التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2021

طبّاخ الأسقف

قصة: خوان باليرا* ترجمة: توفيق البوركي في الأزمنة القديمة الزاهرة، عندما كانت الأسقفيّة ذات نفوذ وازدهار، عاش في طوليدو، أسقف تائب متقشف كثير الصيام، لا يأكل اللحم أبدا. طعامه السمك بالإضافة إلى الحبوب والأعشاب. اعتاد طباخه أن يُحضّر له طعامًا خفيفًا، عبارة عن حساء متواضع من الفاصولياء والحمّص. وقد كان ذاك الخادم الإلهي المبجّل والنباتي يتلذّذ به كما لو كان طبقًا فاخرًا باهظ الثّمن. وفي حقيقة الأمر، فالطبّاخ كان يطبخ الفاصولياء والحمّص بحذق كبير، يجعل الطبق يبدو، بفضل التوابل المصقولة، طعاما شهيًّا من طراز عال. حدث، لسوء الحظّ، أن دخل الطباخ في شجار عنيف مع كبير الخدم، ومثلما ينقطع الحبل دائما من الجهة الأضعف، فقد طُرد الطبّاخ. جاء طبّاخ جديد ليطبخ لحضرة الأسقف، وكان لزامًا عليه تحضير الحساء سالف الذكر. اجتهد في طهيه أيّما اجتهاد لكن الأسقف وجد طعمه كريهًا. فأمر بطرد الطبّاخ وأوصى كبير خدمه بجلب آخر. توالى ثمانية أو تسعة طباخين لكن لم يوفّق أحد منهم في تتبيل الحساء كما يجب. فكان عليهم أن يغادروا، وكلهم خجل، المطبخ الأسقفي. حلّ، أخيرًا، طبّاخ أكثر فطنة وحذر، فخطرت له فكر