التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٧

ترجمة الترجمة

  يوسف وقّاص * يقول غونتر غراس في خطاب استلامه لجائزة نوبل عام 1999: كان واجبنا يُحتّم علينا استخدام كل براعتنا لإنقاذ اللغة الألمانية وانتزاعها من الشعر الرعوي والانطواء المشوش على الذات. كانت الريبة والشك بوصلتنا الثابتة، وكل تدرجات اللون الرمادي هدية موهوبة لنا. وكانت تلك هي الرياضة الروحية التي فرضتها على نفسي قبل أن أكتشف ثراء لغة اعتبرتها مذنبة بشكل شامل: لطفها الفاتن وميلها الرصين إلى الأعماق وصلابتها فائقة المرونة، إضافة إلى لهجاتها المستساغة وبساطتها وغموضها وغرابتها ورونق جملها الشرطية. وتضيف توني موريسون – نوبل 1993: تكمن حيوية اللغة في قدرتها على تصوير الحيوات الراهنة والمتخيلة والممكنة لمتكلّميها وقرّائها وكتّابها. نحن نموت، ولعل ذلك مغزى الحياة، لكننا ننتج اللغة، ولعل ذلك مقياس حيواتنا .

كازو إيشيغورو.. "نوبل" لكاتب العالم العائم (رابط لتحميل روايته الأشهر بقايا اليوم)

حاز  الروائي البريطاني   من أصل ياباني كازو إيشيغورو (1954) على جائزة نوبل للآداب لعام 2017، وقد صرّحت الأكاديمية السويدية قبل قليل أنها تمنحه الجائزة لأنه كشف من خلال عمله الأدبي عن "الهاوية التي تقف تحت شعورنا الوهمي بالاتصال مع العالم في روايات تمتلك قوة عاطفية عظيمة ". وُلد الروائي، الذي يبلغ من العمر اليوم 64 عاماً، في اليابان قبل أن ينتقل مع والديه إلى بريطانيا وهو لم يتمّ الخامسة بعد. تعتبر روايته "بقايا النهار" التي أصدرها عام 1989 أكثر رواية اشتهرت له، بسبب تحويلها إلى فيلم يحمل الاسم نفسه ويلعب بطولته الممثّل أنتوني هوبكنز، حيث يقوم بدور كبير الخدم وهو الشخصية الرئيسية فيها .

الترجمة الضائعة.. هل يعرف العالم العرب حقًا؟

إذا كُنتَ تواجهُ العالَم بصَمتِك، فكيف سيفهمُكَ العالَم؟ عليكَ أن تقول شيئًا، أن تفعل شيئًا، أو أن تحاول جدّيًا على الأقل . يقوم التواصل على اللغة التي يرسلها مُرسِلٌ إلى مستقبِل في بيئة مساعِدة. وإذا كان التواصل بين لغتين مختلفتين فلا بدّ من الترجمة للتواصل والمعرفة والتفاهم والتعاطف. وإذا كان إطار هذا التواصل فكريًا وثقافيًا فلا بدّ أن يجتهد المُرسِل في ترجمة فكره وآدابه وثقافته إلى لغة الآخر، لتحقيق الأغراض السابقة، ولخلق وسيلة للنهضة وتبادل المعارف والعلوم وتلاقح الثقافات. فهل هذا ما يفعله العرب مع الغرب؟ الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية، قناةٌ -تعاني انسدادًا- لتصدير الثقافة والآداب والفِكر، ونافذةٌ -لا زالت موارَبة على استحياء- لفكّ شيفرة الثقافات المحليّة والقوميّة، وتسهيل تعرّف الآخر عليها . تتصدّر هذه المعضِلة الواقعية قمّة جبل مشكلات التواصل الثقافي بين الشرق والغرب. هل يجتهدُ الشرق بما يكفي لتقديم تكوينه الثقافي وصورته الحقيقية “غير النمطية” إلى الغرب؟ وبناء عليه: هل هناك مسوّغ لتبرّم كثيرٍ من مشاهير العرب بأنّ “الغرب لا يبذل ما يكفي من الجُهد ليتعرّف علينا”؟