التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ماريو فارغاس يوسا يفوز بجائزة نوبل للأدب هذا العام

أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية ، عند الثانية من بعد ظهر أمس ، فوز الكاتب والروائيّ ماريو البرواني ، فارغاس يوسا ، بجائزة نوبل للأدب ,2010 ومن المعروف أنّ فارغاس يوسا يُعَدُّ واحداً من أكثر الكتاب تأثيرا في العالم عامة ، وفي العالَم الناطق باللغة الإسبانية خاصة. وجاء في تصريح الأكاديمية السويدية أنّ اختيارها الكاتب البالغ من العمر أربعة وسبعين عاماً كان بسبب "قدرته الفائقة على تقري بنيات السلطة ، ورسمه خرائط هذه البنيات ، وتصويره مقاومة الأفراد ، وثوراتهم وهزائمهم ، على نحو حاد وفعال. كتب فارغاس يوسا ما يزيد على ثلاثين رواية ، ومسرحية ومقالة ، ومن بينها: "محادثة في الكاتدرائية" ، والبيت الأخضر". وكان مُنًح ، في عام 1995 ، جائزة ثيربانتس ، التي تُعَدّ أرفع جائزة أدبية في العالم الناطق بالإسبانية. وقد انطلقت شهرته ، على المستوى العالميّ ، بسبب روايته "زمن البطل" ، التي صدرت عام ,1960 فارغاس يوسا هو أول كاتب ، من أميركا الجنوبية ، يفوز بجائزة نوبل للأدب ، منذ أنْ فاز بها الكاتب الكولومبيّ ذو الصيت الذائع ، غابرئيل غارسيا ماركيز.

ولد فارغاس يوسا في البيرو 28( آذار ، )1936 ، وهو كاتب ، وسياسيّ ، وصحافيّ ، ويُعَدُّ واحداً من أهم الكتّاب الرياديين في جيله. عدد كبير من النقاد ذو تأثير في الجماهير ، في جميع أنحاء العالم ، يفوق تأثير أي كاتب آخر من كتّاب أميركا اللاتينية. وقد استمر في الكتابة على نحو غزير في كثير من الأجناس الأدبية ، ومن بينها: النقد ، والكتابة الصحافية. تتضمن أعماله الروائية: روايات كوميدية ، وجرائم القتل المبهمة ، والروايات التاريخية ، والروايات السياسية. وقد حُوًّل عدد من هذه الروايات إلى أفلام سينمائية روائية ، من مثل رواياته: "الكابتن بانتوخا" ، و"خدمة خاصة" 1973( ـ )1978 ، و"العمة جوليا وكاتب السيناريو" 1977( ـ 1982).

كثير من أعمال فارغاس يوسا تأثر بفهم عدد من الكتاب المجتمع البرواني ، بالإضافة إلى تجاربه الشخصية بوصفه كاتباً من صلب مجتمعه. وقد ازداد حقل ثيماته تنوعاً: فتناول مواضيع من مثل نشأة الإنسان في أجزاء أخرى من العالم. وثمة تغير في سيرته الكتابية يتجلى في النقلة ، أسلوباً ومنهجاً ، وحداثة ، إلى ما يمكن تسميته بـما بعد الحداثة المرحة.

كان شأن فارغاس يوسا شأنَ غيره من كتاب أميركا اللاتينية ، بما يتعلق بنشاطه السياسيّ ، خلال مسيرته: فقد انتقل ، تدريجياً ، من اليشار اسياسيّ إلى اليمين. فبينما كان يناصر الكومة الثورية في كوبا بزعامة فيدل كاستر ، فإنه أصبح غير مفتون بها. رشّح نفسه لانتخابات الرئاسة في البيرو ، عام 1990 ، مؤتلفاً تحالف مع اليمين الوسط الديمقراطي ، مدافعاً ـ بذلك ـ إصلاحات الليبراليين الجدد. من بعد ذلك أخذ يناصر المرشحين المعتدلين المحافظين.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

9 من أفضل روايات أمريكا الجنوبية ننصحك بقراءتها

من البرازيل وحتى المكسيك، من تشيلي لبيرو ومرورًا بكوبا والإكوادور، في تلك البلاد والمجتمعات التي عانت كثيرًا من الاستعمار وقاومت لعقود عبر عشرات الثورات، من تلك البلاد الساحرة والمجتمعات الثرية بالحكايات كان أدب أمريكا اللاتينية جديرًا بالتبجيل والانتشار . ذلك الجمال الأدبي الساحر، والقصص والحكايات الإنسانية التي أبدع كتاب أمريكا الجنوبية في نسجها. ومن آلاف الكُتاب وعشرات الآلاف من الكتب والروايات الساحرة المنتمية لتلك البيئة نرشح لكم تلك الروايات التسعة .

قصص قصيرة جدا

إدواردو غاليانو* ترجمة: أسامة أسبر العالم صعد رجل من بلدة نيغوا، الواقعة على الساحل الكولومبي، إلى السماء. حين عاد وصف رحلته، وروى كيف تأمل الحياة البشرية من مكان مرتفع. قال: نحن بحرٌ من ألسنةِ اللهب الصغيرة. أضاف: العالم كومةُ من البشر، بحر من ألسنة اللهب الصغيرة. كل شخص يشع بضوئه الخاص وليس هناك لسانا لهب متشابهان. ثمة ألسنة لهب كبيرة وأخرى صغيرة من جميع الألوان. ألسنة لهب بعض البشر هادئة بحيث لا تتأجج حين تهب الريح، بينما يمتلك آخرون ألسنة لهب وحشية تملأ الجو بالشرار. بعض ألسنة اللهب الغبية لا تحرق ولا تضيء، لكن ثمة أخرى تفيض بلهب الحياة بحيث أنك لا تستطيع أن تنظر إليها دون أن ترف عيناك، وإذا اقتربت منها تضيئك.   العنب والخمر على فراش الموت، تحدث رجل يعمل في الكروم في أذن مرسليا. قبل أن يموت كشف السر هامساً: "إن العنب مصنوع من الخمر." هذا ما روته لي مارسيلا بيريث-سيلبا، وبعدها فكرتُ: إذا كان العنب مصنوعاً من الخمر، فربما نكون الكلمات التي تروي من نحن. فن للأطفال كانت تجلس على كرسي مرتفع أمام صحن من الحساء على مستوى العين. أنفها مجعد، أسنانها محكمة الإغلاق، وذراعاها...

عرض لكتاب "رحلة في جماليات رواية أمريكا اللاتينية"

صدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق، 2007 تأليف د. ماجدة حمود   يجول هذا الكتاب عبر جماليات روايات من أمريكا اللاتينية، التي احتلت مكانا هاما في الساحة الثقافية العالمية، خاصة أن الباحث يحس بوشائج قربى مع هذا الأدب الذي يشاركنا في كثير من الهموم السياسية والاجتماعية والاقتصادية (التخلف، الاستبداد، الهيمنة الغربية...) ومع ذلك استطاع إبداع أدب أدهش العالم وما يزال! لهذا ليس غريبا أن يحصد أدباؤها كما كبيرا من الجوائز العالمية، قد منحت جائزة (نوبل) لشعراء (غابرييلا 1945، بابلو نيرودا 1971، أوكتافيو باث، 1990...) كما منحت لروائيين (ميغل أنخل أستورياس 1967، غابرييل غارثيا ماركيز 1982...) وقد رشح لهذه الجائزة أيضا كل (ماريو فارغاس يوسا) و (إيزابيل الليندي) بالإضافة إلى ذلك منحت جائزة ثرفانتس لعدد كبير منهم (كارنتيير 1977، بورخس 1979، أونيتي 1980، باث 1981، ساباتو 1984، فونتيس 1987، بوي كساريس 1990...) تحاول هذه الدراسة أن تجيب على التساؤل التالي: لِمَ تفوق هذا الأدب الذي ينتمي مثلنا إلى العالم الثالث، ووصل إلى العالمية رغم تخلف بلدانه؟ وقد اخترت تركيز الأضواء على جنس الرواية في أ...