التخطي إلى المحتوى الرئيسي

من الظّل: خوان خوسيه ميّاس يتجسس علينا من خزائن غرف نومنا

ترجمات-متابعة:
صدر حديثاً عن منشورات المتوسط – إيطاليا، رواية "من الظل" للكاتب الإسباني "خوان خوسيه ميّاس"، وبترجمة المصري "أحمد عبد اللطيف". و"ميّاس" الذي يُعدّ من أبرز الكُتّاب الذين أعادوا المجدَ للخيال في الرواية الإسبانية، وأحد مُنقذيها من فخّ الكتابة المباشرة عن الحرب الأهلية، والتّورّط التامّ في الواقع، إذ خَلَقَ بعوالمه الأصيلة قدراتٍ فنّيّةً لتناول الواقع، هادمًا هذا الجدار الوهمي بين الواقع والخيال، ومتوغّلاً في الذات الإنسانية لأكثر درجاتها عمقًا.
ففي روايته هذه، وبصدفة غريبة يتحول العالم لأمتار قليلة يسكنها البطل داخل خزانة ملابس، ومن هذا المكان الغريب يراقب عائلة غريبة. ومن هذا المكان يستحضر عالمه الخاص ويتعرف على العالم الخارجي الجديد عبر الاستماع. كلّ ما هو يومي ومعتاد يكتسب أهمية قصوى، كل التفاصيل الصغيرة ليست إلا تمثيلات للعالم الكبير. ومن الظل، من مكانه في الظل، يطرح البطل أسئلته الوجودية حول الاحتجاب، ويمر بتجربة صوفية لا مثيل لها. ومن هذا المكان الضيق يقدم مفهومًا أوسع للعالم، عبر تكنيك سردي مبتكر، ولغة شفافة كالماء.
جاء الكتاب في 184 صفحة، من القطع المتوسط.

اقتباس من الرّواية:
"في اليوم التالي، رغم أنهم استيقظوا جميعًا في الساعة المعتادة، شَعَرَ دميان لُوبو من داخل كهفه بالاضطرابات السابقة للسَّفَر. ظلّ مفتوحًا باب الخزانة الخشبي الرئيس، حيث تُدخِلُ لوثيا ملابسَها، بينما كانت تُعدّ حقيبتها، هكذا لم تجدْ ضوضاء العالم الخارجي أيّ مقاومة، لتصلَ إلى دميان، باستثناء حائط خشب رقائقي، ألصق فيه أذنَيْه الاثنَتَيْن. بحسب ما حكى لإنياكي غابيلوندو، الذي أجبرَ دميان على العودة، كان بوسعه الاستماع لصوت رهيف مثل الشمّاعات التي تسحبها يد لُوثيا.
- ضوضاء طفيفة جدًا، أظنّ -أشار الصُّحُفي.
- تخيّل : الصخب الناتج عن احتكاك عُلّيقة الشمّاعة بالحامل المعدني.
-
قد أقول إنكَ اكتسبتَ مهارات الأعمى.
-
وما العمل؟! تحسّرتُ لأني لم أثقبْ في الخشب الرقائقي ثقبًا صغيرًا، لأستغلّ فرصة مثل هذه لأرى لوثيا. فما أزال لا أعرف وجهها إلا من الصور."

عن المؤلف:
 خوان خوسيه مياس (بالينسيا/ إسبانيا-1946)
 أحد أشهر الأصوات السَّرْدية في اللغة الإسبانية، وصاحب روايات «العقل هو الظلال» الفائزة بجائزة سيسامو عام 1975، و«رؤية الغريق»(1977)، «الحديقة الخالية»(1981) «الورقة المبلّلة»(1983) «الحرف الميّت»(1983) «فوضى الاسم» (1986) هكذا كانت الوحدة (جائزة نادال 1990) «العودة للبيت»(1990) «أحمق، ميّت، ابن حرام وغير مَرئي» (1995) «الترتيب الألفبائي» (1998) «لا تنظرْ تحت السرير» (1999) «امرأتان في براغ» (جائزة الربيع 2002) «لاورا وخوليو» (2006) «العالم» (2007، جائزة بلانيتا والجائزة الوطنية في الرواية) «ما أعرفه عن القرين» (2010) «المرأة المَهووسة» (2014). بالإضافة لمجموعاته القصصية «ربيع الحداد» (1989) «إنها تتخيّل» (1994) «مقالات أقصوصات» (2001) «حكايات زناة حائرين» (2003) «الأشياء تنادينا» (2009). تُرجمت أعماله لأكثر من عشرين لغة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

9 من أفضل روايات أمريكا الجنوبية ننصحك بقراءتها

من البرازيل وحتى المكسيك، من تشيلي لبيرو ومرورًا بكوبا والإكوادور، في تلك البلاد والمجتمعات التي عانت كثيرًا من الاستعمار وقاومت لعقود عبر عشرات الثورات، من تلك البلاد الساحرة والمجتمعات الثرية بالحكايات كان أدب أمريكا اللاتينية جديرًا بالتبجيل والانتشار . ذلك الجمال الأدبي الساحر، والقصص والحكايات الإنسانية التي أبدع كتاب أمريكا الجنوبية في نسجها. ومن آلاف الكُتاب وعشرات الآلاف من الكتب والروايات الساحرة المنتمية لتلك البيئة نرشح لكم تلك الروايات التسعة .

المترجم عمر بوحاشي: الترجمة من الإسبانية للعربية تعرف قفزة نوعية بفضل ظهور جيل من المترجمين وتحديدا في شمال المغرب

حاورته: إيمان السلاوي يكشف المترجم المغربي عمر بوحاشي، في هذا الحوار، آخر أعماله المترجمة التي تهم رواية "الكوخ" للكاتب الإسباني بيثينتي بلاسكو إيبانييث، وكذلك عن إصداراته الأخيرة، ويقدم رؤية عن واقع الكتب المترجمة من الإسبانية إلى العربية في المغرب التي يعتبرها ذات مستقبل واعد . والمترجم حاصل على جائزة الترجمة من المعرض الدولي للنشر والثقافة بالدار البيضاء سنة 2014، عن رواية بعنوان "لسيدة بيرفيكتا" للكاتب المخضرم، بينيتو بيريث غالدوس، يؤكد أن “الترجمة تخلق نوعا من التفاعل الثقافي، وفتح الحوار بين الحضارات، وتساهم في انفتاح الشعوب على بعضها لتتعارف أكثر”. ويعتبر بوحاشي من جيل المترجمين الذين نقلوا أهم الكتب الإسبانية التي ساهمت في تشكيل المغرب في المخيلة الإسبانية خلال العقدين الأخيرين. فقد ترجم رواية "عيطة تطاون" لبينيتو بيريث غالدوس التي تعتبر منعطفا في الروايات التي كتبت حول المغرب لأنها تميزت بواقعية لم يعتدها الإنتاج الأدبي الإسباني حول الجار الجنوبي للإسبان .

عرض لكتاب "رحلة في جماليات رواية أمريكا اللاتينية"

صدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق، 2007 تأليف د. ماجدة حمود   يجول هذا الكتاب عبر جماليات روايات من أمريكا اللاتينية، التي احتلت مكانا هاما في الساحة الثقافية العالمية، خاصة أن الباحث يحس بوشائج قربى مع هذا الأدب الذي يشاركنا في كثير من الهموم السياسية والاجتماعية والاقتصادية (التخلف، الاستبداد، الهيمنة الغربية...) ومع ذلك استطاع إبداع أدب أدهش العالم وما يزال! لهذا ليس غريبا أن يحصد أدباؤها كما كبيرا من الجوائز العالمية، قد منحت جائزة (نوبل) لشعراء (غابرييلا 1945، بابلو نيرودا 1971، أوكتافيو باث، 1990...) كما منحت لروائيين (ميغل أنخل أستورياس 1967، غابرييل غارثيا ماركيز 1982...) وقد رشح لهذه الجائزة أيضا كل (ماريو فارغاس يوسا) و (إيزابيل الليندي) بالإضافة إلى ذلك منحت جائزة ثرفانتس لعدد كبير منهم (كارنتيير 1977، بورخس 1979، أونيتي 1980، باث 1981، ساباتو 1984، فونتيس 1987، بوي كساريس 1990...) تحاول هذه الدراسة أن تجيب على التساؤل التالي: لِمَ تفوق هذا الأدب الذي ينتمي مثلنا إلى العالم الثالث، ووصل إلى العالمية رغم تخلف بلدانه؟ وقد اخترت تركيز الأضواء على جنس الرواية في أ...