التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عرض لكتاب "رحلة في جماليات رواية أمريكا اللاتينية"

صدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق، 2007 تأليف د. ماجدة حمود
 يجول هذا الكتاب عبر جماليات روايات من أمريكا اللاتينية، التي احتلت مكانا هاما في الساحة الثقافية العالمية، خاصة أن الباحث يحس بوشائج قربى مع هذا الأدب الذي يشاركنا في كثير من الهموم السياسية والاجتماعية والاقتصادية (التخلف، الاستبداد، الهيمنة الغربية...) ومع ذلك استطاع إبداع أدب أدهش العالم وما يزال! لهذا ليس غريبا أن يحصد أدباؤها كما كبيرا من الجوائز العالمية، قد منحت جائزة (نوبل) لشعراء (غابرييلا 1945، بابلو نيرودا 1971، أوكتافيو باث، 1990...) كما منحت لروائيين (ميغل أنخل أستورياس 1967، غابرييل غارثيا ماركيز 1982...) وقد رشح لهذه الجائزة أيضا كل (ماريو فارغاس يوسا) و (إيزابيل الليندي)
بالإضافة إلى ذلك منحت جائزة ثرفانتس لعدد كبير منهم (كارنتيير 1977، بورخس 1979، أونيتي 1980، باث 1981، ساباتو 1984، فونتيس 1987، بوي كساريس 1990...) تحاول هذه الدراسة أن تجيب على التساؤل التالي: لِمَ تفوق هذا الأدب الذي ينتمي مثلنا إلى العالم الثالث، ووصل إلى العالمية رغم تخلف بلدانه؟
وقد اخترت تركيز الأضواء على جنس الرواية في أمريكا اللاتينية لكونه أقرب الفنون إلى نفسي، بالإضافة لكونه أكثر الأجناس الأدبية انتشارا، خاصة بعد أن امتلكت هذه الرواية سمات تكاد تكون خاصة بها، ولا ننسى سهولة ترجمتها مقارنة بلغة الشعر ، بالإضافة إلى ذلك كله ثمة رغبة كامنة في الأعماق تحاول الخروج من شرنقة المركزية الغربية، فقد عشنا زمنا طويلا لا نقرأ سوى الأدب الغربي!!
ومما زاد حماستي أكثر لهذه الرحلة أنني لاحظت تقصير النقد العربي في دراسة أدب أمريكا اللاتينية، كما هو مقصر في دراسة الأدب الذي يشاركه الانتماء الجغرافي والديني (الأدب التركي، الفارسي، الهندي...)
 لا تستطيع دراسة واحدة أن تفي رواية أمريكا اللاتينية حقها، فالإنجاز الإبداعي ضخم، لهذا سأختار  نماذج للدراسة، تلفت النظر إلى جماليات هذه الرواية، وقد تفتح الباب أمام الباحثين للاستمرار في تناول هذا الإبداع المدهش! لعلنا نزيد متعة التلقي والإفادة لدى كل من القارئ العربي والمبدع أيضا!
ستحاول هذه الدراسة أن تسلط الضوء على روايات تنتمي إلى بلدان شتى في أمريكا اللاتينية: رواية "بيدرو بارامو" لخوان رولفو (المكسيك) و"مئة عام من العزلة" لغابريل غارسيا ماركيز (كولومبيا) "حفلة التيس" لماريو فارغاس يوسا (البيرو) و"السيميائي" لباولو كويلهو (البرازيل) و"مدينة الوحوش" لإيزابيل اللينيدي (التشيلي).
من خلال هذا الكتاب نلاحظ أن رواية أمريكا اللاتينية حلّقت بنا في عوالم مدهشة ، لهذا كانت رحلة ممتعة، رغم أننا رافقنا عددا قليلا من الروائيين، لكنهم استطاعوا أن ينطلقوا بنا في فضاء روائي متنوع، مما أتاح لنا فرصة أن نقوم بعدة جولات، نظرا لأن كل روائي من الروائيين الخمسة يشكل عالما متفردا في ذاته، بفضل امتلاك كل منهم صوته الخاص، حتى إننا لاحظنا أن الروائي الأمريكي اللاتيني قدّم مع كل رواية جديدة يبدعها إنجازا فنيا مدهشا!
وقد لاحظنا أن المؤسس للحداثة الروائية (خوان رولفو) اكتفى برواية واحدة حين وجد نفسه لن يستطيع تقديم رواية أفضل من "بيدرو بارامو"! ومع ذلك تركت بصمتها على الإبداع في أمريكا اللاتينية وربما في أماكن غيرها! لذلك لم يسقط الروائي الأمريكي اللاتيني في فخ تكرار الذات، على الصعيد الفني، الذي سقط فيه بعض الروائيين العرب!
من المؤكد أن جميع الروائيين الذين درسناهم اشتركوا في الفهم العميق لنظرية الرواية، بل وجدنا بينهم من يدرّسها في الجامعة (يوسا) كما مارس أغلبهم فعاليات تزيدهم اقترابا من الواقع ومن الفن (الصحافة والكتابة للسينما) كما مارسوا جميعا النقد الذاتي الذي أسهم في تطور إنتاجهم الإبداعي بفضل تطوير رؤيتهم للحياة وثقافتهم.
وهكذا استطاع كل روائي أن يضع بصمته الخاصة على إبداعه، رغم أنه يشارك المبدعين الآخرين  في همومهم وطموحاتهم، من هنا بدت لنا صورة الطاغية لدى ماركيز تختلف عن صورة الطاغية لدى (يوسا) فـ(أوريليانو) في "مئة عام من العزلة" يعاني صراعا بين ميوله الشعرية والحياة العسكرية، في حين وجدنا الطاغية (تروخييو) في "حفلة التيس" يعاني صراعا بين إحساسه بألوهيته وبشريته، فهو تارة فوق قانون الزمن وتارة ينقض عليه المرض ليذكره بضعفه البشري!
عاش جميع الروائيين الذين درسناهم أياما مليئة بالندوب والجروح، ومع ذلك لم تهزمهم الحياة، بل تمكنوا من الانتصار عليها بفضل ممارستهم للكتابة الإبداعية!
صحيح أننا عايشنا ملامح من سيرتهم الذاتية، ولكن بعد أن نسجتها يد الخيال المبدع فأغنت فضاء الرواية، حين انطلقت من (الأنا) إلى عوالم رحبة تمس كل إنسان! بفضل حساسية اللغة التي تراوحت بين لغة الأعماق ولغة الحياة اليومية، كما تراوحت بين لغة الأسطورة والحلم والتوثيق التاريخي! بل نستطيع القول بأن الروائي الأمريكي اللاتيني استطاع أن يبني عالمه الروائي بناء محكم العناصر، كي يستطيع جذب المتلقي منذ الكلمة الأولى في الرواية حتى الأخيرة!
إذاً كان الروائي  مشغولا بهم الإبداع وهم جذب المتلقي وبناء وجدانه، حتى إن بعضهم (كويلهو) أهدى روايته "إحدى عشرة دقيقة" إليه! من هنا كان سعي الكثير من الروائيين إلى اقتران الحكمة بالبساطة المبدعة، كي يستطيعوا بناء إنسان يواجه القهر والظلم، وبذلك كانت الكتابة لديهم مسؤولية أخلاقية بقدر ما هي مسؤولية فنية، سعوا من خلال الرواية إلى تزويد المتلقي بقوة روحية تجعله أقوى، فلا تدمره صعوبات الحياة!
وكثيرا ما لاحظنا توحد المتلقي مع الشخصية المرسلة (أورانيا في "حفلة التيس" والشخصية المستقبلة (عمتها) فتسهم لغة الاعتراف في إنقاذ الشخصية من العيش في سجن معاناتها، كما تضمن تفاعل المتلقي إلى درجة يجتمع في داخله الإحساس بالقلق على (أورانيا) والرعب والغثيان من فظائع ارتكبها الطاغية، وتقع ضمن المسكوت عنه! وبذلك تمكن الروائي بفضل إبداعه هذا من تحويل الهم الخاص بالشخصية إلى هم عام يمس كل متلق!!   
استطاعت هذه الرواية أن تدهشنا بقدرتها على مزج الناحية الجمالية بالناحية الإنسانية، وقد ظهر ذلك واضحا في أبرز  سمة فنية عرفت بها رواية أمريكا اللاتينية (الغرائبية) التي قد يظن البعض أنها أبعد ما تكون عن الإنسان وأقرب ما تكون إلى السحر والوهم والخرافة!
لقد ترك كل مبدع بصمته الخاصة في التعامل مع هذه السمة، فإذا كانت غرائبية (خوان رولفو في "بيدرو بارامو") تتعلق بعلاقة الإنسان مع ماضيه، وما يثقله من إحساس بالذنب بسبب فظائع ارتكبها أجداده في حق الهنود الحمر، سيرافقه هذا الإحساس إلى القبر وينغّص موته كما نغّص حياته! في حين بدت غرائبية (إيزابيل الليندي في "مدينة الوحوش") معنية بمستقبل من تبقى من الهنود الحمر، محملة الأجيال القادمة (أليكس الذي يتماهى مع الجغوار كي يستطيع حمايتهم بقوته، ونادية التي تتماهى مع النسر كي تجلب الأحجار الثمينة من قمة الجبل كي توظّف هذا الكنـز من أجل حمايتهم)!
من هنا نلاحظ أن الغرائبية في رواية أمريكا اللاتينية غامرت في الولوج إلى عوالم مجهولة أشبه بالسحر، لكن روعتها تكمن في كونها لم تهرب إلى عالم (الفانتازيا) وتحلق بعيدا عن هموم الإنسان وقضاياه!
كل هذا يجعلنا نستنتج بأن أدباء أمريكا اللاتينية كانوا أصحاب مشاريع ثقافية نهضوية، حاولوا مخاطبة واقعهم، دون أن يتخلوا عن الاستفادة من الإنجاز الأوروبي، لهذا كرسوا أدبهم كما كرسوا حياتهم ليزدادوا التصاقا بشعوبهم، ويعبروا عن هويتهم المتنوعة (الأوروبية، الأفريقية، الهندية) وبذلك استطاعوا تقديم أدب ينطق بخصوصيتهم!
وهكذا أسهم الانفتاح الثقافي الذي كان رديفا للانفتاح الإنساني في جعل قراءة رواية أمريكا اللاتينية رحلة متعة في عوالم الدهشة والجمال والعمق، فغذّت الروح والعقل والمخيلة!


فهرس كتاب "رحلة في جماليات رواية أمريكا اللاتينية"

-تمهيد: إشكالات أدب أمريكا اللاتينية                                                      

-المقدمة: تعريف بالمصطلح وتطور الرواية في أمريكا اللاتينية                                          
-خوان رولفو:                                          
جماليات رواية "بيدرو بارامو"                           
-ماركيز:                                                 
جماليات رواية "مئة عام من العزلة"                     
-ماريو فارغاس يوسا:                                    
جماليات رواية "حفلة التيس"                            
-إيزابيل الليندي:                                         
  جماليات رواية "مدينة الوحوش"                       
-باولو كويلهو:                                          
"جماليات رواية ساحر الصحراء "السيميائي"           
-خاتمة   

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعليقات

  1. عندك حق

    فى أهتمام غير مبرر بالأدب الأوربى بس

    بالرغم كل منطقة فى العالم لها أدبياتها الخاصة

    اللى ممكن نستمتع بيها

    يمكن يكون انا لما اشتريت المجموعة القصصية اللى قولت لحضرتك عليها قبل كدة

    ممكن كان نوع من الفضول

    بس انا ابتديت قراءة فيها القصة الولى عجبتنى جدا

    طبعا بتسأل اسمها ايه مش فاكر عندى الذاكرة بعيد عنك مميته (:(:

    بس بأذن الله بكره هيكون عندك تفاصيل الكتاب

    و اللى حببنى أكتر انى اكمل قراءة فى الأدب ده المدونة بتاعتك

    تحياتى

    بالتوفيق دائما

    ردحذف
  2. السلام عليكم ..

    الأدب الغربي عموما في العالم العربي لم يأخذ حقه في النقد والدراسة بسبب عدم توفر الترجمة المضنية له رغم وجود الإمكانيات .. على عكس الزمن الماضي الذي رغم الصعوبة إلا أن المسلمين الأوائل اهتموا كثيرا بالترجمة لأبعد الحدود .. بارك الله فيك على هذه المعلومات


    اصحى يا نايم ووحد الدايم

    أرجوا من المدونين الموقرين أن يضعوا شعار الحملة واسمها فقط فوقها

    (حملة الجسد الواحد)

    في الشريط الجانبي لمدوناتهم كدلالة على وحدة صف أمة محمد

    http://dndanh111.blogspot.com/2010/06/blog-post_14.html

    ومن أجل قيام الولايات المتحدة الإسلامية

    http://dndanh111.blogspot.com/2010/06/blog-post_17.html

    جعله الله في ميزان حسناتكم .. آمين

    ردحذف
  3. السلام عليكم أخي توفيق
    مجهود طيب تشكر عليه
    فعلا تم تجاهل ادب امريكا اللاتينية من قبل النقاد والكتاب العرب رغم تشابه الظروف التي ذكرتها.
    ولذلك لم يتم التعريف بهذا الأدب الى القراء العرب وبقى مجهولا لأكثرهم.
    أنا شخصيا لم أقرأ إلا غابرييل ماركيز وقد أعجبت بروايته (100 سنة من العزلة).
    ولك تحياتي

    ردحذف
  4. بانتظار جديدك رامي..
    لم لا تقوم بعد الانتهاء من قراءة المجموعة القصصية بعرض للأشياء التي بدت لك مهمة فيها؟؟
    مودتي

    ردحذف
  5. أم الخلود..
    سرتني زيارتك كثيرا..
    بالنسبة لترجمة الادب الغربي، أقول ان هناك مشاريع مهمة اخذت على عاتقها هذه المهمة في دول عربية مختلفة.. و لعل مصر و الكويت أبرز هذه الاقطار..
    تقبلي تحياتي..

    ردحذف
  6. أخي عبد اللطيف أسعدني تواصلك و تفاعلك الدائم مع كل ماأنشره.
    الامر اختلف في نوعا ما في الاونة الأخيرة خصوصا بعد أن وصل كتاب امريكا اللاتينية الى العالمية وبزوا أقرانهم من الاوروبيين، فترجمت اهم أعمالهم الى العربية، و خير دليل على ما أقول هو المترجم الرائع صالح علماني الذي ترجم اعمال كبار أدباء امريكا اللاتينية من ماركيز الى الليندي و غيرهما..
    مودتي الخالصة..

    ردحذف
  7. ازيك

    اسم الكتاب

    قصص من أمريكا اللاتينية

    ترجمت ماهر البطوطى

    أصدار الهيئة المصرية للكتاب

    الكاتب و القصة

    1- بلدومير ليلو (شيلى)
    البوابة رقم 12

    2- روبين داريو(نيكاراجوا)
    الياقوتة

    3- فيكتور كاساريس لارا (هندروراس)
    ملاريا

    4- أوكتافيوا باز (المكسيك )
    حياتى مع موجه (قرأتها)

    5- سيزار فاييخو ( بيرو )
    فيما ما وراء الحياة و الموت

    6- خوان خوسية أريولا (المكسيك)
    المحولاجى

    7- ماريو فارجاس يوسا (بيرو)
    الأحد؛الأحد

    8- رينالدو أريناس (كوبا)
    الأبن و الأم

    9- جابرييلا ميسترال (شيلى)
    قصبات البوص المجوف

    10- مانويل زيليدون (كوستاريكا)
    كسوف الشمس قرأتها

    11- ريكاردو خايمس فريرى (بوليفيا)
    عدالة هندية

    12- أوجوستو روا باستوس (باراجوى)
    السجين

    13- جابرييل غرسية ماركيز (كولومبيا)
    ليلة الكروان

    14- إيزابيل الليندى (شيلى)
    النزيل

    ردحذف
  8. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    موضوع جدا جميل ومعلومات جديدة ومفيدة .. وهي تنم عن رقي ثقافة الشعوب المختلفة .. فأي ثقافة مهما كان مصدرها لابد أخذها بعين الاعتبار حتى نستفيد ونفيد .

    جزاك الله خير الجزاء أخي في الله

    ردحذف
  9. العزيز رامي

    شكرا على الافادة..
    تقبل تحياتي

    ردحذف
  10. السلطانة..
    لا تطور و لا ارتقاء دون الانفتاح على الاخر و الاحتكاك به في الامور الايجابية طبعا..
    شكرا على مرورك
    ولك فائق التحية..

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصص قصيرة جدا

إدواردو غاليانو* ترجمة: أسامة أسبر العالم صعد رجل من بلدة نيغوا، الواقعة على الساحل الكولومبي، إلى السماء. حين عاد وصف رحلته، وروى كيف تأمل الحياة البشرية من مكان مرتفع. قال: نحن بحرٌ من ألسنةِ اللهب الصغيرة. أضاف: العالم كومةُ من البشر، بحر من ألسنة اللهب الصغيرة. كل شخص يشع بضوئه الخاص وليس هناك لسانا لهب متشابهان. ثمة ألسنة لهب كبيرة وأخرى صغيرة من جميع الألوان. ألسنة لهب بعض البشر هادئة بحيث لا تتأجج حين تهب الريح، بينما يمتلك آخرون ألسنة لهب وحشية تملأ الجو بالشرار. بعض ألسنة اللهب الغبية لا تحرق ولا تضيء، لكن ثمة أخرى تفيض بلهب الحياة بحيث أنك لا تستطيع أن تنظر إليها دون أن ترف عيناك، وإذا اقتربت منها تضيئك.   العنب والخمر على فراش الموت، تحدث رجل يعمل في الكروم في أذن مرسليا. قبل أن يموت كشف السر هامساً: "إن العنب مصنوع من الخمر." هذا ما روته لي مارسيلا بيريث-سيلبا، وبعدها فكرتُ: إذا كان العنب مصنوعاً من الخمر، فربما نكون الكلمات التي تروي من نحن. فن للأطفال كانت تجلس على كرسي مرتفع أمام صحن من الحساء على مستوى العين. أنفها مجعد، أسنانها محكمة الإغلاق، وذراعاها

EL TIEMPO ENTRE COSTURAS

رواية اسبانية بنكهة مغربية أصبحت رواية الأديبة الإسبانية ماريا دوينياس "الوقت بين ثنايا الغرز"، التي تدور أحداثها في مدينة طنجة المغربية، إلى ظاهرة حقيقية حيث حققت مبيعات تجاوزت المليون نسخة، كما ترجمت لعدة لغات بينها الإنجليزية والألمانية كما تحولت إلى مسلسل تليفزيوني ضخم، سوف يبدأ عرضه مطلع 2012. وامتد نجاح الرواية ليتجاوز حدود إسبانيا حيث من المقرر أن تظهر ترجمتها الإنجليزية في الولايات المتحدة في نوفمبر المقبل، وفي نفس الشهر سوف يتم تكريم المؤلفة، في معرض جوادالاخارا الدولي للكتاب في المكسيك. وفي تصريحات لوكالة (إفي) قالت الأديبة دوينياس "أنا سعيدة لكل هذا النجاح الذي حققته الرواية، لأنه يؤكد أنها تتناول أحداثا ذات طبيعة كونية. تدور أحداث الرواية حول سيرا كيروجا، مصممة أزياء شابة، تضطر لمغادرة مدريد، بحثا عن حبيب مجهول، إلى أن تعثر عليه في مدينة طنجة التي كانت واقعة في تلك الأثناء تحت الاحتلال الإسباني، ويحاولان الاستقرار هناك. ومرة أخرى تجد سيرا نفسها مضطرة للرحيل إلى تطوان، والتي كانت أيضا تحت الاحتلال الإسباني (1902-1956)، هربا من الديون والشعور بالو

المترجمة بثينة الإبراهيم: الترجمة تقاوم القبح وتدخلنا غابة الكلمات

علي سعيد جريدة الرياض بالنسبة لبثينة الإبراهيم، الترجمة بمثابة مزاولة الرياضة اليومية. المترجمة السورية المقيمة في الكويت، احتفى بها متابعوها على شبكات التواصل لاتمام عامها الأول في نشر مقاطع أدبية واظبت على ترجمتها ونشرها كل صباح، إلى جانب استمرار مترجمة (أشباهنا في العالم) في رفد المكتبة بالأعمال التي نقلتها إلى العربية. عن تجربة الترجمة اليومية، تقول بثينة الإبراهيم: "كان أول مقطع أترجمه منفصلًا –أعني دون أن يكون في مقال أو عمل كامل- في شهر يونيو من العام الماضي، كنت أقرأ رواية لخابيير مارياس وأعجبتني عدة مقاطع من الرواية، كان أولها ذاك الذي يصف فيه يدي امرأة تجلس أمامه في القطار، لم يكن هناك خطة مسبقة لهذا، كان الأمر بسيطًا جدًا في حينها". وحول مسألة الالتزام في الترجمة اليومية، وأهميته على المترجم من حيث تطوير الأدوات وصقل التجربة، تقول الإبراهيم: "ربما لا يلتزم كل المترجمين بترجمة يومية، إلا لو كانوا مرتبطين بأعمال يودون إنجازها سريعًا، لكن من تجربتي الشخصية؛ أجد أنها لا تختلف أبدًا عن ممارسة التمارين الرياضية يوميًا، كلاهما تصقل العضلات والمهارات&q