التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٨

قصص لبرخيليو بينيرا

ترجمها عبد الله ناصر الجبل يبلغ ارتفاع الجبل ثلاثة آلاف قدم. وقد صممت على أن ألتهمه شيئًا فشيئًا. لا يختلف الجبل كثيرًا عن غيره من الجبال: أتربة، صخور، نباتات، حيوانات والقليل من البشر الذين يتسلقونه أو ينحدرون منه. أستلقي قبالته كل صباح وأشرع في مضغ ما يدنو من فمي، وعلى هذا النحو أواصل لبضع ساعات. ثم أعود منهكًا إلى البيت وقد تحطم فكّي. وبعد استراحةٍ قصيرة، أجلس على المدخل متأملًا الجبل على المدى الأزرق. فيما لو حدثت جاري بذلك، سوف ينفجر من الضحك وربما اعتقد أني مجنون. ولكني وقد توليت تلك المسؤولية بوسعي أن أرى بوضوح كيف يفقد الجبل حجمه وارتفاعه. في النهاية، سيعزو الجميع الأمر إلى اضطرابات جيولوجية. تلك هي مأساتي، لن يجد أحدهم الرغبة في الاعتراف بأني من قام بافتراس ثلاثة آلاف قدم من الجبل.

أدباء زمان (روبرتو بولانيو في بلانيس 1996-1999)

Enrique Vila-Matas إنريكي بيلا ماتاس ترجمة: شادي روحانا «هكذا، يا بلاش / القصة وما فيها هي أن تعرف كيف تقوم عن الحبال» — ماريو سانتياغو كتب أغوستو مونتِرّوسو وقال: عاجلًا أم آجلًا، إن مصائر الأديب اللاتينوأمريكي المُحتملة هي ثلاثة: إمّا المنفى، أو الحبس، أو القبر. عرفتُ روبرتو بولانيو في أواخر مرحلة الحبس، أي في أواخر الحقبة التي كان لا يزال فيها كاتبًا مجهولًا، منعزلًا، ومتوحدًا. عرفته في يوم 21 نوفمبر من العام 1996، في مدينة بلانيس، في حانة نوفو. إن نظافة المحل وديكوره، والذي يوحيك بأنك في مزرعة ألبان، يصُنِّفان الحانة على أنّها «حظيرة كاتالونية». لكن، الأشخاص مثلي سيجدون مستوى نظافة هذا النوع من المحلات بمستوى فظاعتها. ففي تلك الأيام، كنت لا أزال أفضّل السواد الغائم والمُستشري في الحانات الليلية الواسعة.

آمادو وساراماغو.. وبينهما البحر

جورج آمادو وخوسيه ساراماغو  د. محسن الرملي صدر مؤخراً، باللغتين البرتغالية والإسبانية، كتاب بعنوان (جورج آمادو وجوزيه ساراماغو.. وبينهما البحر)، يضم الرسائل المتبادلة بين أكبر كاتبين للرواية باللغة البرتغالية، وهما البرازيلي جورج آمادو (1912–2001) والبرتغالي، الحائز جائزة نوبل، جوزيه ساراماغو (1922–2010)، وقد تم إعداد وتقديم هذا الكتاب بالتعاون بين السيدة بالوما ابنة آمادو، وبين ريكاردو بييل من مؤسسة ساراماغو . جاء الكتاب صغيراً، في 120 صفحة، لأن صداقتهما جاءت متأخرة أصلاً، لذا دامت مراسلاتهما، وهما في شيخوختهما، خمسة أعوام، منذ 1992 وحتى 1997 تبادلا رسائل بريدية وأخرى عبر الفاكس، وفيها آخر ما كتبه آمادو قبل وفاته، وهي رسالة التهنئة التي وجهها إلى صديقه بمناسبة فوزه بجائزة نوبل عام 1998، هذه الجائزة التي كان لها نصيباً مهماً من الأحاديث وتبادل الآراء بينهما، وحلمهما بها، كما يكشف هذا الكتاب، حيث كانا يعربان عن انزعاجهما الشديد.. بل سخطهما وغضبهما لأنها تتجاهل الآداب المكتوبة باللغة البرتغالية .