الدكتور محمد محمد الخطابي عن سن تناهز التاسعة والثمانين من عمره توفي يوم الأحد 28 أبريل/نيسان الماضي في ليما الكاتب البيرواني المعروف ماريو برغاس يوسا، سبق له أن قال خلال احتفاله في 28 مارس/آذار الفارط بعيد ميلاده الأخير: «إن مرور السنين لم تقتل فيه حبه للمعرفة، ولا روحَ المغامرة عنده، وأنه كان دائماً يشعر بالحزن على هؤلاء الأشخاص الذين يقتلون أنفسَهم وهم على قيد الحياة، ويجلسون في انتظار الموت»، وأضاف «لا أستطيع أن أستوعب أن أعيش الحياة دون أن أكتب، وأن أواجه، وأقاوم حتى لا أتحول إلى مُجَسمٍ أو تمثال». هذا الروائي الذي أثرى المكتبة الإسبانية بغيرِ قليلٍ من الأعمال الروائية، والإبداعات الأدبية والنقدية الواسعة الانتشار يُعتبر دون منازع من كبار الروائيين المعاصرين. «المدينة والكلاب» والطريق إلى العالمية كانت الأكاديمية الملكية للغة الإسبانية، بمناسبة مرور 60 عاماً على صدور باكورة رواياته «المدينة والكلاب» قد أقامت في مدريد حفلاً تكريمياً لهذا الكاتب، وأصدرت طبعة تذكارية خاصة من هذه الرواية، وجاء في التقديم الذي تصدر هذه الطبعة: «هذه الرواية شكلت خطوة مهمة في تجاوز إشكالية الهنود أو ال...
السّـر قصة: خوان خوسيه ساير(الأرجنتين) ترجمة: أحمد عبد اللطيف اشترى تاجرُ أثاثٍ كرسيًا مستعملًا بمسند، ثم اكتشف ذات مرة يوميات حميمية قد دستها إحدى مالكاته القديمات. لسبب ما، ربما موت أو نسيان أو هرب مفاجئ أو حصار، ظلت اليوميات مختبئة حتى عثر عليها التاجر، الخبير في تصليح الأثاث، بمحض صدفة عند نفض ظهر الكرسي ليختبر صلابته. في ذاك اليوم ظل حتى وقت متأخر في متجره المكتظ بالأسرّة والكراسي والمناضد والدواليب، منهمكًا في الجزء الخلفي من المتجر في قراءة اليوميات الحميمية على ضوء مصباح وهو متكئ إلى مكتب. كانت اليوميات تكشف، يومًا وراء يوم، مشاكل كاتبتها العاطفية، وأدرك تاجر الأثاث، وهو رجل ذكي ومتحفظ، أن المرأة عاشت حياتها بشخصية غير شخصيتها الحقيقية، وأنه لصدفة لا يمكن تصديقها بات هذا الرجل يعرفها أكثر بكثير من كل هؤلاء الذين كانوا يحيطون بها وتظهر أسماؤهم في اليوميات. شرد تاجر الأثاث، وخلال شروده الطويل بدا له أن فكرة إخفاء شخص لشيء في بيته، بعيدًا عن نظر العالم -سواء كان ذلك يوميات أو أي شيء آخر - فكرة غريبة، شبه مستحيلة، غير أنه بعد دقائق، وفي اللحظة التي نهض فيها وبد...