التخطي إلى المحتوى الرئيسي

وداعا إدواردو غاليانو

ترجمات - متابعة

غيّب الموت صبيحة اليوم الاثنين، في مدينة مونتيفيديو، الأديب إدواردو غاليانو، أحد أعمدة الأدب في الاوروغواي وأمريكا اللاتينية عموما، عن عمر ناهز 74 عاما. وهو اليوم نفسه الذي شهد رحيل صاحب نوبل للآداب الألماني غونتر غراس.

وكان غاليانو قد أدخل المستشفى يوم الجمعة الماضي، بعد تدهور حالته الصحية الناتجة عن إصابته بسرطان الرئة، الذي أُصيب به أول مرة سنة 2007، وجاء خبر  وفاة غاليانو، الذي يعد أهم الأصوات ذات النزعة اليسارية في أمريكا الجنوبية، عبر أثير إذاعة إسبانيا الوطنية، وهو ما أكّدته  وزارة الثقافة الأوروغوايانية، في وقت لاحق، عبر موقعها الرسمي على الأنترنت.
وكان غاليانو، المولود في الثالث من أيلول / سبتمبر 1940، قد أنهى كتابة عمل جديد، ليُنشر بعد وفاته، حسب ما أكدته وكالة الأنباء الإسبانية. وستقوم دار النشر  Siglo XXI بنشر الكتاب، الذي من المحتمل أن يرى النور في الشهر المقبل، بالتزامن في كل من إسبانيا والمكسيك والأرجنتين.
وقد خلف غاليانو وراءه إرثا أدبيا كبيرا، بوّأه صدارة المشهد الأدبي والثقافي في بلده والعالم، إلى جانب كتاب آخرين كماريو بينديتي وخوان كارلوس أونيتي وغيرهم، ومن أهم مؤلفاته، التي جاوزت الأربعين كتابا: "أوردة أمريكا اللاتينية المفتوحة" صدر سنة 1971، والذي يعد مرجعا مُهمّا وموثوقا لليساريين في أمريكا اللاتينية حول تاريخ المنطقة، ثم "ذاكرة النار" في ثلاثة أجزاء (1982، 1984، 1985) وهي متاحة للتحميل على هذه المدونة، "كتاب المعانقات" سنة 1989، "كلمات متحولة" 1993، "أفواه الزمن" 2004، "مرايا" 2008، "أبناء الأيام" 2012.
وكان غاليانو معروفا بتدوين الظلم الكبير الذي كان سائدا في أمريكا اللاتينية، و عرف أيضا بحبه لحضارات المنطقة وتنوعها بما في ذلك شغفه الكبير بكرة القدم، التي كتب عنها كتابا سماه "كرة القدم بين الشمس والظل" الذي صدر سنة 1995.
وللإشارة فأديبنا الراحل، كان ينتمي لزمرة المثقفين الذي عانوا مرارة المنفى، هربا من ويلات الديكتاتورية، التي امتدت من سنة 1973 إلى سنة 1985،  مما اضطر غاليانو إلى السفر، في مرحلة أولى، إلى الأرجنتين قبل يستقر به الحال في اسبانيا حيث أمضى بقية أيام منفاه حتى عودته إلى بلاده عام 1985 التي شهدت عودة الديموقراطية ونهاية حقبة الاستبداد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكالات 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

9 من أفضل روايات أمريكا الجنوبية ننصحك بقراءتها

من البرازيل وحتى المكسيك، من تشيلي لبيرو ومرورًا بكوبا والإكوادور، في تلك البلاد والمجتمعات التي عانت كثيرًا من الاستعمار وقاومت لعقود عبر عشرات الثورات، من تلك البلاد الساحرة والمجتمعات الثرية بالحكايات كان أدب أمريكا اللاتينية جديرًا بالتبجيل والانتشار . ذلك الجمال الأدبي الساحر، والقصص والحكايات الإنسانية التي أبدع كتاب أمريكا الجنوبية في نسجها. ومن آلاف الكُتاب وعشرات الآلاف من الكتب والروايات الساحرة المنتمية لتلك البيئة نرشح لكم تلك الروايات التسعة .

المترجم عمر بوحاشي: الترجمة من الإسبانية للعربية تعرف قفزة نوعية بفضل ظهور جيل من المترجمين وتحديدا في شمال المغرب

حاورته: إيمان السلاوي يكشف المترجم المغربي عمر بوحاشي، في هذا الحوار، آخر أعماله المترجمة التي تهم رواية "الكوخ" للكاتب الإسباني بيثينتي بلاسكو إيبانييث، وكذلك عن إصداراته الأخيرة، ويقدم رؤية عن واقع الكتب المترجمة من الإسبانية إلى العربية في المغرب التي يعتبرها ذات مستقبل واعد . والمترجم حاصل على جائزة الترجمة من المعرض الدولي للنشر والثقافة بالدار البيضاء سنة 2014، عن رواية بعنوان "لسيدة بيرفيكتا" للكاتب المخضرم، بينيتو بيريث غالدوس، يؤكد أن “الترجمة تخلق نوعا من التفاعل الثقافي، وفتح الحوار بين الحضارات، وتساهم في انفتاح الشعوب على بعضها لتتعارف أكثر”. ويعتبر بوحاشي من جيل المترجمين الذين نقلوا أهم الكتب الإسبانية التي ساهمت في تشكيل المغرب في المخيلة الإسبانية خلال العقدين الأخيرين. فقد ترجم رواية "عيطة تطاون" لبينيتو بيريث غالدوس التي تعتبر منعطفا في الروايات التي كتبت حول المغرب لأنها تميزت بواقعية لم يعتدها الإنتاج الأدبي الإسباني حول الجار الجنوبي للإسبان .

عرض لكتاب "رحلة في جماليات رواية أمريكا اللاتينية"

صدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق، 2007 تأليف د. ماجدة حمود   يجول هذا الكتاب عبر جماليات روايات من أمريكا اللاتينية، التي احتلت مكانا هاما في الساحة الثقافية العالمية، خاصة أن الباحث يحس بوشائج قربى مع هذا الأدب الذي يشاركنا في كثير من الهموم السياسية والاجتماعية والاقتصادية (التخلف، الاستبداد، الهيمنة الغربية...) ومع ذلك استطاع إبداع أدب أدهش العالم وما يزال! لهذا ليس غريبا أن يحصد أدباؤها كما كبيرا من الجوائز العالمية، قد منحت جائزة (نوبل) لشعراء (غابرييلا 1945، بابلو نيرودا 1971، أوكتافيو باث، 1990...) كما منحت لروائيين (ميغل أنخل أستورياس 1967، غابرييل غارثيا ماركيز 1982...) وقد رشح لهذه الجائزة أيضا كل (ماريو فارغاس يوسا) و (إيزابيل الليندي) بالإضافة إلى ذلك منحت جائزة ثرفانتس لعدد كبير منهم (كارنتيير 1977، بورخس 1979، أونيتي 1980، باث 1981، ساباتو 1984، فونتيس 1987، بوي كساريس 1990...) تحاول هذه الدراسة أن تجيب على التساؤل التالي: لِمَ تفوق هذا الأدب الذي ينتمي مثلنا إلى العالم الثالث، ووصل إلى العالمية رغم تخلف بلدانه؟ وقد اخترت تركيز الأضواء على جنس الرواية في أ...