التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رافائيل ألبرتي يُبعث من جديد في بوينس آيرس

عاش الشاعر الإسباني رافائيل ألبرتي "1902 – 1999"، 23 عاماً في الأرجنتين، بين الأعوام 1940 و1963. وكانت إبنته الوحيدة أيتانا ألبرتي ولدت هناك، عام 1941. وسافرت أيتانا مؤخراً الى بوينس آيرس بغية تقديم ديوان والدها "الحب والملائكة" للجمهور الأرجنتيني، بعد أن قامت بإعادة طبعه، بالتعاون مع وزارة الثقافة الأرجنتينية، ودار "أولتيمو راينو" للنشر.

ويحمل ديوان "الحب والملائكة"، الذي تصدر طبعته الثانية في الأرجنتين، ويطّلع الجمهور لأول مرة على قصائده، يحمل بين طيّاته قصائد حب مختارة قامت بإنتقائها إبنة الشاعر أيتانا، رداً للحب الجميل الذي منحه إيّاها والدها خلال السنوات التي عاشتها في المنفى، في بوينس آيرس، لأكثر من عقدين تقريباً.
وفي حوار أجرته معها وكالة الأنباء الأرجنتينية "تيلام"، قالت أيتانا ألبرتي: "أن أول طبعة من هذه المختارات الشعرية التي كتبها والدي، كانت أصدرتها، في عام 1997، مجلة ليتورال، في ملقا بإسبانيا. وأما التي نحن بصدد تقديمها في المركز الثقافي "ريكوليتا" في بوينس آيرس، فهي خاصة بمنشورات أويتيمو راينو، وهي الطبعة الخامسة لهذا الكتاب".
وتقول الكاتبة التي تقيم في كوبا منذ عام 1984، "الفرح يغمرني وأنا أطبع هذا الكتاب في بوينس آيرس، المدينة التي فتحت ذراعيها للمهاجرين الذين قدموا من إسبانيا، وبصورة خاصة والديّ".
وهذه المختارات التي تحتوي على مقدمة بقلم الكاتبة غراسييلا آراوز، والتي حاولت إحتواء كل أعمال ألبرتي، إبتداءاً من أشعاره السابقة التي تضمنها باكورة كتبه "بحار على اليابسة"، وحتى آخر ما كتبه، ليس في الشعر فقط، بل في مجال المسرح والنثر أيضاً.
يحتوي الكتاب على عشرة أجزاء، وتشكل ملائكة ألبرتي المعروفة، الركيزة الأساسية له، حيث تمثّل الإنسانية في أوجّ صورها، ولتمر بكل ما يعانيه الإنسان من عذابات، ومن بينها معاناة الحب. وهكذا تتناثر بين صفحات الكتاب قصائد مثل "ملاك الفجر"، و"الملائكة القاسية"، و"ملاك السيرة"، و"ملاك غونغوري"، نسبة الى الشاعر والمسرحي الإسباني المعروف لويس دي غونغورا "1561 – 1627"، وغيرها.
تتذكر أيتانا ألبرتي قائلةً: "كان والدي على دراية عميقة بالأدب الإسباني الكلاسيكي والعالمي، وكذلك بالتيارات الأكثر ثورية في زمنه. فقد وظّف القافية الكلاسيكية، حيث إعتبر خير من كتب في السوناتا، والشعر الحر، والقصائد التجريبية. وفي هذا يبدو قريباً من بيكاسو، من حيث أن تنوع الأساليب لدى الرسام، يشبه ما كان يتمتع به والدي، ولكن في الشعر.
وتشير أيتانا أيضاً الى "جيل 27"، الذي ضمّ نخبة من المفكرين والفنانين والأدباء الأسبان في العام 1927، التي حاولت رد الإعتبار للشاعر لويس دي غونغورا والتراث الإسباني، وتبنت بحماسها وإندفاعها الأفكار الثورية من أجل التغيير، من خلال كتاباتها وأشعارها. غير أن الحرب الأهلية كانت قد دمرت كل ذلك بوحشية. وفي النهاية، دفع إنتصار الفرنكوية أغلب الذين شكلوا جيل 27، الى خارج حدود إسبانيا، حيث المنفى.
وتعود أيتانا بذاكرتها الى حياة والديها في المنفى لأكثر من عشرين عاماً في الأرجنتين: "حملوا أشعارهم وكرامتهم وعزّة النفس معهم، والى جميع بقاع العالم، حيث إستمروا هناك في الكتابة، والحنين الى الوطن المفقود يملأ قلوبهم، في الوقت الذي أعطوا، بكل سخاء، ما يمتلكون من معرفة وخبرة الى أناس الأرض التي إحتضنتهم ومنحتهم الدفء".
وخلال سفرتها الأخيرة الى الأرجنتين، تتذكر أيتانا المولودة في بوينس آيرس، أشعار والدها، ومن بينها تلك القصيدة المستوحاة من المناظر المحيطة بهذه المدينة الجميلة ومعالمها، مثل "بلازا فرانسيا"، و"كلية القانون"، والميناء، والنهر الذي في الخلف.

                           عن موقع ايلاف


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

9 من أفضل روايات أمريكا الجنوبية ننصحك بقراءتها

من البرازيل وحتى المكسيك، من تشيلي لبيرو ومرورًا بكوبا والإكوادور، في تلك البلاد والمجتمعات التي عانت كثيرًا من الاستعمار وقاومت لعقود عبر عشرات الثورات، من تلك البلاد الساحرة والمجتمعات الثرية بالحكايات كان أدب أمريكا اللاتينية جديرًا بالتبجيل والانتشار . ذلك الجمال الأدبي الساحر، والقصص والحكايات الإنسانية التي أبدع كتاب أمريكا الجنوبية في نسجها. ومن آلاف الكُتاب وعشرات الآلاف من الكتب والروايات الساحرة المنتمية لتلك البيئة نرشح لكم تلك الروايات التسعة .

المترجم عمر بوحاشي: الترجمة من الإسبانية للعربية تعرف قفزة نوعية بفضل ظهور جيل من المترجمين وتحديدا في شمال المغرب

حاورته: إيمان السلاوي يكشف المترجم المغربي عمر بوحاشي، في هذا الحوار، آخر أعماله المترجمة التي تهم رواية "الكوخ" للكاتب الإسباني بيثينتي بلاسكو إيبانييث، وكذلك عن إصداراته الأخيرة، ويقدم رؤية عن واقع الكتب المترجمة من الإسبانية إلى العربية في المغرب التي يعتبرها ذات مستقبل واعد . والمترجم حاصل على جائزة الترجمة من المعرض الدولي للنشر والثقافة بالدار البيضاء سنة 2014، عن رواية بعنوان "لسيدة بيرفيكتا" للكاتب المخضرم، بينيتو بيريث غالدوس، يؤكد أن “الترجمة تخلق نوعا من التفاعل الثقافي، وفتح الحوار بين الحضارات، وتساهم في انفتاح الشعوب على بعضها لتتعارف أكثر”. ويعتبر بوحاشي من جيل المترجمين الذين نقلوا أهم الكتب الإسبانية التي ساهمت في تشكيل المغرب في المخيلة الإسبانية خلال العقدين الأخيرين. فقد ترجم رواية "عيطة تطاون" لبينيتو بيريث غالدوس التي تعتبر منعطفا في الروايات التي كتبت حول المغرب لأنها تميزت بواقعية لم يعتدها الإنتاج الأدبي الإسباني حول الجار الجنوبي للإسبان .

عرض لكتاب "رحلة في جماليات رواية أمريكا اللاتينية"

صدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق، 2007 تأليف د. ماجدة حمود   يجول هذا الكتاب عبر جماليات روايات من أمريكا اللاتينية، التي احتلت مكانا هاما في الساحة الثقافية العالمية، خاصة أن الباحث يحس بوشائج قربى مع هذا الأدب الذي يشاركنا في كثير من الهموم السياسية والاجتماعية والاقتصادية (التخلف، الاستبداد، الهيمنة الغربية...) ومع ذلك استطاع إبداع أدب أدهش العالم وما يزال! لهذا ليس غريبا أن يحصد أدباؤها كما كبيرا من الجوائز العالمية، قد منحت جائزة (نوبل) لشعراء (غابرييلا 1945، بابلو نيرودا 1971، أوكتافيو باث، 1990...) كما منحت لروائيين (ميغل أنخل أستورياس 1967، غابرييل غارثيا ماركيز 1982...) وقد رشح لهذه الجائزة أيضا كل (ماريو فارغاس يوسا) و (إيزابيل الليندي) بالإضافة إلى ذلك منحت جائزة ثرفانتس لعدد كبير منهم (كارنتيير 1977، بورخس 1979، أونيتي 1980، باث 1981، ساباتو 1984، فونتيس 1987، بوي كساريس 1990...) تحاول هذه الدراسة أن تجيب على التساؤل التالي: لِمَ تفوق هذا الأدب الذي ينتمي مثلنا إلى العالم الثالث، ووصل إلى العالمية رغم تخلف بلدانه؟ وقد اخترت تركيز الأضواء على جنس الرواية في أ...