التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٩

إصابة مزدوجة

بِثينتي بلاسكو إيبانييث   ترجمها عن الإسبانية: محمد أنديش لما فتح صِنتو باب كوخه وجد ورقة في فتحة القفل ... كانت رسالةً مجهولة تقطر تهديداً. كانوا يطلبون منه مئتي بسيطة، يضعها تلك الليلة في الفرن المقابل لكوخه . كانت الضيعة بأسرها مرعوبة من أولئك القُطّاع. ولو أبى أحد تلبية تلك المطالب، فإن حقولَه تصبح مجدوعة، ومحاصيله تالفة، ويمكن حتى أن يفيق عند منتصف الليل ليدرك بالكاد أن يفرّ من سقف القش المتداعي بين ألسنة اللهب والخانق بدخانه الغاشي . أقسَم جَفَرُّو، الفتى الأشد شكيمة في ضيعة رُصافة، أن يكشفهم، وراح يقضي الليالي متربّصا بين القصب، وحائما حول الطرقات، ممتشِقا البندقية؛ لكنه وُجِد ذات صباح في ساقيةٍ مبقورَ البطن ومشوّه الرأس... وخمِّن من أصابك .

أهمية الترجمة المغلوطة

  مارك پوليزوتي ترجمة: هشام فهمي الترجمة هي الساقي الصامت في مسرحيَّة اللغات، الذي غالبًا ما لا يلحظه أحد إلَّا عندما يقلب عربة الأطعمة. أحيانًا تكون الأخطاء بسيطة نسبيًّا، تأويلًا أخرق لكتابة المؤلِّف النثريَّة، ذلك النوع الذي يُفنِّده النقَّاد بأقلامهم اللاذعة، لكن التاريخ زاخر بترجماتٍ مغلوطة أكثر أهميَّة، سواء أكانت ناتجةً عن سهو أم عمد أم -ببساطة-سوء فهم. بالنسبة إلى مهنةٍ كثيرًا ما تتطلَّب ساعاتٍ بلا نهاية من التحديق إلى الكُتب أو الشاشات، من شأن الترجمة أن تنطوي على قدرٍ مدهش من الخطر.

“فضيحة القرن” تعيد ماركيز إلى الحياة

توفيق البوركي لمع اسم غابرييل غارسيا ماركيز (6 مارس 1927 -17 أبريل 2014) في سماء الأدب، وذاع صيته في أرجاء العالم بعد فوزه بجائزة نوبل للآداب عام 1982 عن روايته الشهيرة مائة عام من العزلة التي تُرجمت إلى حوالي أربعين لغة، لكن ما يجهله الكثيرون أنّ "غابو"، كما يناديه أصدقاؤه ومحبوه، بدأ مساره صحفيًّا منذ الخمسينات وعمل مراسلا لجرائد ومجلات محلية وعالمية كثيرة أبرزها جريدة الإسبكتادور الكولومبية، ولم تبعده الشهرة، التي حصّلها بفضل نوبل والانتشار الذي حققه أدبه، عن الكتابة الصحفية التي ظل وفيا لها طيلة حياته. قال ذات مرة، على غير ما كان سائدًا حينها: " لا أريد أُذكر من خلال مائة عام من العزلة ولا من خلال جائزة نوبل، بل أريد أن يكون ذلك من خلال الصحافة".