التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الأرجنتين تحتفل بمئوية أديبها كورتاثار

تقديرا منها لقيمة الأديب الكبير، خوليو كورتاثار، أعلنت الأرجنتين 2014 رسميا "عام خوليو كورتاثار"، ويتضمن فعاليات متعددة تشمل معارض فنية ندوات ومحاضرات على شرف واحد من أشهر وأهم كتاب الواقعية السحرية، الذين استقروا في باريس منذ عام 1951، واتخذ من أدبه وسيلة فعالة للدفاع عن قضايا أميركا اللاتينية.
ويتضمن شهر آب أغسطس المقبل عدة ندوات بعنوان "قراءات معاصرة لأدب كورتاثار" يشارك فيها أدباء وأكاديميون محليون وأجانب مثل النيكاراغوي سرخيو راميريز والمكسيكي خوان بييورو والأرجنتيني ساؤول سوسنفيسكي وألفاريز غارياغا، سعيا منهم لسبر أغوار عالم كورتاثار الأدبي.

ومن المقرر أن تعقد سلسلة الندوات في المكتبة الوطنية بالعاصمة بيونس أيرس.

كما تحتضن بيونس أيرس اعتبارا من حزيران يونيو المقبل، عدة معارض فنية حول أدب وشخصية الأديب الأرجنتيني الكبير، تعكس ميوله الفنية والرياضية مثل ولعه بموسيقى الجاز وعشقه لرياضة الملاكمة.

كما تتضمن المعارض مجموعات من أعمال التصوير الفوتوغرافي، وأفلام وثائقية قصيرة من إنتاج كورتاثار نفسه على أفلام 8 مم تبرعت بها زوجته الأولى برنارديز، لحكومة إقليم جاليثيا، التي سيكشف عنها لأول مرة في العاصمة الأرجنتينية، ومن المقرر أن تستمر هذه الفعاليات الفنية حتى أغسطس، بقاعات المتحف الوطني للفنون الجميلة.

كما يحتضن المتحف الوطني للكتاب واللغة، معرضا خاصا حول رواية "لعبة الحجلة" التي تحتل مكانة خاصة بين أعمال الأديب الأرجنتيني، التي ترجمها إلى العربية أستاذ الأدب الإسباني بجامعة الأزهر، علي المنوفي.

وتعتبر هذه الرواية حجر الزاوية بالنسبة لظاهرة (البووم) التي شهدتها الآداب اللاتينية منذ منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، وتعد أيضا نقطة الانطلاق الكبرى للآداب الناطقة بالإسبانية نحو آفاق العالمية.

وبمناسبة مئوية كورتاثار، أعلنت باريس، الأرجنتين ضيف شرف هذا العام بصالون الكتاب، التي تعد أرفع احتفالاتها الثقافية السنوية، ويقام خلال الفترة بين 21 – 24 مارس، وبطبيعة الحال سيكون الأديب الأرجنتيني محور فعاليات هذا الحدث الهام.

وفي هذا الإطار أعرب رئيس الصالون فنسنت مونتانيي عن قناعته بأن "مشاركة الأرجنتين ستضفي على حدث باريس الثقافي أهمية كونية، نظرا للاحتفال بمئوية كورتاثار هذا العام".

ومن المقرر أن يقوم صالون باريس بعرض نسخ من الطبعات الأولى لأعمال كورتاثار مثل "قصص الكرونوبيوس" ومجموعة "كل النيران النار" و"المطارد"، وصورا لم تنشر من قبل، ومسودة بخط يد كورتاثار لرواية "الحجلة"، ودليل للقارئ حول كيفية ترتيب قراءة فصول الرواية، التي احتفل العالم بمرور نصف قرن على نشرها.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصص قصيرة جدا

إدواردو غاليانو* ترجمة: أسامة أسبر العالم صعد رجل من بلدة نيغوا، الواقعة على الساحل الكولومبي، إلى السماء. حين عاد وصف رحلته، وروى كيف تأمل الحياة البشرية من مكان مرتفع. قال: نحن بحرٌ من ألسنةِ اللهب الصغيرة. أضاف: العالم كومةُ من البشر، بحر من ألسنة اللهب الصغيرة. كل شخص يشع بضوئه الخاص وليس هناك لسانا لهب متشابهان. ثمة ألسنة لهب كبيرة وأخرى صغيرة من جميع الألوان. ألسنة لهب بعض البشر هادئة بحيث لا تتأجج حين تهب الريح، بينما يمتلك آخرون ألسنة لهب وحشية تملأ الجو بالشرار. بعض ألسنة اللهب الغبية لا تحرق ولا تضيء، لكن ثمة أخرى تفيض بلهب الحياة بحيث أنك لا تستطيع أن تنظر إليها دون أن ترف عيناك، وإذا اقتربت منها تضيئك.   العنب والخمر على فراش الموت، تحدث رجل يعمل في الكروم في أذن مرسليا. قبل أن يموت كشف السر هامساً: "إن العنب مصنوع من الخمر." هذا ما روته لي مارسيلا بيريث-سيلبا، وبعدها فكرتُ: إذا كان العنب مصنوعاً من الخمر، فربما نكون الكلمات التي تروي من نحن. فن للأطفال كانت تجلس على كرسي مرتفع أمام صحن من الحساء على مستوى العين. أنفها مجعد، أسنانها محكمة الإغلاق، وذراعاها

EL TIEMPO ENTRE COSTURAS

رواية اسبانية بنكهة مغربية أصبحت رواية الأديبة الإسبانية ماريا دوينياس "الوقت بين ثنايا الغرز"، التي تدور أحداثها في مدينة طنجة المغربية، إلى ظاهرة حقيقية حيث حققت مبيعات تجاوزت المليون نسخة، كما ترجمت لعدة لغات بينها الإنجليزية والألمانية كما تحولت إلى مسلسل تليفزيوني ضخم، سوف يبدأ عرضه مطلع 2012. وامتد نجاح الرواية ليتجاوز حدود إسبانيا حيث من المقرر أن تظهر ترجمتها الإنجليزية في الولايات المتحدة في نوفمبر المقبل، وفي نفس الشهر سوف يتم تكريم المؤلفة، في معرض جوادالاخارا الدولي للكتاب في المكسيك. وفي تصريحات لوكالة (إفي) قالت الأديبة دوينياس "أنا سعيدة لكل هذا النجاح الذي حققته الرواية، لأنه يؤكد أنها تتناول أحداثا ذات طبيعة كونية. تدور أحداث الرواية حول سيرا كيروجا، مصممة أزياء شابة، تضطر لمغادرة مدريد، بحثا عن حبيب مجهول، إلى أن تعثر عليه في مدينة طنجة التي كانت واقعة في تلك الأثناء تحت الاحتلال الإسباني، ويحاولان الاستقرار هناك. ومرة أخرى تجد سيرا نفسها مضطرة للرحيل إلى تطوان، والتي كانت أيضا تحت الاحتلال الإسباني (1902-1956)، هربا من الديون والشعور بالو

المترجمة بثينة الإبراهيم: الترجمة تقاوم القبح وتدخلنا غابة الكلمات

علي سعيد جريدة الرياض بالنسبة لبثينة الإبراهيم، الترجمة بمثابة مزاولة الرياضة اليومية. المترجمة السورية المقيمة في الكويت، احتفى بها متابعوها على شبكات التواصل لاتمام عامها الأول في نشر مقاطع أدبية واظبت على ترجمتها ونشرها كل صباح، إلى جانب استمرار مترجمة (أشباهنا في العالم) في رفد المكتبة بالأعمال التي نقلتها إلى العربية. عن تجربة الترجمة اليومية، تقول بثينة الإبراهيم: "كان أول مقطع أترجمه منفصلًا –أعني دون أن يكون في مقال أو عمل كامل- في شهر يونيو من العام الماضي، كنت أقرأ رواية لخابيير مارياس وأعجبتني عدة مقاطع من الرواية، كان أولها ذاك الذي يصف فيه يدي امرأة تجلس أمامه في القطار، لم يكن هناك خطة مسبقة لهذا، كان الأمر بسيطًا جدًا في حينها". وحول مسألة الالتزام في الترجمة اليومية، وأهميته على المترجم من حيث تطوير الأدوات وصقل التجربة، تقول الإبراهيم: "ربما لا يلتزم كل المترجمين بترجمة يومية، إلا لو كانوا مرتبطين بأعمال يودون إنجازها سريعًا، لكن من تجربتي الشخصية؛ أجد أنها لا تختلف أبدًا عن ممارسة التمارين الرياضية يوميًا، كلاهما تصقل العضلات والمهارات&q