التخطي إلى المحتوى الرئيسي

‘وهران’ الجزائرية… هنا كتب ثيرفانتس الإسباني فصولا من روايته الشهيرة ‘دونكيشوت’

ظلت مدينة وهران، غربي  الجزائر، على مدى قرون، ملهمة للأدباء والمفكّرين، فألفوا كتبًا عن تاريخها، وروايات خالدة لا يزال التاريخ يذكرها، لعل أبرزها رواية ‘دونكيشوت’ الشهيرة، التي كتب الإسباني ‘ميجيل دي سيرفانتس فصولاً منها بالمدينة، بحسب روايات تاريخية.
وذكر ماسينيسا أورابح، مسؤول المعالم الأثرية بمحافظة وهران، في تصريحات لوكالة الأناضول، قصة مجيء الكاتب الإسباني ‘سيرفانتس (1547 1616-) إلى المدينة، قائلاً: ‘قدم سيرفنتاس إلى وهران (450 كلم غرب الجزائر العاصمة) في القرن السادس عشر للميلاد، على متن سفينة برفقة بحارة، إلا أنهم سرعان ما انقلبوا عليه لدى وصلوهم المدينة، حيث سلبوا ماله وتركوه وحيدا’.
وتابع: ‘ما لا يعرفه كثير من الناس هو أن سيرفنتاس جاء في إطار مهمة تجسس، كلفه بها الملك الإسباني آنذاك، إذ جمع معلومات عن الوضع العام بالمدينة، حصل عليها خلال لقائه بأعيان القبائل، التي كانت تحيط بوهران’.
ومضى قائلا: ‘لقد سرّب سيرفانتس معلومات هامة إلى الملك الإسباني حول عدة وعتاد الجنود الجزائريين المكلفين بتأمين مدينة وهران من الغزو الأجنبي’.
وأوضح ماسينيسا أن الكاتب الإسباني سيرفانتس تأثر كثيرًا بـ’مغامراته’ في وهران، فأشار إليها في روايته الشهيرة ‘دونكيشوت’، كما ‘تنقل إلى الجزائر العاصمة، وجمعته قصة غرامية بفتاة جزائرية، ثم انتهى به المطاف بالسجن بسبب التجسس، ليتمكن من الهرب فيما بعد’.
وتحكي رواية ‘دونكيشوت’ تفاصيل مغامرة قام بها رجل قروي، في الخمسين من العمر، يدعى ‘ألونسو كيخانو’، حيث عاش في إسبانيا في القرن السادس عشر، وتأثر بقصص الفرسان الجوالين، الذي يجوبون بقاع الأرض، مدافعين عن المستضعفين، فحذا حذوهم، بأن استخرج هذا القروي سلاحًا قديمًا تركه له أجداده، وارتدى درعًا ووضع على رأسه خوذة، وحمل رمحًا وركب حصانًا هزيلاً، وانطلق في مغامرته ومعه فلاح ساذج من قريته يدعى ‘سانشو’، وعده بأن يجعله حاكمًا على إحدى ممالكه إن اتبعه.
وخاض الفارس المغامر معركة وهمية ضد طواحين الهواء التي صادفها في طريقه، متوهمًا أنها شياطين ذات أذرع هائلة، واعتقد أنها مصدر الشر في الدنيا، فهاجمها غير مكترث بصراخ مرافقه ‘سانشو’، ووضع فيها – أي الطواحين – رمحه فرفعته أذرعها في الفضاء ودارت به ورمته أرضًا، فحطمت عظامه.
وترجمت رواية ‘دونكيشوت’ إلى العديد من اللغات، لكن يبقى المميز فيها تلك الفصول المستلهمة من محطات حياتية عاشها سيرفانتس بوهران
.

إلياس وهبي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصص قصيرة جدا

إدواردو غاليانو* ترجمة: أسامة أسبر العالم صعد رجل من بلدة نيغوا، الواقعة على الساحل الكولومبي، إلى السماء. حين عاد وصف رحلته، وروى كيف تأمل الحياة البشرية من مكان مرتفع. قال: نحن بحرٌ من ألسنةِ اللهب الصغيرة. أضاف: العالم كومةُ من البشر، بحر من ألسنة اللهب الصغيرة. كل شخص يشع بضوئه الخاص وليس هناك لسانا لهب متشابهان. ثمة ألسنة لهب كبيرة وأخرى صغيرة من جميع الألوان. ألسنة لهب بعض البشر هادئة بحيث لا تتأجج حين تهب الريح، بينما يمتلك آخرون ألسنة لهب وحشية تملأ الجو بالشرار. بعض ألسنة اللهب الغبية لا تحرق ولا تضيء، لكن ثمة أخرى تفيض بلهب الحياة بحيث أنك لا تستطيع أن تنظر إليها دون أن ترف عيناك، وإذا اقتربت منها تضيئك.   العنب والخمر على فراش الموت، تحدث رجل يعمل في الكروم في أذن مرسليا. قبل أن يموت كشف السر هامساً: "إن العنب مصنوع من الخمر." هذا ما روته لي مارسيلا بيريث-سيلبا، وبعدها فكرتُ: إذا كان العنب مصنوعاً من الخمر، فربما نكون الكلمات التي تروي من نحن. فن للأطفال كانت تجلس على كرسي مرتفع أمام صحن من الحساء على مستوى العين. أنفها مجعد، أسنانها محكمة الإغلاق، وذراعاها

EL TIEMPO ENTRE COSTURAS

رواية اسبانية بنكهة مغربية أصبحت رواية الأديبة الإسبانية ماريا دوينياس "الوقت بين ثنايا الغرز"، التي تدور أحداثها في مدينة طنجة المغربية، إلى ظاهرة حقيقية حيث حققت مبيعات تجاوزت المليون نسخة، كما ترجمت لعدة لغات بينها الإنجليزية والألمانية كما تحولت إلى مسلسل تليفزيوني ضخم، سوف يبدأ عرضه مطلع 2012. وامتد نجاح الرواية ليتجاوز حدود إسبانيا حيث من المقرر أن تظهر ترجمتها الإنجليزية في الولايات المتحدة في نوفمبر المقبل، وفي نفس الشهر سوف يتم تكريم المؤلفة، في معرض جوادالاخارا الدولي للكتاب في المكسيك. وفي تصريحات لوكالة (إفي) قالت الأديبة دوينياس "أنا سعيدة لكل هذا النجاح الذي حققته الرواية، لأنه يؤكد أنها تتناول أحداثا ذات طبيعة كونية. تدور أحداث الرواية حول سيرا كيروجا، مصممة أزياء شابة، تضطر لمغادرة مدريد، بحثا عن حبيب مجهول، إلى أن تعثر عليه في مدينة طنجة التي كانت واقعة في تلك الأثناء تحت الاحتلال الإسباني، ويحاولان الاستقرار هناك. ومرة أخرى تجد سيرا نفسها مضطرة للرحيل إلى تطوان، والتي كانت أيضا تحت الاحتلال الإسباني (1902-1956)، هربا من الديون والشعور بالو

المترجمة بثينة الإبراهيم: الترجمة تقاوم القبح وتدخلنا غابة الكلمات

علي سعيد جريدة الرياض بالنسبة لبثينة الإبراهيم، الترجمة بمثابة مزاولة الرياضة اليومية. المترجمة السورية المقيمة في الكويت، احتفى بها متابعوها على شبكات التواصل لاتمام عامها الأول في نشر مقاطع أدبية واظبت على ترجمتها ونشرها كل صباح، إلى جانب استمرار مترجمة (أشباهنا في العالم) في رفد المكتبة بالأعمال التي نقلتها إلى العربية. عن تجربة الترجمة اليومية، تقول بثينة الإبراهيم: "كان أول مقطع أترجمه منفصلًا –أعني دون أن يكون في مقال أو عمل كامل- في شهر يونيو من العام الماضي، كنت أقرأ رواية لخابيير مارياس وأعجبتني عدة مقاطع من الرواية، كان أولها ذاك الذي يصف فيه يدي امرأة تجلس أمامه في القطار، لم يكن هناك خطة مسبقة لهذا، كان الأمر بسيطًا جدًا في حينها". وحول مسألة الالتزام في الترجمة اليومية، وأهميته على المترجم من حيث تطوير الأدوات وصقل التجربة، تقول الإبراهيم: "ربما لا يلتزم كل المترجمين بترجمة يومية، إلا لو كانوا مرتبطين بأعمال يودون إنجازها سريعًا، لكن من تجربتي الشخصية؛ أجد أنها لا تختلف أبدًا عن ممارسة التمارين الرياضية يوميًا، كلاهما تصقل العضلات والمهارات&q