المترجم الإسباني فرانسيسكو غارسيا بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء لتقديم عملين مغربيين ترجمهما إلى اللغة الإسبانية
قال المترجم الإسباني فرانسيسكو موسكوسو غارسيا إن “عشقي للعامية المغربية والصدفة قاداني لترجمة رواية (الضريح) للكاتب المغربي عبد الغني أبو العزم، وديواني الشعر العامي (حال وأحوال) و(كلام آخر) للشاعر المغربي أحمد لمسيح”.جاء ذلك خلال لقاء نظم الأربعاء بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء (شمال)، لتقديم العملين الإبداعيين المترجمين إلى اللغة الإسبانية، والصادرين عن مركز محمد السادس لحوار الحضارات بدولة تشيلي، بحضور أبو العزم ولمسيح وغارسيا، بينما أدار اللقاء الباحث والمترجم المغربي الحسن بوتكي.
وأضاف المترجم الإسباني أن “من يترجم الأدب كمن يحمل الماء بكفيه من إناء إلى إناء آخر، ولا بد أن تسقط منه بعض القطرات”، مشيرا إلى أن ما يترجم من الأدب المغربي بشكل خاص، والأدب العربي بشكل عام، إلى اللغة الإسبانية قليل جدا، يحتل فيه الشعر الصدارة.
وأوضح أنه باحث متخصص في لهجات (عاميات) المغرب، وخاصة لهجة منطقة الشاون (أقصى الشمال الغربي)، وأن ترجمته لرواية “الضريح” للكاتب المغربي عبد الغني أبو العزم، جاءت بالصدفة، بعد إعجابه بهذا العمل الروائي، الذي يذكره بفضاءات مماثلة عاش فيها بإسبانيا، قائلا “الرواية مهمة جدا، يعود فيها الكاتب إلى الطفولة، ويستحضر فيها معطيات تاريخية كثيرة، وتقاليد وأعراف تغري بالبحث”.
وبخصوص ديوان الشعر العامي “كلام آخر” لأحمد لمسيح، ذكر المترجم الإسباني أنه هو العمل الثاني الذي يترجمه للمسيح بعد “حال وأحوال”، وذلك بتنسيق مع الباحثة الإسبانية مرسيديس أركون هويرتا، معتبرا أن ترجمة الشعر العامي تعد من أصعب الترجمات؛ لأن نصوصها غنية بالإحالات والصور، التي تستلزم من المترجم التواصل مع الشاعر، وهو ما قام به، ووجد استجابة كبيرة من لمسيح.
وقال المترجم في تصريح لوكالة الأناضول إن قلة الأعمال المغربية والعربية المترجمة إلى اللغة الإسبانية تعود إلى ضعف التمويل من الحكومة الإسبانية والمؤسسات الثقافية، مشيرا إلى أنه يقتصر حاليا على مجهودات فردية من طرف المهتمين فقط.
وأضاف أنه رغم القرب الجغرافي من المغرب، فإن العديد من العراقيل ما زالت تحد من ترجمة الأدب المغربي إلى الإسبانية، مع العلم أنه يستحق أن ينقل إلى اللغة الإسبانية، مشيرا إلى أن الجهات المسؤولة بإسبانيا تسعى إلى ترجمة الإبداعات المشهورة عالميا.
وشبه غارسيا عملية الترجمة بالمغامرة؛ لأنه بعد ترجمته لرواية “الضريح” قضى ثلاث سنوات وهو يبحث عن ناشر لترجمته، إلى أن اهتدى إلى مركز محمد السادس لحوار الحضارات بتشيلي، الذي يشرف عليه عبد القادر الشاوي، الكاتب المغربي وسفير المغرب بتشيلي، الذي صدرت عنه أخيرا ترجماته للإبداع المغربي.
من جهته، قال الشاعر المغربي أحمد لمسيح لوكالة الأناضول إن المترجم الإسباني فرانسيسكو موسكوسو غارسيا، دارس للهجة الشاون، وأنجز أطروحة الدكتوراه حول هذا الموضوع، بما فيها تضمين للحكايات الشفوية للجدات، مشيرا إلى أنه “عاشق للهجة الدارجة المغربية، وكلما زار المغرب يذهب إلى المكتبات ويقتني كتبا مغربية”.
وأضاف لمسيح أن المترجم الإسباني وجد بالصدفة ديوانا زجليا (من الشعر العامي) له، وقاده الفضول إلى ترجمته، وبحث عن كاتبه، فزاره في مكتبه، وكان يستشيره في كل كبيرة وصغيرة، ولكي تجيزه الجامعة، كان عليه أن يلجأ إلى خبير، فلجأ إلى أستاذة بجامعة “قاديس″ هي مرسيديس أراكون هويرتا، التي كتبت مقدمة للديوان الأول “حال وأحوال” في 70 صفحة، واشتغلت معه في الديوان الثاني “كلام آخر”.
وأوضح أن هذه الترجمة هي “لحظة فرح وتزول، كي لا نغتر ونقول إنها بوابة للعالمية. فمن قبل ترجمت لي أعمال إلى لغات أخرى بالصدفة، التي تمنحني لحظة فرح، وأكبحها، حتى لا أصاب بالغرور”.
وأشار لمسيح إلى أن أغلب دواوينه الـ (18) نشرها على نفقته الخاصة، باستثناء عملين فقط، لأن ما يهمه هو ما يمكن أن يضيفه للزجل المغربي، وما يمكن أن يحدثه فيه من إنقلابات، قائلا: “في كل مرة أغتال نفسي لأولد من جديد، وعندما أكون مقنعا فإن المترجمين هم الذين سيبحثون عني”.
وتتواصل الأنشطة الثقافية بالدورة العشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء (شمال)، التي تنظمها وزارة الثقافة المغربية بتنسيق مع مكتب معارض الدارالبيضاء ما بين 13 و23 فبراير(شباط) الجاري، التي تتميز باستضافة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، التي تضم 15 دولة. ويشارك في المعرض حوالي 800 ناشر من 54 دولة.
سعيدة شريف
تعليقات
إرسال تعليق