' خرجنا من سلمانكا، وحالما وصلنا الجسر، وكان في مدخله تمثال لحيوان من الحجر بهيئة ثور تقريبا، طلب مني الأعمى أن أقترب من الحيوان، وهذا ما كان، فقال لي:
ـ لاثارو، ألصق أذنك بهذا الثور فستسمع ضجة عظيمة بداخله.
وأنا تقدمت ببساطة معتقدا بما قال ولما شعرت برأسي لصق الحجر، مد يدا مستقيمة وصفقني بشدة في الثور الشيطان، حتى أن ألم صفقة قرنه دام ثلاثة أيام، حينذاك قال لي:
ـ أيها الأحمق، تعلم أن دليل الأعمى يجب أن يكون أكثر فطنة من الشيطان!
وضحك كثيرا لمزحته'.
ـ لاثارو، ألصق أذنك بهذا الثور فستسمع ضجة عظيمة بداخله.
وأنا تقدمت ببساطة معتقدا بما قال ولما شعرت برأسي لصق الحجر، مد يدا مستقيمة وصفقني بشدة في الثور الشيطان، حتى أن ألم صفقة قرنه دام ثلاثة أيام، حينذاك قال لي:
ـ أيها الأحمق، تعلم أن دليل الأعمى يجب أن يكون أكثر فطنة من الشيطان!
وضحك كثيرا لمزحته'.
( لاثاريو دي تورميس ـ مقامات لاثارو ـ ترجمة
عبد الهادي سعدون ـ أزمنة ودار وألواح ـ 2001م)
عبد الهادي سعدون ـ أزمنة ودار وألواح ـ 2001م)
هذا مقطع مُستل من عمل أدبي لمؤلف مجهول بعنوان: ( لاثاريو دي تورميس ـ مقامات لاثارو ـ ترجمة عبد الهادي سعدون)، والمقطع يصف أول خروج للمدعو لاثارو- ولم يزل بعد صغيرا - في خدمة رجل أعمى كدليل، ثم خدمته الطويلة والمتقطعة عبر فصول الكتاب لدى كثير من الأسياد مختلفي الأمزجة والغايات، متنقلا في خدمة قسيس وحامل سلاح وراهب طريق رحمة ورسام وقسيس كنيسة وشرطي إلى نهاية تقلباته في خدمة الآخرين بالزواج، في نهاية العمل، من خادمة بطريرك قساوسة، مع وظيفة منادي بضائع في سوق المدينة لكسب ما يعينه في شيخوخته على حد تعبيره.
لكن من هو لاثارو هذا؟ ولماذا نهتم بحياته وبكتابه؟ أليس بطلا لعمل أدبي مثله مثل كل أبطال الروايات والأعمال الشعبية؟ إن لاثارو أو لاثاريو ـ لفظ تصغير- ليس بطل عمل أدبي فحسب، بل من المرجح أن يكون هو نفسه مؤلفا لهذا العمل الممتع المشوّق والمجهول المؤلف إلى يومنا هذا، إذ يلف الغموض كل ما حاول العديد من باحثي ودارسي آداب العصور الوسطى في إسبانيا لمعرفة هوية مؤلف ـ بكسر اللام - مؤلف ـ بفتح اللام - بلا مؤلف - بكسر اللام - لمؤلف ـ بفتح اللام - يزيد عمره على أربعة قرون ( التلاعب اللفظي مقصود من كاتب هذه السطور)، ' إذ نشرت الطبعات الأولى المحفوظة للنص عام 1554م والتي من المرجح أنها طبعات تالية تعود إلى عام 1553م أو 1552م برأي الباحثين'.
لعل أفضل ثناء لهذا العمل يأتي من ميجيل دي ثربانتس صاحب رائعة ' الدون كيخوتة' - ظهرت أول طبعة في مدريد عام 1605م - ففي الفصل الثاني والعشرين من مغامرات ' الفارس حزين الطلعة' والخاص بالمحكوم عليهم بالأشغال الشاقة، يورد ثربانتس حوارا مشوّقاً بين الدون كيخوتة وأحد المحكوم عليهم ويُدعى ' خينس دي بسمونتة' يدّعي أنه مؤلف لكتاب يدعي' حياة خينس دي بسمونتة'، تركه في السجن رهنا مقابل مئتي ريال وهو مصرّ على استرداده حتى لو رهن مقابل مئتي دوقة، فسأله الدون كيخوتة: ' هل هو جيد إلى هذا الحد؟'
فردّ عليه بسمونتة: ' جيد إلى حد انه يتحدى قصة ( لثريو دي طورمس ) وكل ما كتب في هذا الباب أو سيكتب، وكل ما أستطيع أن أقول لمولاي هو انه يروي حقائق، ولكن حقائق شائقة لا يمازجها أدنى كذب'.
ونجد في الشرح الذي أورده مترجم الدون كيخوتة، عبدالرحمن بدوي والذي ترجم حياة لاثارو أيضا سنة 1979م ما يلي: ' في سنة 1554 طبع كتاب بعنوان ' حياة ' لثريو دي طورمس وما جرى له من السعود والأهوال ( ثلاث طبعات في برغش والقلعة وأمبيرس، وطبعة برغش يظهر أنها الطبعة الأولى ولكن لم يذكر عليها اسم المؤلف، وكذلك طبع بغير اسم المؤلف طوال القرن السادس عشر حتى مستهل القرن السابع عشر حيث نسب إلى دييغـو هورتادو دي مندوثا. بعد هذا طبع دائما مقرونا بهذا الاسم ولكن أثبت مورل فاتيو أنه ليس له'. كما يشير مترجم النسخة التي بين يدي، والتي نشرت في 2001، أي الأستاذ سعدون في مقدمة الكتاب إلى أسماء مؤلفين آخرين بينهم مندوثا الذي أشار إليه بدوي.
لكن لماذا أخفى المؤلـِّف هويته؟
ليس ثمة سبب واضح، ولكن ربما إشارة المؤلف في ' الاستهلال' تبرر ذلك، فهو يقول ما معناه: ' أن هناك القليل من يكتب لنفسه وهذا لا يكلف مشقة، وآخرون من أجل المال أو المديح فالشرف يصنع الفنون كما قيل لكنه لا يرى لنفسه أفضلية في التأليف، ويتمنى على قرائه أن تنال ( هذه التفاهة) - أي كتابه الصغير- التي كتبها' بأسلوب غليظ، رضا أولئك الذين يجدون فيها المتعة ويرون فيها رجل ـ إضافة إلى حظوظه - يعيش الأخطار والمتاعب'.
ربما كانت هذه مبررات المؤلف نفسه دفاعا عن مجهوليته وله ذلك في أن يكون هامشا لا متنا، ' ولكن أهم باحث معاصر في آداب القرون الوسطى ويدعى فرانثيسكو ريكو - الذي ترجم الأستاذ عبدالهادي الطبعة التي أشرف عليها الباحث ريكو- يرى أن هناك سببا في تخفي المؤلف وهو أنه لو صرح باسمه لعانى من أهوال محاكم التفتيش، إذ تتضمن مقامات لاثارو: ' نقدا لاذعا للكنيسة وشخوصها ولطبقات المجتمع المتفوقة، حتى أن القلم البابوي تدخل في تصحيح العمل وأصدر ( النسخة الرقابية المشذبة) والتي بقيت متداولة في إسبانيا حتى انتهاء محاكم التفتيش في نهاية القرن التاسع عشر'.
وهذه ( الرواية القصيرة) ' رغم عدم وجود وحدة اتصال بين المواقف التي يتعرض لها البطل إلا أنها حسب رأي النقاد نموذج جيد لـ ( الرواية الصعلوكية) وهي نمط يتتبع خيط حياة البطل وما يتعرض له من أهوال وسعود وصولا إلى نقطة حاسمة في حياته وبلغة سلسة وفريدة أقرب إلى ( الشفاهية الشعبية)، وهذا ما يفسر ربما الانتشار الواسع لتداولها بطبعات عديدة وبلغات مختلفة'.
إن هذا العمل الذي يرى النقاد أنه وضع البذور الأولى لظهور ( الرواية الواقعية) يتلاقى ـ من وجهة نظري - مع رواية الدون كيخوتة في عدة نقاط بسيطة، فمن إشارة ثربانتس بالفضل المبطن إلى لاثارو في الفصل الذي أشرنا إليه سابقا، إلى تشابهما في إهداء العمل إلى سيد ما، ولكن إن بقي سيد لاثارو مجهولا كمؤلفه، فان سيد الدون كيخوتة هو الكونت دي ليموس في الجزء الثاني من العمل، كما يمكن إضافة أسلوب استهلال كلا العملين بالعبارات التقليدية في مثل هذه الأعمال والتي يود المؤلف ـ العبد الفقير لله - أن يجود بأفضل مما كان: ' لكن ليس بالإمكان أفضل مما كان' كما قيل أو أن المؤلف: ' لم يقو على مخالفة نظام الطبيعة في أن يلد الشيء شبيهه' أو: ' لا وجود لكتاب حتى لو كان سيئا، أن يضم ولو شيئا مفيدا'، كما قيل أيضا، وما إلى ذلك من العبارات التي تحفل بها الكتب الكلاسيكية، إضافة إلى أن شعبية كلا العملين أدت إلى كتابة جزء ثان لهما طبعا ونشرا ومحاكاة للنص الأصلي،' إذ قام مؤلف يدعى خوان دي لونا بكتابة جزء ثان لحياة لاثاريو، كما قام كذلك في عام 1614 مؤلف آخر بكتابة جزء ثان للدون كيخوتة يدعى الونسو فرنندت دي ابيانيدا، والذي سخر منه ثربانتس في جزئه الثاني الأصلي'.
ربما تكون هذه ملاحظات عابرة حول العملين، وربما يكون ثربانتس والذي من المرجح انه قرأ عملا كهذا، قد تأثر بشكل ما أو بآخر بهذا العمل الفريد من نوعه والمبكر في شكله الفني ومضمونه الساخر.
والآن بما أن حياة لاثارو متقلبة كحياة الدون كيخوتة، ومفتوحة على الآتي من مفاجآت ومغامرات، فان أفضل ما يمثلها الفصل الذي يتحدث فيه عن: ' كيف دخل لاثارو في خدمة حامل سلاح وما جرى له معه'، ليس لأنه يذكرنا بحامل سلاح الدون كيخوتة الشهير سانشو بانثا فحسب، بل لأن هذا السيد حامل السلاح بدا للاثارو مقارنة بالآخرين الذي عمل في خدمتهم صادقا ولأنه - ويا للمفارقة - السيد الوحيد الذي هرب منه وتركه وحيدا، على عكس مما كان يحدث له مع السادة الآخرين، الذين كان يهرب منهم لاثارو لاعنا اليوم الذي عرفهم فيه، ولعل هذا المقطع المستل من الفصل المذكور ما يقرب لنا روح حامل السلاح:
'بينما نحن موشكان على الموت جوعا ويأسا، لست أعلم بأية صدفة أو حظ، حدث أن عثر سيدي بقدرته البائسة على ريال. جاء إلى الدار منتصرا كما لو أن عثر على كنز مدينة البندقية وبتعابير فرح مشرقة جدا قال:
- خذ لا ثارو، لقد بسط الله علينا، امض إلى الساحة واجلب لنا خبزا ونبيذا ولحما ولنفقأ عين الشيطان! وأعلمك سرا أنني قد استأجرت دارا أخرى ولن نمضي حتى نهاية الشهر في هذه الدار الكئيبة. لعنها الله ولعن أول من وضع فيها حجرا، لقد دخلتها في ساعة شؤم، واقسم بالله أنني منذ دخلتها لم أذق قطرة نبيذ ولا تذوقت وذرة لحم، كما لم أسترح ولو للحظة. يا لمنظرها، عتمتها وكآبتها. امض واحترس ولنقعد اليوم للغداء مثل أي كونت'.
لكن من هو لاثارو هذا؟ ولماذا نهتم بحياته وبكتابه؟ أليس بطلا لعمل أدبي مثله مثل كل أبطال الروايات والأعمال الشعبية؟ إن لاثارو أو لاثاريو ـ لفظ تصغير- ليس بطل عمل أدبي فحسب، بل من المرجح أن يكون هو نفسه مؤلفا لهذا العمل الممتع المشوّق والمجهول المؤلف إلى يومنا هذا، إذ يلف الغموض كل ما حاول العديد من باحثي ودارسي آداب العصور الوسطى في إسبانيا لمعرفة هوية مؤلف ـ بكسر اللام - مؤلف ـ بفتح اللام - بلا مؤلف - بكسر اللام - لمؤلف ـ بفتح اللام - يزيد عمره على أربعة قرون ( التلاعب اللفظي مقصود من كاتب هذه السطور)، ' إذ نشرت الطبعات الأولى المحفوظة للنص عام 1554م والتي من المرجح أنها طبعات تالية تعود إلى عام 1553م أو 1552م برأي الباحثين'.
لعل أفضل ثناء لهذا العمل يأتي من ميجيل دي ثربانتس صاحب رائعة ' الدون كيخوتة' - ظهرت أول طبعة في مدريد عام 1605م - ففي الفصل الثاني والعشرين من مغامرات ' الفارس حزين الطلعة' والخاص بالمحكوم عليهم بالأشغال الشاقة، يورد ثربانتس حوارا مشوّقاً بين الدون كيخوتة وأحد المحكوم عليهم ويُدعى ' خينس دي بسمونتة' يدّعي أنه مؤلف لكتاب يدعي' حياة خينس دي بسمونتة'، تركه في السجن رهنا مقابل مئتي ريال وهو مصرّ على استرداده حتى لو رهن مقابل مئتي دوقة، فسأله الدون كيخوتة: ' هل هو جيد إلى هذا الحد؟'
فردّ عليه بسمونتة: ' جيد إلى حد انه يتحدى قصة ( لثريو دي طورمس ) وكل ما كتب في هذا الباب أو سيكتب، وكل ما أستطيع أن أقول لمولاي هو انه يروي حقائق، ولكن حقائق شائقة لا يمازجها أدنى كذب'.
ونجد في الشرح الذي أورده مترجم الدون كيخوتة، عبدالرحمن بدوي والذي ترجم حياة لاثارو أيضا سنة 1979م ما يلي: ' في سنة 1554 طبع كتاب بعنوان ' حياة ' لثريو دي طورمس وما جرى له من السعود والأهوال ( ثلاث طبعات في برغش والقلعة وأمبيرس، وطبعة برغش يظهر أنها الطبعة الأولى ولكن لم يذكر عليها اسم المؤلف، وكذلك طبع بغير اسم المؤلف طوال القرن السادس عشر حتى مستهل القرن السابع عشر حيث نسب إلى دييغـو هورتادو دي مندوثا. بعد هذا طبع دائما مقرونا بهذا الاسم ولكن أثبت مورل فاتيو أنه ليس له'. كما يشير مترجم النسخة التي بين يدي، والتي نشرت في 2001، أي الأستاذ سعدون في مقدمة الكتاب إلى أسماء مؤلفين آخرين بينهم مندوثا الذي أشار إليه بدوي.
لكن لماذا أخفى المؤلـِّف هويته؟
ليس ثمة سبب واضح، ولكن ربما إشارة المؤلف في ' الاستهلال' تبرر ذلك، فهو يقول ما معناه: ' أن هناك القليل من يكتب لنفسه وهذا لا يكلف مشقة، وآخرون من أجل المال أو المديح فالشرف يصنع الفنون كما قيل لكنه لا يرى لنفسه أفضلية في التأليف، ويتمنى على قرائه أن تنال ( هذه التفاهة) - أي كتابه الصغير- التي كتبها' بأسلوب غليظ، رضا أولئك الذين يجدون فيها المتعة ويرون فيها رجل ـ إضافة إلى حظوظه - يعيش الأخطار والمتاعب'.
ربما كانت هذه مبررات المؤلف نفسه دفاعا عن مجهوليته وله ذلك في أن يكون هامشا لا متنا، ' ولكن أهم باحث معاصر في آداب القرون الوسطى ويدعى فرانثيسكو ريكو - الذي ترجم الأستاذ عبدالهادي الطبعة التي أشرف عليها الباحث ريكو- يرى أن هناك سببا في تخفي المؤلف وهو أنه لو صرح باسمه لعانى من أهوال محاكم التفتيش، إذ تتضمن مقامات لاثارو: ' نقدا لاذعا للكنيسة وشخوصها ولطبقات المجتمع المتفوقة، حتى أن القلم البابوي تدخل في تصحيح العمل وأصدر ( النسخة الرقابية المشذبة) والتي بقيت متداولة في إسبانيا حتى انتهاء محاكم التفتيش في نهاية القرن التاسع عشر'.
وهذه ( الرواية القصيرة) ' رغم عدم وجود وحدة اتصال بين المواقف التي يتعرض لها البطل إلا أنها حسب رأي النقاد نموذج جيد لـ ( الرواية الصعلوكية) وهي نمط يتتبع خيط حياة البطل وما يتعرض له من أهوال وسعود وصولا إلى نقطة حاسمة في حياته وبلغة سلسة وفريدة أقرب إلى ( الشفاهية الشعبية)، وهذا ما يفسر ربما الانتشار الواسع لتداولها بطبعات عديدة وبلغات مختلفة'.
إن هذا العمل الذي يرى النقاد أنه وضع البذور الأولى لظهور ( الرواية الواقعية) يتلاقى ـ من وجهة نظري - مع رواية الدون كيخوتة في عدة نقاط بسيطة، فمن إشارة ثربانتس بالفضل المبطن إلى لاثارو في الفصل الذي أشرنا إليه سابقا، إلى تشابهما في إهداء العمل إلى سيد ما، ولكن إن بقي سيد لاثارو مجهولا كمؤلفه، فان سيد الدون كيخوتة هو الكونت دي ليموس في الجزء الثاني من العمل، كما يمكن إضافة أسلوب استهلال كلا العملين بالعبارات التقليدية في مثل هذه الأعمال والتي يود المؤلف ـ العبد الفقير لله - أن يجود بأفضل مما كان: ' لكن ليس بالإمكان أفضل مما كان' كما قيل أو أن المؤلف: ' لم يقو على مخالفة نظام الطبيعة في أن يلد الشيء شبيهه' أو: ' لا وجود لكتاب حتى لو كان سيئا، أن يضم ولو شيئا مفيدا'، كما قيل أيضا، وما إلى ذلك من العبارات التي تحفل بها الكتب الكلاسيكية، إضافة إلى أن شعبية كلا العملين أدت إلى كتابة جزء ثان لهما طبعا ونشرا ومحاكاة للنص الأصلي،' إذ قام مؤلف يدعى خوان دي لونا بكتابة جزء ثان لحياة لاثاريو، كما قام كذلك في عام 1614 مؤلف آخر بكتابة جزء ثان للدون كيخوتة يدعى الونسو فرنندت دي ابيانيدا، والذي سخر منه ثربانتس في جزئه الثاني الأصلي'.
ربما تكون هذه ملاحظات عابرة حول العملين، وربما يكون ثربانتس والذي من المرجح انه قرأ عملا كهذا، قد تأثر بشكل ما أو بآخر بهذا العمل الفريد من نوعه والمبكر في شكله الفني ومضمونه الساخر.
والآن بما أن حياة لاثارو متقلبة كحياة الدون كيخوتة، ومفتوحة على الآتي من مفاجآت ومغامرات، فان أفضل ما يمثلها الفصل الذي يتحدث فيه عن: ' كيف دخل لاثارو في خدمة حامل سلاح وما جرى له معه'، ليس لأنه يذكرنا بحامل سلاح الدون كيخوتة الشهير سانشو بانثا فحسب، بل لأن هذا السيد حامل السلاح بدا للاثارو مقارنة بالآخرين الذي عمل في خدمتهم صادقا ولأنه - ويا للمفارقة - السيد الوحيد الذي هرب منه وتركه وحيدا، على عكس مما كان يحدث له مع السادة الآخرين، الذين كان يهرب منهم لاثارو لاعنا اليوم الذي عرفهم فيه، ولعل هذا المقطع المستل من الفصل المذكور ما يقرب لنا روح حامل السلاح:
'بينما نحن موشكان على الموت جوعا ويأسا، لست أعلم بأية صدفة أو حظ، حدث أن عثر سيدي بقدرته البائسة على ريال. جاء إلى الدار منتصرا كما لو أن عثر على كنز مدينة البندقية وبتعابير فرح مشرقة جدا قال:
- خذ لا ثارو، لقد بسط الله علينا، امض إلى الساحة واجلب لنا خبزا ونبيذا ولحما ولنفقأ عين الشيطان! وأعلمك سرا أنني قد استأجرت دارا أخرى ولن نمضي حتى نهاية الشهر في هذه الدار الكئيبة. لعنها الله ولعن أول من وضع فيها حجرا، لقد دخلتها في ساعة شؤم، واقسم بالله أنني منذ دخلتها لم أذق قطرة نبيذ ولا تذوقت وذرة لحم، كما لم أسترح ولو للحظة. يا لمنظرها، عتمتها وكآبتها. امض واحترس ولنقعد اليوم للغداء مثل أي كونت'.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*شاعر من عُمان
أزيك أخبارك اية
ردحذفانا اسف جدا صدقنى انا متابع بس عارف
مش عارف اعلق عندك مش لحاجة انا لما باجى و اقرا مش عاوز اقول اى كلام
مش عاوز اعلق لمجرد انى اثبت انى جيت
صدقنى انا معتبر المدونة عندك حاجة جميلة
يعنى انا من الصبح عاوز ابعت كومنت عاوز اقرا و الأخبار الوحشة مش مخليانى اركز
بجد فى مود مش كويس انا اسف جدا ليك
ارجو تقبل اسفى و اعتذارى
شكرا
كل سنة و انت طيب
معلش المفروض دى كانت اول حاجة
بس بجد كلى خجل منك