العصر الطبشوري خوليا بييّـرا* ترجمة: عبدالهادي سعدون I الصورة التي حملتني إليك، فنيسيا، وجدتها في مارينا درايف. رطبة كانت نزهة ذلك الشتاء. أحجار الساحل تلمع رمادية، ورمادي حضر شتاء البحر ذاك. بفعل الرطوبة، العديد من دكاكين مارينا درايف شيدت حولها عوارض خشبية ولم تفتح ابوابها. الكل تستهلكه رطوبة برايتون [1] ، يقول أولئك الذين من هناك، لهذا لم يفتح ابوابه خزفي الفنارات الخشبية، ولا ألماني شتوتغارت الذي كان يرسم المائيات، ولا حتى، إيه فنيسيا، بائع عجلات مارينا درايف المستعملة قد فتح دكانه. شتاء برايتون ذاك، كل من يتجول في نزهة على الأقدام، يسير ببطء شديد. ببطء شديد كنت أتجول في مارينا درايف مساء عثوري على صورتكِ في صندوق الموسيقى. كانت صورة إمرأة من العصر الفكتوري. ترتدين قبعة بيضاء من القش وتسندين الجسد على عكاز ابيض منغرز بحجارة الساحل. ترتدين ثوباً بلون السكر، وبلون السكر أيضاً هو البحر. لا بد أنه الصيف وكنت في عطلة، ربما كنت تتابعين علاجك المائي في منتجع محلي. بدت لي، إيه فنيسيا، أن صورتك كانت حطام ما تبقى من الغرق. ذكرى وحيدة حية من بين كل رطوبة الشتاء ذاك في برايت...
مدونة تعنى بترجمة الأدب الاسباني وأدب أمريكا اللاتينية وتتبع جديد الإصدارات والاخبار الأدبية.