التخطي إلى المحتوى الرئيسي

برغاس يوسا… أيقونة الرواية التي قارعت الديكتاتوريات


الدكتور محمد محمد الخطابي

عن سن تناهز التاسعة والثمانين من عمره توفي يوم الأحد 28 أبريل/نيسان الماضي في ليما الكاتب البيرواني المعروف ماريو برغاس يوسا، سبق له أن قال خلال احتفاله في 28 مارس/آذار الفارط بعيد ميلاده الأخير: «إن مرور السنين لم تقتل فيه حبه للمعرفة، ولا روحَ المغامرة عنده، وأنه كان دائماً يشعر بالحزن على هؤلاء الأشخاص الذين يقتلون أنفسَهم وهم على قيد الحياة، ويجلسون في انتظار الموت»، وأضاف «لا أستطيع أن أستوعب أن أعيش الحياة دون أن أكتب، وأن أواجه، وأقاوم حتى لا أتحول إلى مُجَسمٍ أو تمثال». هذا الروائي الذي أثرى المكتبة الإسبانية بغيرِ قليلٍ من الأعمال الروائية، والإبداعات الأدبية والنقدية الواسعة الانتشار يُعتبر دون منازع من كبار الروائيين المعاصرين.
«المدينة والكلاب» والطريق إلى العالمية
كانت الأكاديمية الملكية للغة الإسبانية، بمناسبة مرور 60 عاماً على صدور باكورة رواياته «المدينة والكلاب» قد أقامت في مدريد حفلاً تكريمياً لهذا الكاتب، وأصدرت طبعة تذكارية خاصة من هذه الرواية، وجاء في التقديم الذي تصدر هذه الطبعة: «هذه الرواية شكلت خطوة مهمة في تجاوز إشكالية الهنود أو السكان الأصليين في أمريكا اللاتينية، وكذا في البحث والتنقيب عن الجذور والقيم السابقة للوجود الإسباني في القارة الأمريكية، ما جعلنا نتقدم نحو توفير أرضية صلبة معاصرة، وتثبيت الحقيقة القائمة اليوم للمواطن الأمريكي المندمج والمتأقلم كليةً في وسطه ومجتمعه». وقد عالج الكاتب ذلك في قالب روائي اتخذ أشكالاً جديدة مبتكرة في الأدب الإسباني اعتمدت على تقنيات روائية مُجربة، هذا التجديد في الشكل والمضمون جعل من الكاتب مرجعاً أساسياً للرواية الإسبانو- أمريكية المعاصرة». ترجمت رواية «المدينة والكلاب» حتى الآن إلى ما ينيف على ثلاثين لغة، وتدور أحداثها في المعهد العسكري «ليونسيو برادو»، حيث يتلقى المراهقون والشباب في هذا المعهد بموجب التنظيم الداخلي تكويناً مدرسياً ثانوياً تحت تعليمات عسكرية صارمة.
يرى رئيس الأكاديمية البيروانية للغة الإسبانية ماركو مارتوس: «أنه من وجهة نظر لغوية فإن لغة يوسا قد أدركت شأواً أو بُعداً عالمياً، إنه يقدم دون انقطاع للعالم الأسلوب أو الطريقة البيروانية في التعامل مع اللغة الإسبانية، هذه الطريقة تجلت بشكل واضح في هذه الرواية الأولى ليوسا أكثر من أي رواية أخرى، وقد أهلها هذا التفوق في أن تُعرَف في مختلف الأصقاع التي تتحدث اللغة الإسبانية».

 

رواية «المدينة والكلاب» لم تنشر كاملةً في إسبانيا، إلا بعد رحيل الجنرال فرانكو، حيث كان قد تم حذف العديد من صفحاتها، كما أضرمت النيران في العديد من نسخها في البيرو، وهي رواية تقوم على محوريْن القهر السياسي (السلطوي) و(الجسدي)، إنها انفجار للأحاسيس الدفينة، والهواجس المكبوتة، التي يعانيها الكائن البشري حيال نفسه، وذاته، وكيانه، والقهر( الديكتاتوري) الذي يثقل كاهله، وتوقه الدائم للانعتاق وللتحرر نحو عالم مبدع طليق. يقول يُوسا عن هذه الرواية ضمن مقابلة أجرتها معه الكاتبة كوليت مرشيليان: «أعتقد أن فترة الطفولة والمراهقة، وكل ما يجري خلالها من تجارب قاسية أو صعبة هي فترة حاسمة في حياة كل إنسان، خاصة في حياة الكاتب، لأن هذا الأخير هو في موقع استرجاع ما ترك أثره فيه، فتطلع عليه هذه التجارب من مرحلة المراهقة المؤثرة. لقد اكتشفتُ كل مشاكل البيرو السياسية والاجتماعية خلال إقامتي في تلك الأكاديمية العسكرية، وتأثرتُ بشدة حين لمستُ كم أن البيرو هو في مواقف محتدمة من حيث الوضع الاقتصادي، أو من ناحية العنف والفروق الاجتماعية، وكل المشكلات التي تنتج عنها من نزاعات وعذابات. لقد نقلتُ هذا العالم إلى روايتي الأولى، لكن الأمر تكرر عندي بأساليب مختلفة في رواياتي اللاحقة».

في مواجهة الريح والتيار

أصبح هذا الكاتب خلال حياته ولا شك بعد وفاته ظاهرة فريدة في آداب أمريكا اللاتينية، بعد أن أثار فضولَ النقاد والقراء والأوساط الأدبية في كل مكان، فقد حقق لنفسه شهرة عالمية واسعة أوصلته إلى الحصول على جائزة نوبل في الآداب، إنه رجل عاش عصره مهووسا ومسكونا بالآداب. زاول يوسا مختلف فنون القول، اشتغل بالصحافة والأدب والنقد والدراسة، إنه كاتب احتل مكاناً مرموقاً في آداب أمريكا اللاتينية، فهو إلى جانب كارلوس فوينتيس وغابرييل غارسيا ماركيز، وقبلهما خورخي لويس بورخيس، جميعُهم كونوا جانباً من ذلك «الجيل الكبير من الكتاب المعاصرين» في أمريكا اللاتينية وهو الجيل الذي حمل الواقعية السحرية في هذه المنطقة من العالم إلى أعلى المراتب، وأرقى المستويات شهرةً وتكريماً وبُعد صيت.
لبرغاس يوسا كتاب فريد بعنوان «في مواجهة الريح والتيار» يلقي الضوء فيه على جوانب مهمة من حياته وإبداعاته، إنه في هذا الكتاب يسمي الأشياءَ بمسمياتها، إنه يقول: «يتعلق الأمر بنصوص تؤرخ لظروف، وملابسات ليست ذات أهمية أدبية، التي لم يعاملها الزمن بإشفاق، إنها جملة من التناقضات والأخطاء والتكهنات، بعيدة عن أي تكبر أو خيلاء، أو ندم ممزوج ببعض الحزن والأسى، إنها انطباعات وتسجيلات لبعض الآمال والتطلعات التي ذهبت أدراجَ الرياح وجرفها التيار. ضد هذه الرياح، وفي مواجهة هذه التيارات جذف برغاس يوسا قاربه لمدة ستة عقود من الزمان ونيف، أي منذ صدور روايته الأولى «المدينة والكلاب». يطرح يُوسا في «مواجهة الريح والتيار» وجهات نظره بشأن العديد من القضايا السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية في العالم، وبالخصوص في أمريكا اللاتينية. إنه كاتب بث الحياة في الأشباح، إننا واجدون في هذا الكتاب إشارات وملاحظات وتراجم ومقالات ويوميات وخطباً واستجوابات وتحقيقات تحدد أفكاره وقناعاته المبكرة.
يقوم يوسا في هذا الكتاب بمراجعة عميقة لصاحب رواية «الغريب» الأديب الفرنسي ألبير كامو، وينتهي بعرضٍ ضافٍ حول المجتمع المفتوح وخصومه. وقد أثبتت بعض هذه المواضيع في الكتاب حسب مضامينها، ومن ثم يمكننا أن نتتبع ونقتفي ونرصد تطور فكر وأدب يُوسا، خاصة فيما يتعلق بمواضيع لها صلة بميادين الاشتراكية والثورة الكوبية، ونيكاراغوا الساندينية، ويتجلى لنا في هذه الكتابات التزام الكاتب إزاء قضايا أمريكا اللاتينية، والحرية، والديمقراطية، والنمو الاقتصادي، وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وبلده البيرو. ولا شك أن العديد من المفاهيم والقناعات قد تغيرت عنده بالنسبة لهذه المواضيع، ويتضح لنا من خلال هذه الكتابات تأييده وإعجابه بالثورة الكوبية في عنفوانها، إلا أنه معروف عنه أنه لم يعد يؤمن بهذا الرأي، وأعلن صراحة معارضته واختلافه مع كوبا الكاستروية والراؤولية كذلك. كما يعكس هذه الكتاب اتجاه الكاتب النقدي المعروف عنه، وكيف صارت مواقفه تتغير وتتبدل على امتداد الزمن، حسبما تمليه عليه ظروف الحياة ومستجداتها.

تغييرات وإرهاصَات

كان يُوسا يقول: «هناك إرهاصات تنبئ بقرب حدوث تغيير وشيك طفقت تتجلى معالمه، بدأت يشهده العديد من بلدان أمريكا اللاتينية، حيث بدأت بوادر الديمقراطية في الظهور من جديد في الأرجنتين على وجه التحديد، هذا أمر ينعكس بشكل أو بآخر على سائر بلدان المنطقة. واعتبر الروائي، «أن الشعبوية أصبحت في تراجع ونكوص، على صعيد منطقة أمريكا اللاتينية»، وقال إن أحداثاً وتغييرات من هذا القبيل تدعو للتفاؤل فيما يتعلق بمستقبل هذه المنطقة من العالم. وانتقد يوسا الظروف السيئة التي تمر بها الصحافة في الوقت الحالي، على الرغم من أن المعلومات لم تعد تعترف بالحدود، ما أفضى إلى خلق نوع من الالتباس، ذلك أنه ليس هناك تقييم لمصداقية المعلومات التي أصبحت متداوَلة ومتبادلة في العالم. ولا يدري يُوسا إن كانت الصحافة المكتوبة أو الورقية ستستمر في الصدور وفي الوجود، إلا أنه يرى خلافاً لذلك أن الكتاب، لا بد أن يستمر في الصمود لأن الناس – في نظره – يوثرون أن يضموا أو يحتضنوا الكتابَ بين أيديهم لقراءته، وليس من خلال أقراص مُدمجة أو لوحات إلكترونية.

من براثن السياسة الى جِنان الأدب

مع مرور الزمن صار يوسا يغير من آرائه الأولى التي كانت تضعه في مصاف المفكرين والأدباء اليساريين الذين يدافعون عن الكادحين، ويأخذ بيد المحرومين والمظلومين، ويغازل الشيوعية إلا أنه بعد أن فشل في 10 يونيو/حزيران 1990 في عالم السياسة أمام ألبيرتو فوجيموري في الانتخابات الرئاسية في بلاده البيرو ارتمىَ في أحضان الأدب وشد الرحال إلى أوروبا، وطفق يدغدغ المجتمعات المخملية والأوساط الماسية، كما طفق يشق طريقه المحفوفة بغير قليل من الصعاب والمخاطر، والمنافسات الشرسة نحو المؤسسة السويدية ليعانق أكبر تكريم أدبي في العالم بحصوله عام 2010 على نوبل في الآداب، بعد مرور28 سنة على حصول الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز على هذا التكريم، وكانت بين الكاتبين خصومة مفتوحة مُستحكمة، ولا غرو فالمُعاصرة حجاب كما يُقال.

ذكريات ومعايشات

كتابه (في مواجهة الريح والتيار) يعكس حقبة خصبة من حياة الكاتب، وهي الحقبة التي عاشها في أوروبا في مرحلة شبابه واختلاطه بالحياة الثقافية والفكرية فيها. ونجد بالتالي صدىً وانعكاساً لتلك المعايشات مجسمة في نقاشات حول مختلف المواضيع الأدبية والفلسفية في ذلك الوقت، مثل عروضه حول سارتر، وسيمون دي بوفوار وكامو. كما نجد العديد من الطرائف، والحكايات، والأحداث التي وقعت للكاتب في باريس، كما نجد في هذا المؤلف معلومات كان قد طواها النسيان، أو ربما هي مجهولة حول انطباعات يُوسَا بخصوص بعض الأدباء الفرنسيين وأعمالهم مثل «بؤساء فيكتور هوغو»، أو ذكرياته حول الشارع والمنزل الذي عاش فيه كارل ماركس في لندن، يحفل هذا الكتاب بالذكريات والمعايشات حول مختلف المواضيع مكتوبة بأسلوب سهل وسلس، يميل إلى روح النكتة والسخرية والانتقاد، إنه مرآة تعكس حقائق واقعية عن حياة هذا الكاتب بعيداً عن خياله المجنح في قصصه وروايات، ولا بد أن هذه الذكريات والمعايشات كانت تلوح لبرغاس يوسا في حياته، تماماً كما لاحت لشاعرنا العربي القديم طرفة بن العبد أطلال خولة ببرقة ثهمد كباقي الوشم في ظاهر اليد.
استقر يوسا في السنوات الأخيرة من عمره في إسبانيا حيث منحت له الجنسية الإسبانية. كما تم انتخابه عضواً في أكاديمية اللغة الإسبانية والفرنسية في ما بعد حتى لو لم يكتب حرفاً واحداً في لغة «موليير»، وفي إسبانيا أبدع في عالم الأدب، حيث كتب بوجه خاص أشهر رواياته التي أحيطت بهالة واسعة من الذيوع والانتشار، والتغطيات الإعلامية في العالم الناطق باللغة الإسبانية روايته «حفلة التيس» التي تنتقد الأنظمة الديكتاتورية في أمريكا اللاتينية. كما أنه كان يدلي بدلوه بين الفينة والأخرى في العديد من القضايا السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية التي تعرفها إسبانيا وأوروبا وأمريكا في الوقت الراهن. قال يوسا ذات يوم: «أنا تلميذ سارتر الذي يعتبر الكلمات أفعالاً، ويؤمن بأن الأدب يغير الحياة، غريب عصرنا حيث اليمين ليس على اليمين، واليسار ليس في اليسار، والوسط لم يعد في الوسط..» وانتقل يوسا بين هذه الجهات الثلاث منذ ثمانية عقود كطائر السنونو مترنحاً متأرجحاً بين هذا وذلك وذاك.

الربيع الإسباني بعد العربي!

كان ماريو بارغاس يوسا قد خرج عن صمته، وصرح أمام الملأ أنه يتفهم مطالب الحركات الاحتجاجية للشباب الإسباني الغاضب على الأوضاع في بلاده بعد أن تفاقمت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، التي عرفتها إسبانيا منذ بضع سنوات، حيث كان قد بلغ عدد العاطلين عن العمل بها ما يناهز الخمسة ملايين نسمة، وكانت موجات هؤلاء الناقمين أو الساخطين من الشباب عمت العديد من المدن الإسبانية الكبرى على وجه الخصوص، وحذر يوسا من مغبة النتائج الوخيمة التي يمكن أن تنجم من جراء هذه الاحتجاجات التي أطلق عليها: «ديمقراطية الشارع». وأضاف يوسا أن إسبانيا بلد يكرس الديمقراطية، والديمقراطية لها قنواتها ووسائلها الخاصة، التي بواسطتها يمكن للمواطنين أن يعبروا عن آرائهم واحتجاجهم أو انتقادهم، وقال إنه من الخطورة بمكان أن ننأى أو نخرج عن هذه القنوات التي توفرها الديمقراطية، وبالتالي نفسح المجال لهذه الاحتجاجات التي ظهرت إلى الوجود متأثرة بالمظاهرات الكبرى التي عمت بعض البلدان العربية، والتي أطلق عليها بالربيع العربي. كان صاحب «المدينة والكلاب» يرى من جهة أخرى أن الشباب الإسباني من حقه المشروع أن يحتج على الأوضاع التي يراها مضرة له أو بمستقبله، وقال إنه يتفهم جيداً الظروف التي تطرحها هذه المرحلة الحرجة والصعبة التي تجتازها إسبانيا التي تتطلب تضحيات جسيمة، حيث يواجه هؤلاء الشباب حالة من عدم الاطمئنان، وعدم الشعور بالأمان من جراء آفة البطالة التي تشد عليهم الخناق، والتي أصبحوا يعانون منها بحدة خلال الأعوام الأخيرة.

هيامٌ وغرام في الثمانين!

عاش برغاس يوسا وهو في الخامسة والثمانين من عمره قصة حب عارمة مع إيزابيل بريسلر وهي امرأة من أصل فليبيني تنتمي اليوم للمجتمع المخملي الإسباني الراقي، وقبل أن تتزوج هذه المرأة من يُوسا سبق لها أن تزوجت ثلاثة من كبار المشاهير في إسبانيا، وهم بالتوالي المغني الإسباني العالمي المعروف خوليو إغليسياس، والإسباني الماركيز دي كرينيُون، ووزير الاقتصاد الإسباني الأسبق مِيغيل بُويير، وقد عاب عليه أولادُه، وأقاربُه، وذوُوه، وبعضُ أصدقائه، وقرائه طلاقه ومقاطعتَه وهجرَه لزوجته السابقة وأم أولاده، بعدما ينيف على خمسين سنة من العشرة.
وخلال وجوده في إسبانيا بعد أن حصل على جنسيتها دافع يوسا بقوة عن مشروع بناء الصرح الأوروبي الذي حقق للقارة الأوروبية الأمن والتقدم والديمقراطية و70 سنة متوالية من السلم والاستقرار، لأول مرة في تاريخها الحديث، ولهذا فإنه يعتقد جازما أنه من الأولويات السياسية الضرورية التي ينبغي أن يتبناها المسؤولون الأوروبيون – بل وهو أمر لا مندوحة لهم عنه – هو إنقاذ أوروبا والحفاظ في – خضم هذه العاصفة – على السكينة والهدوء والتفاؤل.
وكان يقول: ينبغي إنقاذ أوروبا من هؤلاء المتشائمين الذين يعجلون بالحكم على فشلها، والحقيقة أنهم مخطئون في ذلك، فنحن نعيش أو نواجه أزمة اقتصادية حادة، نتيجة الهدر والإسراف المبالغ فيهما، وعدم توفر الحذر الكافي لتفادي هذه الأزمة من قبل، كما أنه لم تتخذ الاحتياطات اللازمة في الوقت المناسب، والمجتمع هو الذي يدفع الثمن اليوم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كاتب من المغرب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

9 من أفضل روايات أمريكا الجنوبية ننصحك بقراءتها

من البرازيل وحتى المكسيك، من تشيلي لبيرو ومرورًا بكوبا والإكوادور، في تلك البلاد والمجتمعات التي عانت كثيرًا من الاستعمار وقاومت لعقود عبر عشرات الثورات، من تلك البلاد الساحرة والمجتمعات الثرية بالحكايات كان أدب أمريكا اللاتينية جديرًا بالتبجيل والانتشار . ذلك الجمال الأدبي الساحر، والقصص والحكايات الإنسانية التي أبدع كتاب أمريكا الجنوبية في نسجها. ومن آلاف الكُتاب وعشرات الآلاف من الكتب والروايات الساحرة المنتمية لتلك البيئة نرشح لكم تلك الروايات التسعة .

قصص قصيرة جدا

إدواردو غاليانو* ترجمة: أسامة أسبر العالم صعد رجل من بلدة نيغوا، الواقعة على الساحل الكولومبي، إلى السماء. حين عاد وصف رحلته، وروى كيف تأمل الحياة البشرية من مكان مرتفع. قال: نحن بحرٌ من ألسنةِ اللهب الصغيرة. أضاف: العالم كومةُ من البشر، بحر من ألسنة اللهب الصغيرة. كل شخص يشع بضوئه الخاص وليس هناك لسانا لهب متشابهان. ثمة ألسنة لهب كبيرة وأخرى صغيرة من جميع الألوان. ألسنة لهب بعض البشر هادئة بحيث لا تتأجج حين تهب الريح، بينما يمتلك آخرون ألسنة لهب وحشية تملأ الجو بالشرار. بعض ألسنة اللهب الغبية لا تحرق ولا تضيء، لكن ثمة أخرى تفيض بلهب الحياة بحيث أنك لا تستطيع أن تنظر إليها دون أن ترف عيناك، وإذا اقتربت منها تضيئك.   العنب والخمر على فراش الموت، تحدث رجل يعمل في الكروم في أذن مرسليا. قبل أن يموت كشف السر هامساً: "إن العنب مصنوع من الخمر." هذا ما روته لي مارسيلا بيريث-سيلبا، وبعدها فكرتُ: إذا كان العنب مصنوعاً من الخمر، فربما نكون الكلمات التي تروي من نحن. فن للأطفال كانت تجلس على كرسي مرتفع أمام صحن من الحساء على مستوى العين. أنفها مجعد، أسنانها محكمة الإغلاق، وذراعاها...

EL TIEMPO ENTRE COSTURAS

رواية اسبانية بنكهة مغربية أصبحت رواية الأديبة الإسبانية ماريا دوينياس "الوقت بين ثنايا الغرز"، التي تدور أحداثها في مدينة طنجة المغربية، إلى ظاهرة حقيقية حيث حققت مبيعات تجاوزت المليون نسخة، كما ترجمت لعدة لغات بينها الإنجليزية والألمانية كما تحولت إلى مسلسل تليفزيوني ضخم، سوف يبدأ عرضه مطلع 2012. وامتد نجاح الرواية ليتجاوز حدود إسبانيا حيث من المقرر أن تظهر ترجمتها الإنجليزية في الولايات المتحدة في نوفمبر المقبل، وفي نفس الشهر سوف يتم تكريم المؤلفة، في معرض جوادالاخارا الدولي للكتاب في المكسيك. وفي تصريحات لوكالة (إفي) قالت الأديبة دوينياس "أنا سعيدة لكل هذا النجاح الذي حققته الرواية، لأنه يؤكد أنها تتناول أحداثا ذات طبيعة كونية. تدور أحداث الرواية حول سيرا كيروجا، مصممة أزياء شابة، تضطر لمغادرة مدريد، بحثا عن حبيب مجهول، إلى أن تعثر عليه في مدينة طنجة التي كانت واقعة في تلك الأثناء تحت الاحتلال الإسباني، ويحاولان الاستقرار هناك. ومرة أخرى تجد سيرا نفسها مضطرة للرحيل إلى تطوان، والتي كانت أيضا تحت الاحتلال الإسباني (1902-1956)، هربا من الديون والشعور بالو...