حسام الدين محمد يخض الموت الأحياء، فهو يذكرهم بواقعة فنائهم الحتمي، ويدفعهم إلى استذكار الشخص الراحل وتقييمه بالنسبة إليهم، مع ميل، في ثقافتنا العربية، إلى التفتيش عن محاسن الراحل ونسيان معايبه، حسب مقولة «اذكروا فضائل موتاكم»، فجلالة الموت تقتضي الترفع عن الذم والنقد. أما والراحل شخصية معروفة، مثل المترجم صالح علماني، فقد انقسم الناعون له، وبينهم كثير من المثقفين، بين طرف مذكر بالصرح الكبير الذي بناه (ترجم علماني 99 كتابا)، وبالشخصية الإنسانية اللطيفة التي كانها، وطرف مستنكر لمواقف سياسية يعتبرها متهافتة، ومواقف شخصية يراها مسيئة، فنكون هناك أمام حالة ثقافية تستحق التحليل، كونها تكشف لنا أولويات البشر وقراءاتهم، المتناقضة أحيانا بشكل مذهل، لقضايا ثقافية وسياسية وشخصية .
مدونة تعنى بترجمة الأدب الاسباني وأدب أمريكا اللاتينية وتتبع جديد الإصدارات والاخبار الأدبية.