التخطي إلى المحتوى الرئيسي
الولد الذي مات صديقه
 أنا ماريا  ماتوتي (إسبانيا)
تـرجمة: محمد بوزيدان

ذات صباح قام من فراشه و ذهب ليبحث عن صديقه في الطرف الآخر من السياج، لكنه لم يجده هناك و عندما عاد إلى البيت قال لأمه:
- لقد مات صديقي.
ردت الأم:
- يا ولدي الصغير، لا تفكر فيه بعد اليوم و ابحث لك عن أصدقاء جدد كي تلعب معهم.
جلس الولد عند باب المنزل واضعا وجهه بين يديه و مرفقيه فوق ركبتيه، و قال في تصميم و حزم:
- سيعود ، لا يمكنه  أن يترك هذه الكريات و شاحنته و أسلحته النارية القصديرية  و هذه الساعة الحائطية التي لا تعمل، لا بد أن يعود للبحث عنها.
حل الليل، و ظهرت معه في السماء نجمة كبيرة جدا، و لم يرد الطفل الدخول إلى البيت لتناول وجبة العشاء.
قالت الأم :
 - ادخل يا ولدي فالبرد قارص.
و بدل أن يدخل إلى المنزل، وقف الولد و ذهب للبحث عن صديقه يحمل معه كل تلك اللعب، عندما وصل إلى أطراف السياج، لم يناده صديقه و لم يجد له أثرا قرب الشجرة الكبيرة و لا قرب البئر.
قضى الليل في البحث عن الصديق الغائب و كانت ليلة طويلة لم يذق فيها طعم النوم، تعفرت ملابسه و حذاؤه بالأتربة البيضاء.
و عندما أشرقت الشمس شعر الولد بالحاجة إلى النوم و شرب الماء، بسط يديه و قال متعجبا:
- يا لتفاهة هذه اللعب و هذه الساعة التي لا تعمل و لا تصلح لشيء. رمى بها في البئر و عاد إلى بيته و هو يحس بحاجة كبيرة للأكل. فتحت أمه له الباب و قالت:
-  يا إلهي كبر الولد، كم كبر هذا الولد. و اشترت له بذلة جديدة لأن القديمة أصبحت ضيقة و قصيرة عليه.

عن موقع المحلاج:

http://www.almihlaj.net/site/news.php?action=view&id=530

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

9 من أفضل روايات أمريكا الجنوبية ننصحك بقراءتها

من البرازيل وحتى المكسيك، من تشيلي لبيرو ومرورًا بكوبا والإكوادور، في تلك البلاد والمجتمعات التي عانت كثيرًا من الاستعمار وقاومت لعقود عبر عشرات الثورات، من تلك البلاد الساحرة والمجتمعات الثرية بالحكايات كان أدب أمريكا اللاتينية جديرًا بالتبجيل والانتشار . ذلك الجمال الأدبي الساحر، والقصص والحكايات الإنسانية التي أبدع كتاب أمريكا الجنوبية في نسجها. ومن آلاف الكُتاب وعشرات الآلاف من الكتب والروايات الساحرة المنتمية لتلك البيئة نرشح لكم تلك الروايات التسعة .

المترجم عمر بوحاشي: الترجمة من الإسبانية للعربية تعرف قفزة نوعية بفضل ظهور جيل من المترجمين وتحديدا في شمال المغرب

حاورته: إيمان السلاوي يكشف المترجم المغربي عمر بوحاشي، في هذا الحوار، آخر أعماله المترجمة التي تهم رواية "الكوخ" للكاتب الإسباني بيثينتي بلاسكو إيبانييث، وكذلك عن إصداراته الأخيرة، ويقدم رؤية عن واقع الكتب المترجمة من الإسبانية إلى العربية في المغرب التي يعتبرها ذات مستقبل واعد . والمترجم حاصل على جائزة الترجمة من المعرض الدولي للنشر والثقافة بالدار البيضاء سنة 2014، عن رواية بعنوان "لسيدة بيرفيكتا" للكاتب المخضرم، بينيتو بيريث غالدوس، يؤكد أن “الترجمة تخلق نوعا من التفاعل الثقافي، وفتح الحوار بين الحضارات، وتساهم في انفتاح الشعوب على بعضها لتتعارف أكثر”. ويعتبر بوحاشي من جيل المترجمين الذين نقلوا أهم الكتب الإسبانية التي ساهمت في تشكيل المغرب في المخيلة الإسبانية خلال العقدين الأخيرين. فقد ترجم رواية "عيطة تطاون" لبينيتو بيريث غالدوس التي تعتبر منعطفا في الروايات التي كتبت حول المغرب لأنها تميزت بواقعية لم يعتدها الإنتاج الأدبي الإسباني حول الجار الجنوبي للإسبان .

قصص قصيرة جدا

إدواردو غاليانو* ترجمة: أسامة أسبر العالم صعد رجل من بلدة نيغوا، الواقعة على الساحل الكولومبي، إلى السماء. حين عاد وصف رحلته، وروى كيف تأمل الحياة البشرية من مكان مرتفع. قال: نحن بحرٌ من ألسنةِ اللهب الصغيرة. أضاف: العالم كومةُ من البشر، بحر من ألسنة اللهب الصغيرة. كل شخص يشع بضوئه الخاص وليس هناك لسانا لهب متشابهان. ثمة ألسنة لهب كبيرة وأخرى صغيرة من جميع الألوان. ألسنة لهب بعض البشر هادئة بحيث لا تتأجج حين تهب الريح، بينما يمتلك آخرون ألسنة لهب وحشية تملأ الجو بالشرار. بعض ألسنة اللهب الغبية لا تحرق ولا تضيء، لكن ثمة أخرى تفيض بلهب الحياة بحيث أنك لا تستطيع أن تنظر إليها دون أن ترف عيناك، وإذا اقتربت منها تضيئك.   العنب والخمر على فراش الموت، تحدث رجل يعمل في الكروم في أذن مرسليا. قبل أن يموت كشف السر هامساً: "إن العنب مصنوع من الخمر." هذا ما روته لي مارسيلا بيريث-سيلبا، وبعدها فكرتُ: إذا كان العنب مصنوعاً من الخمر، فربما نكون الكلمات التي تروي من نحن. فن للأطفال كانت تجلس على كرسي مرتفع أمام صحن من الحساء على مستوى العين. أنفها مجعد، أسنانها محكمة الإغلاق، وذراعاها...