الولد الذي مات صديقه
أنا ماريا ماتوتي (إسبانيا)
ذات صباح قام من فراشه و ذهب ليبحث عن صديقه في الطرف الآخر من السياج، لكنه لم يجده هناك و عندما عاد إلى البيت قال لأمه:
- لقد مات صديقي.
ردت الأم:
- يا ولدي الصغير، لا تفكر فيه بعد اليوم و ابحث لك عن أصدقاء جدد كي تلعب معهم.
جلس الولد عند باب المنزل واضعا وجهه بين يديه و مرفقيه فوق ركبتيه، و قال في تصميم و حزم:
- سيعود ، لا يمكنه أن يترك هذه الكريات و شاحنته و أسلحته النارية القصديرية و هذه الساعة الحائطية التي لا تعمل، لا بد أن يعود للبحث عنها.
حل الليل، و ظهرت معه في السماء نجمة كبيرة جدا، و لم يرد الطفل الدخول إلى البيت لتناول وجبة العشاء.
قالت الأم :
- ادخل يا ولدي فالبرد قارص.
و بدل أن يدخل إلى المنزل، وقف الولد و ذهب للبحث عن صديقه يحمل معه كل تلك اللعب، عندما وصل إلى أطراف السياج، لم يناده صديقه و لم يجد له أثرا قرب الشجرة الكبيرة و لا قرب البئر.
قضى الليل في البحث عن الصديق الغائب و كانت ليلة طويلة لم يذق فيها طعم النوم، تعفرت ملابسه و حذاؤه بالأتربة البيضاء.
و عندما أشرقت الشمس شعر الولد بالحاجة إلى النوم و شرب الماء، بسط يديه و قال متعجبا:
- يا لتفاهة هذه اللعب و هذه الساعة التي لا تعمل و لا تصلح لشيء. رمى بها في البئر و عاد إلى بيته و هو يحس بحاجة كبيرة للأكل. فتحت أمه له الباب و قالت:
- يا إلهي كبر الولد، كم كبر هذا الولد. و اشترت له بذلة جديدة لأن القديمة أصبحت ضيقة و قصيرة عليه.
http://www.almihlaj.net/site/news.php?action=view&id=530
تعليقات
إرسال تعليق