه «مبتلى» بالقراءة مثلما يبتلى المجانين بحوار وهمي يتردد صداه في مكان ما في أذهانهم». لم يدعِ يوما، أو «يعتدي»، كما يفعل المئات يوميا، على فن آخر. لا شعرا ولا سردا. إنه كما يبدو لا يحقق نفسه إلا عبر القراءة. وهو يشاركنا في قراءاته المتنوعة النادرة، من أرسطو حتى غوغل، حتى يتورط القراء أيضًا بحوار مشابه، يستفزهم بصمت من خلال الكلمات التي على الصفحة. في الغالب لا يدون القارئ ردود أفعاله، لكن أحيانا تنتاب قارئ ما رغبة بإمساك القلم والتواصل مع هذا الحوار بكتابة الهوامش على النص. هذا التعليق، هذه الهوامش، هذه الكتابة الظل التي ترافق أحيانا كتبنا الأثيرة توسع من النص وتنقله إلى زمن آخر، وتجعل من القراءة تجربة مختلفة وتضفي واقعية على الأوهام التي يرويها لنا الكتاب، ويريدنا نحن قراءه أن نعيشها.

غابرييل غارسيا ماركيز

غابرييل غارسيا ماركيز     ترجمة: سعيد بوخليط  مع بداية ظهيرة، يوم17 أبريل 2014، أعلن الرئيس الكولومبي” خوان مانويل سانتوس”، إلى مواطنيه خبر موت غابرييل غارسيا ماركيز :( (ألف عام من العزلة والحزن بسبب رحيل أحد أعظم الشخصيات الكولومبية على امتداد العصور)). في المساء خلصت كلمته التلفزيونية إلى ما يلي: ((المجد الأبدي لمن منحنا المجد))، وأمر بحداد وطني لمدة ثلاثة أيام مع تنكيس للأعلام داخل البلد هاته المرة ليس بعرف بل أقر المبدأ جميع الكولومبيين. يتذكر الأجداد يوم 21اكتوبر1982، حينما توج غارسيا ماركيز بجائزة نوبل فصار رمزا لشهامة وطن :( (منذ السادسة صباحا تردد الخبر على أثير كل الإذاعات في إطار بهجة وطنية غير مسبوقة. على امتداد شاطئ الكاريبي المنطقة التي ينحدر منها ماركيز تدوي أصوات منبهات السيارات كما يقع إبان أمسيات الانتصارات الكروية الكبرى. أبدا لم تخلق جائزة لنوبل حماسة كتلك، لدى العالم))، يشير الناقد الأدبي” كونرادو رولواغا” المختص في أدب ماركيز، مستعيدا حيثيات اللحظة.

فصل من رواية “خمس زوايا” للكاتب البيروفي ماريو بارغاس يوسا

:الفصل الأول من رواية ماريو بارغاس يوسا الأخيرة خمس زوايا ( Cinco esquinas ) ترجمة: صالح علماني إلى ألونسو كويتو "خمس زوايا" عمل تخيلي عمد فيه المؤلف، من أجل اختلاق بعض الشخصيات، إلى استلهام شخصيات كائنات حقيقية، تتشارك معها كذلك بالأسماء نفسها، ولكنها في سياق الرواية كلها تتعامل على أنها كائنات متخيلة. لقد تولى المؤلف في كل لحظة حرية مطلقة في القصة، دون أن تكون الأحداث التي تُروى متطابقة مع الواقع .

الروائي ساباتو مُبدع "الأبطال والقبور" .. العمر مديد والحياة قصيرة

محمّد محمّد الخطّابي * الكاتب الأرجنتيني الكبير الرّاحل "إرنستو ساباتو"، صاحب الأعمال الرّوائية ذائعة الصّيت في بلده الأرجنتين، وفي أمريكا اللاتينية، وفي العالم الناطق باللغة الإسبانية مثل: "عن الأبطال والقبور"، و"النّفق"، و"ملاك الظلام"، و"أبادّونْ المُهلك"، وسواها من الأعمال الأدبية التي بصم فيها عصرَه بكلّ ما تميّزت به بلاده الأرجنتين بالذات من فتن، وقلاقل، ومشاكل، واضطرابات؛ ناهيك عن الجرائم التي ارتكبتها الدكتاتورية العسكريّة فيها، إذ ناءت كاهله مهمّة شاقة عانى منها الكثير عندما كلّف بها إبّانئذ، وهي رئاسته للّجنة الوطنية للبحث عن المفقودين خلال حُكم الرّئيس الأرجنتيني "راؤول ألفونسين".

أُذُن

قصة: ماريو أنخل كينتيرو ترجمة: شادي روحانا لم يأت الصيف في هذه الأيام. هذا ما تُعلنه السنابل الأرجوانية، والأخرى الصفراء، والأوراق البرتقالية اليابسة والعملاقة. هي لا تزال شريدةً تلك السماء، تلك التي تنعم علينا بالضوء الأخضر الأبيض. ها هو يهطل من بين غيومها. أمشي ملاحقاً نفسي، بل أركض تحت عتمة البلاط الرمادي. أمّا هو، فالأسلوب الذي يتبعه بالركض لا يُوحي بدعسة القدمَين، بل هو أشبه بصوت الـ"تك" عند عصفور القرقف. الـ"تِك، تِك- تِك، تِك، تِك- تِك"، وهكذا دواليك، قرقفاً بقرقفٍ. يصرخ بصوتٍ أخضرٍ مرٍّ لا يسمعه أحد. لقد ضاع بين ضجة المارّين والباقين.