التخطي إلى المحتوى الرئيسي

9 من أفضل روايات أمريكا الجنوبية ننصحك بقراءتها

من البرازيل وحتى المكسيك، من تشيلي لبيرو ومرورًا بكوبا والإكوادور، في تلك البلاد والمجتمعات التي عانت كثيرًا من الاستعمار وقاومت لعقود عبر عشرات الثورات، من تلك البلاد الساحرة والمجتمعات الثرية بالحكايات كان أدب أمريكا اللاتينية جديرًا بالتبجيل والانتشار.
ذلك الجمال الأدبي الساحر، والقصص والحكايات الإنسانية التي أبدع كتاب أمريكا الجنوبية في نسجها. ومن آلاف الكُتاب وعشرات الآلاف من الكتب والروايات الساحرة المنتمية لتلك البيئة نرشح لكم تلك الروايات التسعة.

مائة عام من العزلة (غابرييل غارسيا ماركيز: صدرت سنة 1969)


تعتبر رواية مائة عام من العزلة من أهم روايات القرن العشرين، وقد حققت الرواية بالفعل انتشارًا على نطاق عالمي واسع، ونال كاتبها جابرييل ماركيز جائزة نوبل للآداب، وقد تُرجمت لعشرات اللغات حول العالم ومازال يعاد طبع العديد منها.
تدور أحداث الرواية حول مدينة ماكوندو الأسطورية والتي استخدمها ماركيز مكانًا لأحداث روايات أخرى قام بتأليفها، مع سرد لأوقات نهوضها وتداعيها من خلال تاريخ إحدى الأسر في تلك المدينة، وتتخلل الرواية عددًا من التصورات الإنسانية والفلسفية التي تمس البشر جميعًا، مثل الحب والشهوة، الحرب والثورة، الغنى والفقر، الشباب والشيخوخة، تنوعات الحياة، ورغبة الخلود بعد الموت، والبحث عن الحقيقة والسلام. وبرغم ضخامة هذا العمل إلا أن أسلوب ماركيز دائمًا ما يتميز بالسهولة والبساطة والوضوح.
ولد ماركيز في كولومبيا عام 1929 وعمل كصحافي في جريدة محلية، ثم أصبح مراسلًا خارجيًّا في عدد من المدن مثل روما وباريس وبرشلونة وكاراكاس ونيوورك، وبدأ رحلته مع التأليف الأدبي الروائي والقصصي منذ مطلع خمسينات القرن الماضي، ومن أهم روايات ماركيز التي ترجمت إلى عدة لغات وانتشرت حول العالم: “الحب في زمن الكوليرا”، “لا يوجد لصوص في هذه المدينة”، “السيدة التي تصل في السادسة”، “ريح الشمال”. توفي ماركيز في أبريل العام الماضي.
بيت الأرواح (إيزابيل الليندي: 1982)


تعرض رواية “بيت الأرواح” ظروف ثلاثة أجيال متعاقبة، وتصور انتصاراتهم وإخفاقاتهم ومآسيهم، من خلال عائلة واحدة هي عائلة ترويبا، حتى نصل إلى الجيل الثالث والأخير الذي تمثله الفتاة “آلبا” التي تشعل الثورة في بلدها أخيرًا سعيًا للتغيير، ولا تخلو الرواية من أحداث خيالية تُدخل عليها طابعًا سحريًّا مميزًا. تحولت الرواية إلى فيلم أمريكي يحمل نفس العنوان من بطولة الممثلة الأمريكية ميريل ستريب عام 1993.
أما عن مؤلفة الرواية فقد نشأت إيزابيل الليندي في تشيلي منذ مولدها عام 1942، ولكنها تنقلت في عدة بلدان مع عائلتها حتى عادت إلى تشيلي مرة أخرى، عملت الليندي في الصحافة لفترات طويلة من حياتها، ويعتبر كتابها بيت الأرواح هو أولى تجاربها الروائية، وقد حقق نجاحًا ساحقًا وقت صدوره وترجم لأكثر من 30 لغة منها العربية، ومنذ ذلك الحين واسم الليندي نادرًا ما يغادر قائمة المرشحين لنيل جائزة نوبل للآداب. حصلت الليندي عام 2003 على الجنسية الأمريكية حيث تدرّس الآداب في عددٍ من الجامعات الأمريكية، وتقيم حاليًا في كاليفورنيا. تتميز كتابات الليندي بواقعيتها فلها مؤلفات تعتمد على سيرتها وتجاربها الذاتية بالأساس، مثل “باولا”، “بلدي المخترع”، “حصيلة الأيام”. ولها مؤلفات أخرى منها “عن الحب والظلال”، “الخطة اللانهائية”، “سيدة البورسلين البدينة”.
لعبة الحجلة (خوليو كورتازار: 1963)


رواية تحمل سردًا للأفكار والخواطر الأدبية لكاتبها أكثر مما تحمل عملًا روائيًّا قصصيًّا، تتألف رواية “لعبة الحجلة” من ثلاثة أقسام أولها بعنوان “من هذا الجانب” ويتضمن عدة فصول تنتهي عند الفصل السادس والثلاثين، والقسم الثاني بعنوان “من ذلك الجانب” وينتهي عند الفصل السادس والخمسين، ثم القسم الثالث والأخير بعنوان “من جوانب أخرى”، ترجمت الرواية إلى عدد كبير من اللغات منذ صدورها ومنها العربية.
تعتبر بلجيكا هي مسقط رأس الأديب والشاعر والمفكر والمترجم كوارتازار ذي الأصول الأرجنتينية، إلا أنه كان متعدد التنقل والأسفار، فعاش فترات من حياته بين الأرجنتين وإسبانيا وسويسرا، حتى استقر في مطلع الخمسينات من القرن الماضي في باريس بفرنسا، إلى أن توفي ودفن فيها عام 1984. لكوارتازار مؤلفات أدبية كثيرة معظمها من القصص القصيرة ومنها “الجولة الأخيرة”، “جزيرة منتصف النهار”، “الوقت الضائع”، “الأسلحة السرية”. وله روايات أخرى مثل “الجوائز”، “الامتحان”، “اللهو”.
ليل تشيلي (روبرتو بولانيو: 2000)


تعرض الرواية أحداث تنصيب الاشتراكي سلفادور الليندي رئيسًا لتشيلي وقت كان المجتمع التشيلي محافظًا وتقليديًا، ويعرض روبرتو بولانيو في هذه الرواية حال المجتمع من خلال ذكريات القس والناقد الأدبي والشاعر المتواضع سابستيان أوروتيا لاكروا وهو الشخصية الأساسية في الرواية؛ وتعرض الرواية كيف أصبحت الآمال معقودة على هذا الرئيس الجديد نحو التغيير والحداثة والديمقراطية، الا أن الأمور تنقلب بحدوث الانقلاب العسكري بقيادة بينوشيه. ترجمت تلك الرواية إلى العديد من اللغات بالإضافة إلى العربية.
أما روبيرتو بولانيو فهو شاعر وروائي تشيلي مشهور، ولد عام 1953، وعاش في المكسيك فترة من حياته تلك الفترة التي بدأ فيها كتاباته الأدبية، ثم عاد إلى تشيلي ليساند صعود الاشتراكي سلفادور الليندي للسلطة، وبعد الانقلاب العسكري عام 1973 اعتقل بولانيو ثم نجح في الهرب عائدًا إلى المكسيك ومنع بعدها من دخول تشيلي مرة أخرى، فهاجر إلى إسبانيا واستقر هناك وتوفي فيها عام 2003. لبولانيو دوواين شعرية وقصص قصيرة منها ما يحكي عن تجاربه الذاتية، بالإضافة إلى عدد من الروايات الناجحة والتي نال عنها جائزتين في الأدب منها رواية “المخبرون المتوحشون”، “2666”، “التعويذة”.
الخيميائي (باولو كويلو: 1988)


تلك الرواية المبهرة في بساطتها والإيحاء بالحكمة، تدور رواية “الخيميائي” حول راعٍ شاب من بلاد الأندلس يُدعى سنتياجو يترك وطنه في إسبانيا متجهًا إلى مصر للبحث عن كنز مدفون في الأهرامات، وخلال طريقه يقابل امرأة غجرية ورجلًا يسمي نفسه الملك وكيميائي، يحاولون جميعهم إرشاده في طريقه إلى ما يريد الوصول إليه ولا يعلمون أنه يبحث عن كنز ثمين. تمثل قصة سنتياجو التحولات في قوى أحلامنا وضرورة الاستماع إلى ما تمليه علينا قلوبنا. ترجمت الرواية إلى 65 لغة وحققت مبيعات وصلت إلى 30 مليون نسخة في 150 دولة.
ولد كاتب الرواية باولو كويلو في البرازيل عام 1947، عمل كويلو كممثل ومخرج مسرحي وشاعر غنائي وصحفي، ثم تحول إلى مجال الكتابة الأدبية، وتعتبر روايته “حاج كومبوستيلا” هي باكورة أعمال كويلو الأدبية، وهي رواية تستند إلى تجربة شخصية للكاتب مر بها عام 1986، ولكويلو أعمال أخرى لا تقل أهمية عن الخيميائي منها “بريدا”، “على نهر بييدرا جلست وبكيت”، “فتيات فالكيري”.
الغليان (لاورا إسكيبيل: 1989)

تدور رواية “الغليان” بطابعها السحري الواقعي حول عائلة كاملة من النساء تدعى “دي لا جارزا” حيث تمنع التقاليد المكسيكية تيتا البنت الصغرى للعائلة من الزواج في فترة مرض أمها، وتلزمها بالاعتناء بها حتى الموت، ولكنها تقع في حب شاب يدعى بيدرو، ومع رفض أهلها الزواج منه، يرتبط بيدرو بتيتا ارتباطًا سحريًّا بواسطة الأكل الذي تطهوه، وتجبر الظروف بيدرو للزواج من أخت تيتا ليظل بجانبها، حتى تحفهم المشاكل وسوء الحظ وسلسلة لا تنتهي من المآسي. تم تغيير العنوان الأصلي من “مثل الماء للشيكولا” إلى “الغليان” بعد ترجمتها للعربية، وقد ترجمت الرواية لأكثر من 30 لغة، وتصدرت قوائم الأكثر مبيعًا في المكسيك والولايات المتحدة لأكثر من عامين منذ صدورها.
يتميز أدب الكاتبة المكسيكية لاورا إسكيبيل بميله إلى مدرسة الواقعية السحرية، كما تهتم إسكيبيل بقضايا المرأة في كتاباتها بشكل خاص. تكسب الروائية أهمية بالغة للمطبخ وما يمثله من مكان سحري وهام في المنزل وتصوره في كتاباتها بأنه مكان للإلهام والهدوء والاستقرار وحتى الرغبة. حصلت إسكيبيل على عددٍ من الجوائز منها كتاب العام لبائع الكتاب الأمريكي وهي الجائزة التي تمنح لأول مرة في تاريخها لكاتبة غير أمريكية، بالإضافة إلى جائزة جبال الأنديز للأكاديمية الإسبانية للطهي وغيرها من الجوائز. للكاتبة عدة روايات أخرى منها “قانون الحب”، “النجمة البحارة”، “مالينتشي”، “مثل الماء للشاي”.
 السيد الرئيس (ميجل أنخل أستورياس: 1946)

تدور أحداث تلك الرواية حول أحوال الناس وظروفهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في غواتيمالا في أمريكا الوسطى، وذلك في ظل حكم ديكتاتوري، وفيها يصور أستورياس كيف يمكن لديكتاتور أن يحكم بالإعدام على شعبه بسهولة، وكيف يمكن أن تمتلئ السجون في عهده بالمثقفين والعلماء ورجال الدين. كتبت الرواية لأول مرة باللغة الإسبانية ونفي الكاتب بسببها إلى خارج وطنه غواتيمالا، ولم تترجم الرواية إلى العربية سوى في عام 1985.
اما إستورياس فهو كاتب ولد في غواتيمالا عام 1899، وعمل كصحفي ثم تفرغ للأدب والشعر حتى أصبح دبلوماسيًّا غواتيماليًّا في وقت متأخر من حياته، وبسبب معارضته للحكم الديكتاتوري في بلاده وتناوله لموضوع الاستبداد في عددٍ من كتاباته نفي خارج وطنه وعاش في أمريكا الجنوبية وأوروبا فترات من حياته. استحق إستورياس جائزة نوبل للآداب عام 1967 عن روايته السيد الرئيس التي ألفها عام 1946، وله رواية أخرى لا تقل أهمية تسمى “الريح القوية”. توفي إستورياس في مدريد عام 1974.
 موت أرتيميو كروث (كارلوس فوينتس: 1962)

تدور تلك الرواية حول رجل يدعى أرتيميو كروث والذي يحتضر على فراش الموت، ويحاور المرآة في بناء سردي محكم لاستعراض تاريخ المكسيك الحديث، ترجمت الرواية للعربية عام 2000، وترجمت لعدة لغات أخرى.
فوينتس المكسيكي الأصل من مواليد بنما عام 1928، اهتم بالأدب والكتابة منذ سنوات الدراسة الأساسية، وكان شديد الولع بتاريخ بلده المكسيك والتي كان يضطر للسفر بعيدًا عنها لفترات بسبب عمل والده كدبلوماسي في دول أمريكا اللاتينية، سلك فوينتس نفس مجال عمل أبيه وعين دبلوماسيًا مكسيكيًا في عددٍ من الدول، وكان ذلك بجانب إنتاجه الأدبي الغزير، فله العديد من الروايات منها “أورا”، “أينما يكون الهواء صافيًا”، “مكان مقدس”، “تغيير جلد”، عيد ميلاد”. وعدد من المجموعات القصصية القصيرة، بالإضافة إلى عدد من الكتابات السينمائية والمسرحية، وعدد كبير من المقالات المنشورة. حصل فوينتس على الكثير من الجوائز أهمها جائزة ثربانتس للآداب عام 1987، وجائزة الأمير إستورياس للآداب عام 1994، وغيرها. كما رشح فوينتس لجائزة نوبل للآداب أكثر من مرة. توفي فوينتس في المكسيك في مايو 2012.
  حفلة التيس (ماريو بارغاس يوسا: 2000)

تدور أحداث الرواية حول عجوز تدعى أورانيا كابرال والتي تقرر أن تعود إلى وطنها في جمهورية الدومينيكان لتجد نفسها تعيش في نفس الأحداث التي عاشتها في مطلع ستينات القرن الماضي، عندما كان لمدينتها اسم آخر وديكتاتور يحكمها بالحديد والنار. ترجمت الرواية للعديد من اللغات وتعتبر هي الرواية الأكثر شهرة لكاتبها ماريو يوسا.
ولد ماريو بارغاس يوسا عام 1936 في بيرو وعمل صحفيا في البداية، ثم تحول إلى الأدب في مطلع الستينات من القرن الماضي، عاش يوسا فترة من حياته في إسبانيا حينما كان يدرس في جامعة كمبلوتنسي بمدريد. فاز يوسا بجائزة نوبل للآداب عام 2010 عن مجمل جهوده الأدبية، كما حصل على عدد من الجوائز الأخرى منها جائزة ثربانتس للآداب عام 1994، وجائزة أستورياس للآداب عام 1986. ليوسا العديد من المؤلفات الأدبية بين قصص قصيرة وروايات منها “دفاتر دون ريغو برتو”، “رسائل إلى روائي شاب”، “الفردوس على الناصية الأخرى” وغيرها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصص قصيرة جدا

إدواردو غاليانو* ترجمة: أسامة أسبر العالم صعد رجل من بلدة نيغوا، الواقعة على الساحل الكولومبي، إلى السماء. حين عاد وصف رحلته، وروى كيف تأمل الحياة البشرية من مكان مرتفع. قال: نحن بحرٌ من ألسنةِ اللهب الصغيرة. أضاف: العالم كومةُ من البشر، بحر من ألسنة اللهب الصغيرة. كل شخص يشع بضوئه الخاص وليس هناك لسانا لهب متشابهان. ثمة ألسنة لهب كبيرة وأخرى صغيرة من جميع الألوان. ألسنة لهب بعض البشر هادئة بحيث لا تتأجج حين تهب الريح، بينما يمتلك آخرون ألسنة لهب وحشية تملأ الجو بالشرار. بعض ألسنة اللهب الغبية لا تحرق ولا تضيء، لكن ثمة أخرى تفيض بلهب الحياة بحيث أنك لا تستطيع أن تنظر إليها دون أن ترف عيناك، وإذا اقتربت منها تضيئك.   العنب والخمر على فراش الموت، تحدث رجل يعمل في الكروم في أذن مرسليا. قبل أن يموت كشف السر هامساً: "إن العنب مصنوع من الخمر." هذا ما روته لي مارسيلا بيريث-سيلبا، وبعدها فكرتُ: إذا كان العنب مصنوعاً من الخمر، فربما نكون الكلمات التي تروي من نحن. فن للأطفال كانت تجلس على كرسي مرتفع أمام صحن من الحساء على مستوى العين. أنفها مجعد، أسنانها محكمة الإغلاق، وذراعاها

EL TIEMPO ENTRE COSTURAS

رواية اسبانية بنكهة مغربية أصبحت رواية الأديبة الإسبانية ماريا دوينياس "الوقت بين ثنايا الغرز"، التي تدور أحداثها في مدينة طنجة المغربية، إلى ظاهرة حقيقية حيث حققت مبيعات تجاوزت المليون نسخة، كما ترجمت لعدة لغات بينها الإنجليزية والألمانية كما تحولت إلى مسلسل تليفزيوني ضخم، سوف يبدأ عرضه مطلع 2012. وامتد نجاح الرواية ليتجاوز حدود إسبانيا حيث من المقرر أن تظهر ترجمتها الإنجليزية في الولايات المتحدة في نوفمبر المقبل، وفي نفس الشهر سوف يتم تكريم المؤلفة، في معرض جوادالاخارا الدولي للكتاب في المكسيك. وفي تصريحات لوكالة (إفي) قالت الأديبة دوينياس "أنا سعيدة لكل هذا النجاح الذي حققته الرواية، لأنه يؤكد أنها تتناول أحداثا ذات طبيعة كونية. تدور أحداث الرواية حول سيرا كيروجا، مصممة أزياء شابة، تضطر لمغادرة مدريد، بحثا عن حبيب مجهول، إلى أن تعثر عليه في مدينة طنجة التي كانت واقعة في تلك الأثناء تحت الاحتلال الإسباني، ويحاولان الاستقرار هناك. ومرة أخرى تجد سيرا نفسها مضطرة للرحيل إلى تطوان، والتي كانت أيضا تحت الاحتلال الإسباني (1902-1956)، هربا من الديون والشعور بالو

ظننتُ أنّ أحداً لم يعد يقرأني

  قصة: خايمي بيلي * ترجمة عن الإسبانية :  غدير أبو سنينة   سيّارة أجرة تمرّ أمام جدارية في العاصمة البيروفية ليما، آذار/ مارس 2022  عند وصولي إلى مدينة الغبار والضباب (يقصد ليما)، أعلن أحد عناصر طاقم الطائرة عبر مُكبِّر الصوت، وبنبرة مُبتهجة، كأنّما ينقل لنا أخباراً طيّبة، أننا سنستخدم دَرَجاً قديماً للهبوط، وسنضطرّ لحمل أمتعتنا واستقلال الحافلة، لنمارس رقصة الكومبيا عند كلّ منعطف نمرّ به، حتى من دون وجود موسيقى في الخلفية: يا مرحباً بكم في الفوضى ! ما إن يصل المسافرون، حتى يسيروا بأقصى سرعة كأنهم يُشاركون في مسابقة رياضية، كأنّ هناك جائزةً تُمنح لمن يصل أوّلاً إلى مكتب ضابط الهجرة. والحقيقة أنّ أحداً لا يصل أوّلاً، إذ يُصادفهم طابور طويل عريض مُتعرّج، يزحف مثل أفعى تُحتضر. لا جوائز، الجميع معاقَب بسبب البطء المُستفزّ لمن ينفّذون القانون بلا مبالاة .  بعد اجتياز عدّة ضوابط صارمة، يستقبلنا السائق بحذَر ويقودنا إلى الشاحنة المُدرَّعة، ذات النوافذ المُظلَّلة، يعرفُني باقي السائقين، يُحيُّونني بصُراخهم، يتبعونني، الحمقى، يعرضون علي خدماتهم، ويطلبون منّي بقشيشاً. أبدو لهم شخصاً فا