التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عودة غارثيا ماركيث


قراء ماركيث علي موعد مع السعادة‮. ‬العديد من الصحف الإسبانية أشارت هذا الأسبوع إلي قرب صدور كتاب جديد لصاحب‮ " ‬مائة عام من العزلة‮" ‬في نهاية أكتوبر الجاري،‮ ‬وهو ما يعني عودة الكاتب‮ ‬الكولومبي وأشهر الحائزين علي جائزة نوبل إلي الكتابة من جديد بعد توقفه عنها مدة ستة أعوام بعد روايته الأخيرة‮ "‬ذكريات عاهراتي الحزينات‮" ‬التي حكي فيها احتفال رجل عجوز بميلاده التسعين‮. ‬لكن الكتاب الجديد ليس رواية كما كان متوقعاً،‮ ‬بل مجموعة من النصوص التي كتبها ليقرأها علي الجمهور‮.‬
اختار ماركيث‮" ‬لم آت لألقي خطبة‮"  ‬عنوانا للكتاب الذي سيصدر عن دار نشر ماندادوري التي صرحتْ‮ ‬في بيان لها أن‮ "‬بعض نصوص الكتاب لم تنشر من قبل،‮ ‬وأنه سينشر في إسبانيا وأمريكا اللاتينية في نفس الوقت‮". ‬وأضافتْ‮:" ‬يضم الكتاب‮ ‬22‮ ‬نصاً‮ ‬كتبها ماركيث خلال فترة طويلة من حياته،‮ ‬وأحد هذه النصوص كُتب وهو في السابعة عشرة‮  ‬ليودع به زملاءه في ليسيه ثيباكيرا سنة‮ ‬1944،‮ ‬كما يضم الخطاب الذي ألقاه سنة‮ ‬2007‮ ‬أمام أكاديمية اللغة الإسبانية وملك إسبانيا أثناء الاحتفال ببلوغه الثمانين‮."‬
‮  ‬واكدت دار نشر ماندادوري أن الكتاب لا يضم فقط هواجس الكاتب،‮ ‬بل يضم أيضاً‮ ‬موضوعات متنوعة‮ ‬منها مشكلات كولومبيا والخطر النووي وكارثته البيئية بالإضافة لمستقبل الشباب والتعليم في أمريكا اللاتينية‮. ‬وقال ماركيث عن هذا الكتاب،طبقاً‮ ‬لما ذكرته‮ ‬الدار‮:" ‬عند قراءتي لهذه النصوص أكتشف من جديد كيف تغيرت وتطورت ككاتب‮". ‬
‮  ‬في نفس الوقت،‮ ‬استخدم أحد المجهولين اسم جابرييل جارثيا ماركيث وهنأ به ماريو بارغاس يوسا لفوزه بنوبل لهذا العام علي شبكة تويتر،‮ ‬وربما قصد بذلك تخفيف جو التوتر والغضب بين الكاتبين‮ ‬الكبيرين بعد مرور سنوات طويلة علي خصامهما بعد اللكمة التي سددها يوسا لماركيز في إحدي دور السينما عقب معرفته أن صديقه الحميم‮ "‬واسي‮" ‬زوجته التي ذهبت إليه لتشكو زوجها الذي سافر‮  ‬إلي استوكهولم وراء مضيفة طيران‮. ‬وصرح خايمي أبييو،‮ ‬مدير مؤسسة الصحافة الإيبروأمريكية الجديدة التي يرأسها جارثيا ماركيث،‮ ‬أن‮ :" ‬الرسالة المنتشرة علي تويتر لم يكتبها الكاتب الكولومبي،‮ ‬وأنها ليست إلا تزويراً‮". ‬وقبل أن يظهر تكذيب للرسالة التي تقول‮:" ‬أصبحنا الآن متساويين‮"‬،‮ ‬كان الخبر قد وصل لبارغاس يوسا أثناء مؤتمره الصحفي بنيويورك،‮ ‬وكان رده‮:" ‬شكراً‮ ‬جزيلاً‮ ‬علي هذه التهنئة الودودة‮".‬
‮  ‬وأضاف أبييو‮ :" ‬أن ماركيث ليس له حساب علي تويتر أو فيسبوك،‮ ‬وأن هناك كثيرين يستخدمون اسمه وصورته‮".‬
الشائعات دائماً‮ ‬تطارد ماركيث،‮ ‬فالعام قبل الماضي انتشر خبر صدور رواية جديدة له لم تنشر حتي الآن،‮  ‬وكذبتْ‮ ‬وكيلته الأدبية الخبر،‮ ‬الذي ربما أطلقه محبوه ليحمسوه للكتابة،‮ ‬وقبل ذلك انتشر علي الانترنت خطاب وداعه،‮ ‬الذي نفي صلته به‮.  ‬والآن تكتب الصحف عن كتاب جديد‮ ‬سيصدر في‮ ‬غضون أيام،‮ ‬ربما يكون خبراً‮ ‬صحيحاً‮!‬

أحمد عبد اللطيف

تعليقات

  1. و نحن لمنتظرييين (:

    شكرا لك لجعلنا على علم بجديد الأدب

    شكرا

    (:

    ردحذف
  2. السلام عليكم أخي توفيق
    آسف على الغياب الاضطراري .
    كما عودتنا هاأنت تقدم لنا الجديد
    فبارك الله فيك، ونحن في انتظار صدور الكتاب.

    ردحذف
  3. ما أجمل أن يعيش الإنسان مطارد وسط الشائعات .. فالصبر جميل وكل إشاعة تكشف كذبها بعد فترة .. حياة زاخرة لكاتب قدير .. تقبل مروري عزيزي

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصص قصيرة جدا

إدواردو غاليانو* ترجمة: أسامة أسبر العالم صعد رجل من بلدة نيغوا، الواقعة على الساحل الكولومبي، إلى السماء. حين عاد وصف رحلته، وروى كيف تأمل الحياة البشرية من مكان مرتفع. قال: نحن بحرٌ من ألسنةِ اللهب الصغيرة. أضاف: العالم كومةُ من البشر، بحر من ألسنة اللهب الصغيرة. كل شخص يشع بضوئه الخاص وليس هناك لسانا لهب متشابهان. ثمة ألسنة لهب كبيرة وأخرى صغيرة من جميع الألوان. ألسنة لهب بعض البشر هادئة بحيث لا تتأجج حين تهب الريح، بينما يمتلك آخرون ألسنة لهب وحشية تملأ الجو بالشرار. بعض ألسنة اللهب الغبية لا تحرق ولا تضيء، لكن ثمة أخرى تفيض بلهب الحياة بحيث أنك لا تستطيع أن تنظر إليها دون أن ترف عيناك، وإذا اقتربت منها تضيئك.   العنب والخمر على فراش الموت، تحدث رجل يعمل في الكروم في أذن مرسليا. قبل أن يموت كشف السر هامساً: "إن العنب مصنوع من الخمر." هذا ما روته لي مارسيلا بيريث-سيلبا، وبعدها فكرتُ: إذا كان العنب مصنوعاً من الخمر، فربما نكون الكلمات التي تروي من نحن. فن للأطفال كانت تجلس على كرسي مرتفع أمام صحن من الحساء على مستوى العين. أنفها مجعد، أسنانها محكمة الإغلاق، وذراعاها

EL TIEMPO ENTRE COSTURAS

رواية اسبانية بنكهة مغربية أصبحت رواية الأديبة الإسبانية ماريا دوينياس "الوقت بين ثنايا الغرز"، التي تدور أحداثها في مدينة طنجة المغربية، إلى ظاهرة حقيقية حيث حققت مبيعات تجاوزت المليون نسخة، كما ترجمت لعدة لغات بينها الإنجليزية والألمانية كما تحولت إلى مسلسل تليفزيوني ضخم، سوف يبدأ عرضه مطلع 2012. وامتد نجاح الرواية ليتجاوز حدود إسبانيا حيث من المقرر أن تظهر ترجمتها الإنجليزية في الولايات المتحدة في نوفمبر المقبل، وفي نفس الشهر سوف يتم تكريم المؤلفة، في معرض جوادالاخارا الدولي للكتاب في المكسيك. وفي تصريحات لوكالة (إفي) قالت الأديبة دوينياس "أنا سعيدة لكل هذا النجاح الذي حققته الرواية، لأنه يؤكد أنها تتناول أحداثا ذات طبيعة كونية. تدور أحداث الرواية حول سيرا كيروجا، مصممة أزياء شابة، تضطر لمغادرة مدريد، بحثا عن حبيب مجهول، إلى أن تعثر عليه في مدينة طنجة التي كانت واقعة في تلك الأثناء تحت الاحتلال الإسباني، ويحاولان الاستقرار هناك. ومرة أخرى تجد سيرا نفسها مضطرة للرحيل إلى تطوان، والتي كانت أيضا تحت الاحتلال الإسباني (1902-1956)، هربا من الديون والشعور بالو

المترجمة بثينة الإبراهيم: الترجمة تقاوم القبح وتدخلنا غابة الكلمات

علي سعيد جريدة الرياض بالنسبة لبثينة الإبراهيم، الترجمة بمثابة مزاولة الرياضة اليومية. المترجمة السورية المقيمة في الكويت، احتفى بها متابعوها على شبكات التواصل لاتمام عامها الأول في نشر مقاطع أدبية واظبت على ترجمتها ونشرها كل صباح، إلى جانب استمرار مترجمة (أشباهنا في العالم) في رفد المكتبة بالأعمال التي نقلتها إلى العربية. عن تجربة الترجمة اليومية، تقول بثينة الإبراهيم: "كان أول مقطع أترجمه منفصلًا –أعني دون أن يكون في مقال أو عمل كامل- في شهر يونيو من العام الماضي، كنت أقرأ رواية لخابيير مارياس وأعجبتني عدة مقاطع من الرواية، كان أولها ذاك الذي يصف فيه يدي امرأة تجلس أمامه في القطار، لم يكن هناك خطة مسبقة لهذا، كان الأمر بسيطًا جدًا في حينها". وحول مسألة الالتزام في الترجمة اليومية، وأهميته على المترجم من حيث تطوير الأدوات وصقل التجربة، تقول الإبراهيم: "ربما لا يلتزم كل المترجمين بترجمة يومية، إلا لو كانوا مرتبطين بأعمال يودون إنجازها سريعًا، لكن من تجربتي الشخصية؛ أجد أنها لا تختلف أبدًا عن ممارسة التمارين الرياضية يوميًا، كلاهما تصقل العضلات والمهارات&q