التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الكاتب الإسباني خوصي ماريا كوادرو يُصدر أولى أعماله الأدبية .. رواية عن فترة الحماية الأسبانية للمغرب

صدرت مطلع مارس الماضي رواية للكاتب الإسباني خوصي 
ماريا كوادرو*، تحمل عنوان لمصيره، عن دار النشر الغرناطية داورو، وتقع الرواية في 566 صفحة وتدور أحداثها خلال فترة الحماية الإسبانية للمغرب و ما رافقها من أحداث.   وتتوقف أساسا  عند العام 1906 بالجزيرة الخضراء ثم  تنتهي في العام 1925 بمدينة 
تطوان .ويعيد الكتاب إنتاج تلك الفترة روائيا مستندا  في  الفعل الدرامي إلى مغامرت شخصيتين روائيتين بارزيتين داخل العوالم المختلفة في  الفضاء التاريخي للرواية 
التي ستحتكر فيها مدن شمال المغرب حصة كبيرة من الزمن السردي و التخييلي في هذه الرواية..
واستند الروائي في توثيق متنه السردي سواء على وثائق تاريخية تناولت فترة الحماية الإسبانيةـ وايضا على شهادت شفهية لأشخاص عايشوا أحداث المرحلة. 

ونقرأ على ظهر الغلاف، أنه في العام 1906 كانت إسبانيا تحاول أن تحصل في مؤتمر 

الجزيرة الخضراء، على  الحماية على شمال المغرب، رغم معارضة المجتمع الإسباني 

لهكذا مغامرة. كما أن القبائل المغربية في الجهة الاخرى تعارض بقوة هذه الوصاية 

وتستعد لمواجهتها، وهو ما كان ينذر بمواجهات مسلحة دامية.

ويمضي النص الموازي في غلاف الرواية موضحا أن أحد أبرز شخصيات هذا العمل 
السردي، خوصي ماركو الجندي، الذي حال دون مقتل الممثل السامي للمغرب في مؤتمر 
الجزيرة الخضراء .
سيتعرف خوصي ماركوس على رئيس المخبارات الإسبانية بالمغرب، كارولوس رويث 
هيريرا، هذا الاخير طلب منه الالتحاق بوحدته حيث سيتلقى التكوين اللازم 
ليندس داخل الأراضي المغربية متخفيا في شخص رجل يهتم بالتنقيب عن المعادين في 
المنطقة. غير ان هدفه الحقيقي كان مراقبة شخصية الروكي بوحمارة الذي كان يطمح 
إلى  الاستيلاء على العرش، وأيضا العمل على إنهاء تهريب الأسلحة في منطقة 
مارتشيكا.
وينبني السند الدرامي للرواية على علاقات الشخصيتين المحوريتين -ماركوس وهريرا -
بالإسلام  وبالمغاربة وباليهود السفرديين، وأيضا التفاوض مع الزعماء المتمردين 
والمشاركة في معارك.
ويجد القارئ نفسه في مغرب يعيش على إيقاع علاقات معقدة ومركبة تنسجها 
نزعات التمرد والاضطرابات في فترة الحماية حتى  العام 1927.
ويبقى ما يتطلع إليه القارئ هو استشراف ما يمكن أن يراكمه هذا النص الروائي 
الإسباني الجديد على مستوى الرؤية السردية الإسبانية الجديدة لمنطقة شمال المغرب 
التي كانت خاضعة للحماية الإسبانية، لعوالمها التي تحمل حنينا تخييليا مرة ينضح 
بنزعة استعمارية، ومرة بالتصالح الإنساني مع أمكنة الفضاء وشخوصه وقيمه وثقافاته 
التي أثثت فترة الحماية المحتفى بها روائيا.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
*خوصي ماريا كوادرو: ولد بمدينة القصر الكبير المغربية، قضى جزء مهما من حياته متنقلا بين مدينتي تطوان وطنجة حيث نال شهادة الباكالوريا، ليرحل بعدها إلى بلده اسبانيا ليُكمل دراسته العليا. حصل على بعض الجوائز في مسابقات القصة القصيرة وتعد هذه الرواية باكورة اصداراته الأدبية.

عن موقع ألف بوست بتصرف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصص قصيرة جدا

إدواردو غاليانو* ترجمة: أسامة أسبر العالم صعد رجل من بلدة نيغوا، الواقعة على الساحل الكولومبي، إلى السماء. حين عاد وصف رحلته، وروى كيف تأمل الحياة البشرية من مكان مرتفع. قال: نحن بحرٌ من ألسنةِ اللهب الصغيرة. أضاف: العالم كومةُ من البشر، بحر من ألسنة اللهب الصغيرة. كل شخص يشع بضوئه الخاص وليس هناك لسانا لهب متشابهان. ثمة ألسنة لهب كبيرة وأخرى صغيرة من جميع الألوان. ألسنة لهب بعض البشر هادئة بحيث لا تتأجج حين تهب الريح، بينما يمتلك آخرون ألسنة لهب وحشية تملأ الجو بالشرار. بعض ألسنة اللهب الغبية لا تحرق ولا تضيء، لكن ثمة أخرى تفيض بلهب الحياة بحيث أنك لا تستطيع أن تنظر إليها دون أن ترف عيناك، وإذا اقتربت منها تضيئك.   العنب والخمر على فراش الموت، تحدث رجل يعمل في الكروم في أذن مرسليا. قبل أن يموت كشف السر هامساً: "إن العنب مصنوع من الخمر." هذا ما روته لي مارسيلا بيريث-سيلبا، وبعدها فكرتُ: إذا كان العنب مصنوعاً من الخمر، فربما نكون الكلمات التي تروي من نحن. فن للأطفال كانت تجلس على كرسي مرتفع أمام صحن من الحساء على مستوى العين. أنفها مجعد، أسنانها محكمة الإغلاق، وذراعاها

EL TIEMPO ENTRE COSTURAS

رواية اسبانية بنكهة مغربية أصبحت رواية الأديبة الإسبانية ماريا دوينياس "الوقت بين ثنايا الغرز"، التي تدور أحداثها في مدينة طنجة المغربية، إلى ظاهرة حقيقية حيث حققت مبيعات تجاوزت المليون نسخة، كما ترجمت لعدة لغات بينها الإنجليزية والألمانية كما تحولت إلى مسلسل تليفزيوني ضخم، سوف يبدأ عرضه مطلع 2012. وامتد نجاح الرواية ليتجاوز حدود إسبانيا حيث من المقرر أن تظهر ترجمتها الإنجليزية في الولايات المتحدة في نوفمبر المقبل، وفي نفس الشهر سوف يتم تكريم المؤلفة، في معرض جوادالاخارا الدولي للكتاب في المكسيك. وفي تصريحات لوكالة (إفي) قالت الأديبة دوينياس "أنا سعيدة لكل هذا النجاح الذي حققته الرواية، لأنه يؤكد أنها تتناول أحداثا ذات طبيعة كونية. تدور أحداث الرواية حول سيرا كيروجا، مصممة أزياء شابة، تضطر لمغادرة مدريد، بحثا عن حبيب مجهول، إلى أن تعثر عليه في مدينة طنجة التي كانت واقعة في تلك الأثناء تحت الاحتلال الإسباني، ويحاولان الاستقرار هناك. ومرة أخرى تجد سيرا نفسها مضطرة للرحيل إلى تطوان، والتي كانت أيضا تحت الاحتلال الإسباني (1902-1956)، هربا من الديون والشعور بالو

ظننتُ أنّ أحداً لم يعد يقرأني

  قصة: خايمي بيلي * ترجمة عن الإسبانية :  غدير أبو سنينة   سيّارة أجرة تمرّ أمام جدارية في العاصمة البيروفية ليما، آذار/ مارس 2022  عند وصولي إلى مدينة الغبار والضباب (يقصد ليما)، أعلن أحد عناصر طاقم الطائرة عبر مُكبِّر الصوت، وبنبرة مُبتهجة، كأنّما ينقل لنا أخباراً طيّبة، أننا سنستخدم دَرَجاً قديماً للهبوط، وسنضطرّ لحمل أمتعتنا واستقلال الحافلة، لنمارس رقصة الكومبيا عند كلّ منعطف نمرّ به، حتى من دون وجود موسيقى في الخلفية: يا مرحباً بكم في الفوضى ! ما إن يصل المسافرون، حتى يسيروا بأقصى سرعة كأنهم يُشاركون في مسابقة رياضية، كأنّ هناك جائزةً تُمنح لمن يصل أوّلاً إلى مكتب ضابط الهجرة. والحقيقة أنّ أحداً لا يصل أوّلاً، إذ يُصادفهم طابور طويل عريض مُتعرّج، يزحف مثل أفعى تُحتضر. لا جوائز، الجميع معاقَب بسبب البطء المُستفزّ لمن ينفّذون القانون بلا مبالاة .  بعد اجتياز عدّة ضوابط صارمة، يستقبلنا السائق بحذَر ويقودنا إلى الشاحنة المُدرَّعة، ذات النوافذ المُظلَّلة، يعرفُني باقي السائقين، يُحيُّونني بصُراخهم، يتبعونني، الحمقى، يعرضون علي خدماتهم، ويطلبون منّي بقشيشاً. أبدو لهم شخصاً فا