التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أدباء ومثقفون مغاربة وأجانب يحتفون بالكاتبة الإسبانية كريستينا لوبيث باريو بمدينة طنجة

ترجمات-متابعة
احتضن فضاء المكتبة الاسبانية خوان غويتيسولو بمدينة طنجة التابعة لمعهد ثيربانتس، الأسبوع الماضي، حفل تقديم وتوقيع العمل الروائي "ضباب في طنجة" للكاتبة الاسبانية كريستينا لوبيث باريو. بحضور شخصيات وازنة سياسية وفنية وأدبية من مختلف الجنسيات.
  وتدور فصول هذه الرواية في مدينة البوغاز حول محورين منفصلين وحقبتين مختلفتين: طنجة إبان الحماية الدولية عند سنوات الخمسينات وطنجة في الزمن الحديث سنة 2015.

وفي كلمته الافتتاحية، أبرز إدواردو كالفو مدير معهد "ثيرفانتس" بطنجة الأهمية الأدبية والتاريخية القصوى التي تحظى بها طنجة، سواء في الماضي أو الحاضر، الشيء الذي جعلها قبلة لنخبة من الكتاب والأدباء والسينمائيين العالميين، مستحضراً رمزيتها في الأدب الإسباني المعاصر.
بدوره، شدد عبد الخالق النجمي الباحث بجامعة مدريد المستقلة، والذي تكلف بتقديم الكاتبة، على قيمة طنجة في الأدب العالمي باعتبارها ألهمت الكثير من الكتاب والفنانين، حتى صارت شخصية محورية لأهم أعمالهم.

وتحدث النجمي عن تيمات العمل الروائي للكاتبة، كالحب والخداع والحنين إلى فترة طنجة الدولية، متوقفاً عند الفضاءات التي كانت تراها بطلة الرواية فلورا كاسكون، وأسطورة "عيشة قنديشة"، والعلاقات الجيدة التي كانت تسود بين مختلف الأديان والثقافات.
واسترجعت الكاتبة المحتفى بها، كريستينا لوبيث باريو، بعض المحطات من الأدب الاسباني، وكذا الأسباب التي دفعتها إلى كتابة الرواية، بعد زيارتها الأولى إلى طنجة رفقة صديقة لها في عقدها الثاني، حيث انبهرت بطابع المدينة المعماري وبتقاليد وعادات سكانها، لتغوص في قراءة بعض المؤلفات، من بينها رواية أنخيل باسكيز وأعمال محمد شكري وبول بولز، وغيرهم.

وتطرقت الكاتبة بإسهاب لزيارتها الثانية إلى طنجة، هذه المرة برفقة زوجها، وتحدثت سحر عوالمها، لتقرر بعدها كتابة الرواية.

يذكر أن الروائية كريسينا من مواليد مدريد سنة 1970، اشتغلت بالمحاماة لفترة، ثم تفرغت للكتابة. فازت بجائزة بيلا بوزويلو دالاركون سنة 2009، وسبق لها أن نشرت رواية "بيت الحب المحظور" سنة 2010. وتعد روايتها "ضباب في طنجة" إحدى الكتب الأكثر مبيعا في إسبانيا خلال الشهور الأخيرة.
ــــــــــــــــــــــ
عن مجموعة من المواقع الالكترونية بتصرف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصص قصيرة جدا

إدواردو غاليانو* ترجمة: أسامة أسبر العالم صعد رجل من بلدة نيغوا، الواقعة على الساحل الكولومبي، إلى السماء. حين عاد وصف رحلته، وروى كيف تأمل الحياة البشرية من مكان مرتفع. قال: نحن بحرٌ من ألسنةِ اللهب الصغيرة. أضاف: العالم كومةُ من البشر، بحر من ألسنة اللهب الصغيرة. كل شخص يشع بضوئه الخاص وليس هناك لسانا لهب متشابهان. ثمة ألسنة لهب كبيرة وأخرى صغيرة من جميع الألوان. ألسنة لهب بعض البشر هادئة بحيث لا تتأجج حين تهب الريح، بينما يمتلك آخرون ألسنة لهب وحشية تملأ الجو بالشرار. بعض ألسنة اللهب الغبية لا تحرق ولا تضيء، لكن ثمة أخرى تفيض بلهب الحياة بحيث أنك لا تستطيع أن تنظر إليها دون أن ترف عيناك، وإذا اقتربت منها تضيئك.   العنب والخمر على فراش الموت، تحدث رجل يعمل في الكروم في أذن مرسليا. قبل أن يموت كشف السر هامساً: "إن العنب مصنوع من الخمر." هذا ما روته لي مارسيلا بيريث-سيلبا، وبعدها فكرتُ: إذا كان العنب مصنوعاً من الخمر، فربما نكون الكلمات التي تروي من نحن. فن للأطفال كانت تجلس على كرسي مرتفع أمام صحن من الحساء على مستوى العين. أنفها مجعد، أسنانها محكمة الإغلاق، وذراعاها

EL TIEMPO ENTRE COSTURAS

رواية اسبانية بنكهة مغربية أصبحت رواية الأديبة الإسبانية ماريا دوينياس "الوقت بين ثنايا الغرز"، التي تدور أحداثها في مدينة طنجة المغربية، إلى ظاهرة حقيقية حيث حققت مبيعات تجاوزت المليون نسخة، كما ترجمت لعدة لغات بينها الإنجليزية والألمانية كما تحولت إلى مسلسل تليفزيوني ضخم، سوف يبدأ عرضه مطلع 2012. وامتد نجاح الرواية ليتجاوز حدود إسبانيا حيث من المقرر أن تظهر ترجمتها الإنجليزية في الولايات المتحدة في نوفمبر المقبل، وفي نفس الشهر سوف يتم تكريم المؤلفة، في معرض جوادالاخارا الدولي للكتاب في المكسيك. وفي تصريحات لوكالة (إفي) قالت الأديبة دوينياس "أنا سعيدة لكل هذا النجاح الذي حققته الرواية، لأنه يؤكد أنها تتناول أحداثا ذات طبيعة كونية. تدور أحداث الرواية حول سيرا كيروجا، مصممة أزياء شابة، تضطر لمغادرة مدريد، بحثا عن حبيب مجهول، إلى أن تعثر عليه في مدينة طنجة التي كانت واقعة في تلك الأثناء تحت الاحتلال الإسباني، ويحاولان الاستقرار هناك. ومرة أخرى تجد سيرا نفسها مضطرة للرحيل إلى تطوان، والتي كانت أيضا تحت الاحتلال الإسباني (1902-1956)، هربا من الديون والشعور بالو

ظننتُ أنّ أحداً لم يعد يقرأني

  قصة: خايمي بيلي * ترجمة عن الإسبانية :  غدير أبو سنينة   سيّارة أجرة تمرّ أمام جدارية في العاصمة البيروفية ليما، آذار/ مارس 2022  عند وصولي إلى مدينة الغبار والضباب (يقصد ليما)، أعلن أحد عناصر طاقم الطائرة عبر مُكبِّر الصوت، وبنبرة مُبتهجة، كأنّما ينقل لنا أخباراً طيّبة، أننا سنستخدم دَرَجاً قديماً للهبوط، وسنضطرّ لحمل أمتعتنا واستقلال الحافلة، لنمارس رقصة الكومبيا عند كلّ منعطف نمرّ به، حتى من دون وجود موسيقى في الخلفية: يا مرحباً بكم في الفوضى ! ما إن يصل المسافرون، حتى يسيروا بأقصى سرعة كأنهم يُشاركون في مسابقة رياضية، كأنّ هناك جائزةً تُمنح لمن يصل أوّلاً إلى مكتب ضابط الهجرة. والحقيقة أنّ أحداً لا يصل أوّلاً، إذ يُصادفهم طابور طويل عريض مُتعرّج، يزحف مثل أفعى تُحتضر. لا جوائز، الجميع معاقَب بسبب البطء المُستفزّ لمن ينفّذون القانون بلا مبالاة .  بعد اجتياز عدّة ضوابط صارمة، يستقبلنا السائق بحذَر ويقودنا إلى الشاحنة المُدرَّعة، ذات النوافذ المُظلَّلة، يعرفُني باقي السائقين، يُحيُّونني بصُراخهم، يتبعونني، الحمقى، يعرضون علي خدماتهم، ويطلبون منّي بقشيشاً. أبدو لهم شخصاً فا