التخطي إلى المحتوى الرئيسي

غابريل غارسيا ماركيز مصاب بالخرف


اكدت عائلة الكاتب الكولومبي غابريل غارثيا ماركيث انه مصاب بالخرف وان ضعف ذاكرته أجبره على التوقف عن الكتابة.

وقال شقيق ماركيث الفائز بجائزة نوبل للاداب عام 1982 انه حاول التكتم على حالته الصحية لا لأن هناك ما يقتضي حجبه عن الجمهور بل "لأن هذه هي حياته وهو حاول دائما ان يحيطها بحمايته".
وأشار خايمي غارثيا ماركيث الى كثرة التعليقات عن شقيقه مؤكدا ان بعضها صحيح ولكنها دائما زاخرة بالتفاصيل السقيمة، على حد وصفه. واضاف ان المرء يشعر احيانا وكأن اصحاب هذه التعليقات يتمنون موت ماركيث "وكأن موت نبأ عظيم". وقال خايمي الذي كان يتحدث امام حشد من الطلاب في مدينة كارطخنة الكولومبية ان كاتب "مئة عام من العزلة" البالغ من العمر 84 عاما يتصل به كثيرا للاستفسار عن أسئلة بسيطة. وقال ان لدى ماركيث مشاكل مع ذاكرته "وانا احيانا ابكي لأني اشعر وكأني سأفقده" مضيفا ان ماركيث توقف الآن عن الكتابة تماما.

وخايمي غارثيا ماركيث، شقيق الكاتب الأصغر، هو أول واحد من افراد العائلة يتحدث علنا عن حالته.

وحين طُلب من خايمي ان يتحدث عن علاقته مع "غابو" كما يسميه الكولومبيون تحببا قال انه لم يتمكن من السكوت عن مرضه بعد الآن.
وأكد ان ماركيث "بصحة جيدة جسديا ولكنه يعاني من الخرف منذ فترة طويلة". وقال ان ضعف ذاكرته تفاقم خلال صراعه مع سرطان الجهاز اللمفاوي الذي شُخص فيه أول مرة عام 1999.
وقال خايمي ان الخرف مرض يسري في العائلة وان شقيقه يعاني من آثاره في وقت مبكر بسبب السرطان الذي كاد يقتله. واعرب خايمي عن اعتقاده بان العلاج الكيمياوي انقذ حياة شقيقه ولكنه أتلف ايضا الكثير من الخلايا العصبية ودفاعات الجسم معجلا بعملية الخرف.
وتابع خايمي قائلا ان غابريل ما زال يحتفظ بروح النكتة والبهجة والحماسة التي عُرف بها.
يعيش ماركيث في المكسيك ولم يكتب شيئا منذ نشر روايته الأخيرة "ذكريات عاهراتي الحزينات" قبل 5 سنوات.
والى جانب "مئة عام من العزلة"، اشهر رواياته التي بيع منها اكثر من 30 مليون نسخة، كتب ماركيث الذي يعتبر رائد الواقعية السحرية ايضا "الحب في زمن الكوليرا" و"يوميات موت معلن" و"الجنرال في متاهته" و"عاصفة الورق".
واعرب ماركيث عن الأسف لأن شقيقه ليس في وضع يتيح له كتابة القسم الثاني من سيرته الذاتية.
 
                                                  
                                                عن موقع ايلاف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصص قصيرة جدا

إدواردو غاليانو* ترجمة: أسامة أسبر العالم صعد رجل من بلدة نيغوا، الواقعة على الساحل الكولومبي، إلى السماء. حين عاد وصف رحلته، وروى كيف تأمل الحياة البشرية من مكان مرتفع. قال: نحن بحرٌ من ألسنةِ اللهب الصغيرة. أضاف: العالم كومةُ من البشر، بحر من ألسنة اللهب الصغيرة. كل شخص يشع بضوئه الخاص وليس هناك لسانا لهب متشابهان. ثمة ألسنة لهب كبيرة وأخرى صغيرة من جميع الألوان. ألسنة لهب بعض البشر هادئة بحيث لا تتأجج حين تهب الريح، بينما يمتلك آخرون ألسنة لهب وحشية تملأ الجو بالشرار. بعض ألسنة اللهب الغبية لا تحرق ولا تضيء، لكن ثمة أخرى تفيض بلهب الحياة بحيث أنك لا تستطيع أن تنظر إليها دون أن ترف عيناك، وإذا اقتربت منها تضيئك.   العنب والخمر على فراش الموت، تحدث رجل يعمل في الكروم في أذن مرسليا. قبل أن يموت كشف السر هامساً: "إن العنب مصنوع من الخمر." هذا ما روته لي مارسيلا بيريث-سيلبا، وبعدها فكرتُ: إذا كان العنب مصنوعاً من الخمر، فربما نكون الكلمات التي تروي من نحن. فن للأطفال كانت تجلس على كرسي مرتفع أمام صحن من الحساء على مستوى العين. أنفها مجعد، أسنانها محكمة الإغلاق، وذراعاها

EL TIEMPO ENTRE COSTURAS

رواية اسبانية بنكهة مغربية أصبحت رواية الأديبة الإسبانية ماريا دوينياس "الوقت بين ثنايا الغرز"، التي تدور أحداثها في مدينة طنجة المغربية، إلى ظاهرة حقيقية حيث حققت مبيعات تجاوزت المليون نسخة، كما ترجمت لعدة لغات بينها الإنجليزية والألمانية كما تحولت إلى مسلسل تليفزيوني ضخم، سوف يبدأ عرضه مطلع 2012. وامتد نجاح الرواية ليتجاوز حدود إسبانيا حيث من المقرر أن تظهر ترجمتها الإنجليزية في الولايات المتحدة في نوفمبر المقبل، وفي نفس الشهر سوف يتم تكريم المؤلفة، في معرض جوادالاخارا الدولي للكتاب في المكسيك. وفي تصريحات لوكالة (إفي) قالت الأديبة دوينياس "أنا سعيدة لكل هذا النجاح الذي حققته الرواية، لأنه يؤكد أنها تتناول أحداثا ذات طبيعة كونية. تدور أحداث الرواية حول سيرا كيروجا، مصممة أزياء شابة، تضطر لمغادرة مدريد، بحثا عن حبيب مجهول، إلى أن تعثر عليه في مدينة طنجة التي كانت واقعة في تلك الأثناء تحت الاحتلال الإسباني، ويحاولان الاستقرار هناك. ومرة أخرى تجد سيرا نفسها مضطرة للرحيل إلى تطوان، والتي كانت أيضا تحت الاحتلال الإسباني (1902-1956)، هربا من الديون والشعور بالو

ظننتُ أنّ أحداً لم يعد يقرأني

  قصة: خايمي بيلي * ترجمة عن الإسبانية :  غدير أبو سنينة   سيّارة أجرة تمرّ أمام جدارية في العاصمة البيروفية ليما، آذار/ مارس 2022  عند وصولي إلى مدينة الغبار والضباب (يقصد ليما)، أعلن أحد عناصر طاقم الطائرة عبر مُكبِّر الصوت، وبنبرة مُبتهجة، كأنّما ينقل لنا أخباراً طيّبة، أننا سنستخدم دَرَجاً قديماً للهبوط، وسنضطرّ لحمل أمتعتنا واستقلال الحافلة، لنمارس رقصة الكومبيا عند كلّ منعطف نمرّ به، حتى من دون وجود موسيقى في الخلفية: يا مرحباً بكم في الفوضى ! ما إن يصل المسافرون، حتى يسيروا بأقصى سرعة كأنهم يُشاركون في مسابقة رياضية، كأنّ هناك جائزةً تُمنح لمن يصل أوّلاً إلى مكتب ضابط الهجرة. والحقيقة أنّ أحداً لا يصل أوّلاً، إذ يُصادفهم طابور طويل عريض مُتعرّج، يزحف مثل أفعى تُحتضر. لا جوائز، الجميع معاقَب بسبب البطء المُستفزّ لمن ينفّذون القانون بلا مبالاة .  بعد اجتياز عدّة ضوابط صارمة، يستقبلنا السائق بحذَر ويقودنا إلى الشاحنة المُدرَّعة، ذات النوافذ المُظلَّلة، يعرفُني باقي السائقين، يُحيُّونني بصُراخهم، يتبعونني، الحمقى، يعرضون علي خدماتهم، ويطلبون منّي بقشيشاً. أبدو لهم شخصاً فا