التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"الرسالة المسروقة.. حوارات مع كتّاب عالميين"

صدر حديثًا للشاعر والكاتب والمترجم المغربي الزميل نجيب مبارك عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع والترجمة بالعاصمة الأردنية عمّان، كتاب جديد بعنوان "الرسالة المسروقة: حوارات مع كتّاب عالميين".
يضم الكتاب حوارات جديدة مترجمة مباشرة من اللغتين الفرنسية والإسبانية، مع بعض من كبار الكتّاب العالميين المعاصرين، نذكر منهم على وجه الخصوص: أمين معلوف، هاروكي موراكامي، ماريو فارغاس يوسا، إلينا فيرانتي، أورهان باموق، فيليب روث، إدواردو ميندوثا، ج. م. كويتزي، إيزابيل الليندي، سفيتلانا أليكسيفيتش، غيوم ميسو، جويس كارول أوتيس، إنريكي بيلا- ماتاس، مارغريت أتوود، دوغلاس كينيدي، نانسي هيوستن، مايكل أونداتجي.

من مقدمة الكتاب:
ما يزال الحوار الأدبي المطبوع يعرف رواجًا كبيرًا في الصحافة العالمية، رغم المنافسة الشرسة التي يتعرض لها من طرف الحوار الإذاعي أو التلفزي وما توفره باقي وسائل الاتصال الحديثة من سرعة وانتشار واسعين لدى المتلقي، وما زالت العديد من الصحف والمجلات تكرس له يوميًا الكثير من صفحاتها التي تنشر مقابلات مع الأدباء والكتاب، خصوصًا من ذوي الصيت العالمي والحضور الوازن في المشهد الأدبي لكل بلد على حدة.
فمن جهة، تتيح هذه الحوارات للقارئ الاطلاع على بعض من جوانب حياة الكاتب ومساره الأدبي وعاداته واهتماماته ومواقفه السياسية وجديد إصداراته، ومن جهة أخرى، تساهم في إلقاء الضوء حتى على الكثير من أسرار صنعته وكيفية اشتغال "مطبخه" الداخلي، وهي بلا شك أمور تساعد النقاد والقراء على التعرف المباشر واكتشاف عوالم هذه الشخصيات، المثيرة للاهتمام والإعجاب على السواء.
وبغض النظر عن الأسماء التي تطلق على الحوار الأدبي: مقابلة، لقاء، حديث، دردشة...إلخ، فهذه المصطلحات كلها مرادفة لكلمة حوار. ومع ذلك، عندما تتقاطع أسئلة الصحافيين مع أجوبة الكتاب والأدباء في هذه النصوص، يبدو مصطلح "مناقشة" هو الأقرب والأكثر ملاءمة وتطابقًا لوصف الحوار الأدبي، لأن النقاش، سواء كان دقيقًا ومتعمقًا أو عامًا وفضفاضًا، يصبح في أكثر الأحيان هو الأساس في الحوار. لكن، مع ذلك، لا يجب أن نغفل أن التطور الكبير الذي عرفه الحوار، كنوع أدبي جديد منذ خمسينيات القرن الماضي، قد أثرى كثيرًا المجال الأدبي الثقافي بشكل عام، حتى صار اليوم يدخل ضمن ديناميكية الإنتاج الأدبي، خصوصًا أن الكاتب صار مدعوًا أكثر من أي وقت مضى لأن يستجيب لمتطلبات واحتياجات السوق، سواء من خلال مجهوده الذاتي أو بتأطير من دور النشر، من خلال وضع استراتيجيات لضمان انتشار الكتاب ونجاح توزيعه، والتي يأتي في مقدمتها الحوار الأدبي.
عندما سُئل الكاتب الإسباني إنريكي- بيلا ماتّاس في أحد الحوارات عن سرّ تعلّقه باستكشاف شخصيات بعض مشاهير الكتّاب، مثل توماس بنشون و ج. د. سالنجر، والبحث عن الأساطير والنمائم والمفارقات التي صنعت حياتهم، أجاب: " في يوم من الأيام، بدا لي كما لو أنّ الصورة الخفيّة لهؤلاء الكتاب "غير المرئيين" تشبه في الواقع "الرسالة المسروقة" في قصة إدغار ألن بو: لقد كانوا مرئيين من طرف الجميع، لكن لا أحد استطاع أن يعرف كيف يراهم". وهذا بالضبط ما يحدث اليوم مع كثير من الروائيين العالميين الذين يظن القارئ أنه يعرف عنهم الكثير، ويلمّ بكلّ ما له صلة بحياتهم وأعمالهم، لأن أسماء بعضهم متداولة باستمرار في الإعلام، وأعمالهم منتشرة على نطاق واسع، لكنه لا يرى في الواقع إلا ما ترسخ طويلًا في الأذهان من صور مألوفة وكليشيهات وانطباعات خاطئة، خصوصًا بالنسبة لكتّاب لا يظهرون إلّا نادرًا في الإعلام، لأسباب تخصّهم ويجهلها العموم، بحيث تمثّل هذه الحوارات القليلة التي يجرونها، على فترات تطول أو تقصر، مناسبة ثمينة جدًّا للتعرّف عليهم عن قرب، واستكشاف عوالمهم من جديد.
يقدّم هذا الكتاب باقةً من الحوارات الأدبية الجديدة، المترجمة مباشرة من اللّغتين الفرنسية والإسبانية، وقد نُشرت في كبريات الصحف والمجلّات الأدبية الغربيّة خلال الأعوام القليلة الماضية، وهي حوارات أُجريت مع بعضٍ من كبار الأدباء العالميين المعاصرين لنا، والّذين بلا شكّ يعرفهم القارئ العربي، لأنّ كثيرًا من أعمالهم مترجمة إلى العربية، وبعضهم فاز بجائزة نوبل للآداب، أو ما يزال من المرشّحين الدائمين لنيلها، وهم ينتمون إلى بلدان متباعدة ولغات مختلفة، ويمثّلون تجارب واتجاهات أدبية متباينة، لكنّ القاسم المشترك بينهم جميعًا هو أنّهم يتصدّرون المشهد الأدبي والثقافي في السنين الأخيرة، ويحظون بشهرةٍ عالمية واسعة، بفضلِ ما قدّموه من روائع أدبية خالدة، حيث يستحقّون عن جدارة أن يوصفوا بـ"فرسان الخيال في القرن 21".

عن موقع ضفة ثالثة


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصص قصيرة جدا

إدواردو غاليانو* ترجمة: أسامة أسبر العالم صعد رجل من بلدة نيغوا، الواقعة على الساحل الكولومبي، إلى السماء. حين عاد وصف رحلته، وروى كيف تأمل الحياة البشرية من مكان مرتفع. قال: نحن بحرٌ من ألسنةِ اللهب الصغيرة. أضاف: العالم كومةُ من البشر، بحر من ألسنة اللهب الصغيرة. كل شخص يشع بضوئه الخاص وليس هناك لسانا لهب متشابهان. ثمة ألسنة لهب كبيرة وأخرى صغيرة من جميع الألوان. ألسنة لهب بعض البشر هادئة بحيث لا تتأجج حين تهب الريح، بينما يمتلك آخرون ألسنة لهب وحشية تملأ الجو بالشرار. بعض ألسنة اللهب الغبية لا تحرق ولا تضيء، لكن ثمة أخرى تفيض بلهب الحياة بحيث أنك لا تستطيع أن تنظر إليها دون أن ترف عيناك، وإذا اقتربت منها تضيئك.   العنب والخمر على فراش الموت، تحدث رجل يعمل في الكروم في أذن مرسليا. قبل أن يموت كشف السر هامساً: "إن العنب مصنوع من الخمر." هذا ما روته لي مارسيلا بيريث-سيلبا، وبعدها فكرتُ: إذا كان العنب مصنوعاً من الخمر، فربما نكون الكلمات التي تروي من نحن. فن للأطفال كانت تجلس على كرسي مرتفع أمام صحن من الحساء على مستوى العين. أنفها مجعد، أسنانها محكمة الإغلاق، وذراعاها

EL TIEMPO ENTRE COSTURAS

رواية اسبانية بنكهة مغربية أصبحت رواية الأديبة الإسبانية ماريا دوينياس "الوقت بين ثنايا الغرز"، التي تدور أحداثها في مدينة طنجة المغربية، إلى ظاهرة حقيقية حيث حققت مبيعات تجاوزت المليون نسخة، كما ترجمت لعدة لغات بينها الإنجليزية والألمانية كما تحولت إلى مسلسل تليفزيوني ضخم، سوف يبدأ عرضه مطلع 2012. وامتد نجاح الرواية ليتجاوز حدود إسبانيا حيث من المقرر أن تظهر ترجمتها الإنجليزية في الولايات المتحدة في نوفمبر المقبل، وفي نفس الشهر سوف يتم تكريم المؤلفة، في معرض جوادالاخارا الدولي للكتاب في المكسيك. وفي تصريحات لوكالة (إفي) قالت الأديبة دوينياس "أنا سعيدة لكل هذا النجاح الذي حققته الرواية، لأنه يؤكد أنها تتناول أحداثا ذات طبيعة كونية. تدور أحداث الرواية حول سيرا كيروجا، مصممة أزياء شابة، تضطر لمغادرة مدريد، بحثا عن حبيب مجهول، إلى أن تعثر عليه في مدينة طنجة التي كانت واقعة في تلك الأثناء تحت الاحتلال الإسباني، ويحاولان الاستقرار هناك. ومرة أخرى تجد سيرا نفسها مضطرة للرحيل إلى تطوان، والتي كانت أيضا تحت الاحتلال الإسباني (1902-1956)، هربا من الديون والشعور بالو

ظننتُ أنّ أحداً لم يعد يقرأني

  قصة: خايمي بيلي * ترجمة عن الإسبانية :  غدير أبو سنينة   سيّارة أجرة تمرّ أمام جدارية في العاصمة البيروفية ليما، آذار/ مارس 2022  عند وصولي إلى مدينة الغبار والضباب (يقصد ليما)، أعلن أحد عناصر طاقم الطائرة عبر مُكبِّر الصوت، وبنبرة مُبتهجة، كأنّما ينقل لنا أخباراً طيّبة، أننا سنستخدم دَرَجاً قديماً للهبوط، وسنضطرّ لحمل أمتعتنا واستقلال الحافلة، لنمارس رقصة الكومبيا عند كلّ منعطف نمرّ به، حتى من دون وجود موسيقى في الخلفية: يا مرحباً بكم في الفوضى ! ما إن يصل المسافرون، حتى يسيروا بأقصى سرعة كأنهم يُشاركون في مسابقة رياضية، كأنّ هناك جائزةً تُمنح لمن يصل أوّلاً إلى مكتب ضابط الهجرة. والحقيقة أنّ أحداً لا يصل أوّلاً، إذ يُصادفهم طابور طويل عريض مُتعرّج، يزحف مثل أفعى تُحتضر. لا جوائز، الجميع معاقَب بسبب البطء المُستفزّ لمن ينفّذون القانون بلا مبالاة .  بعد اجتياز عدّة ضوابط صارمة، يستقبلنا السائق بحذَر ويقودنا إلى الشاحنة المُدرَّعة، ذات النوافذ المُظلَّلة، يعرفُني باقي السائقين، يُحيُّونني بصُراخهم، يتبعونني، الحمقى، يعرضون علي خدماتهم، ويطلبون منّي بقشيشاً. أبدو لهم شخصاً فا