من جنازة الشاعر بابلو نيرود. elpais.com |
ذكرت صحيفة إلباييس الاسبانية، في خبر نُشر يوم أمس الجمعة عبر بوابتها
الالكترونية، أن وزارة الداخلية التشيلية أصدرت تقريرا تُرجّح فيه فرضية اغتيال الشاعر
الكبير بابلو نيرودا (1904-1973) وهو ما يتنافى مع ما دُون في السجل الرسمي لوفاته
الذي يشير إلى أن السبب كان نتيجة لإصابته بسرطان البروستاتا.
التقرير السري الجديد الذي تُكشف بعض معطياته لأول مرة، منذ 42 عاما على
رحيل صاحب نوبل للآداب، يُقر بتدخل أطراف أخرى في القضية، التي شغلت الرأي العام المحلي
والدولي منذ 4 سنوات ونصف.
من جهته لم يستبعد القاضي المكلف بالتحقيق ماريو كارُّوثا إسبينوسا فرضية
السلطات التشيلية، وحسب ما صرح به لذات الجريدة، فهي تعزز الرواية التي جاء بها السائق
والسكرتير الخاص للشاعر، مانويل أرايا، والتي كانت سببا في فتح تحقيق في سبب الوفاة
سنة 2011.
وأضاف القاضي بأن حيثيات التحقيق لا تزال متواصلة، وهو في طور جمع أكبر
قد من المعطيات التي قد تكون حاسمة في كشف ملابسات الوفاة الغامضة لصاحب نوبل للآداب
عام 1971. " أنا في انتظار تحليل دليل أخير هو بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus) التي وُجدت في بقايا جثة
الشاعر، ولا زلت في مرحلة تجميع المعطيات".
وللإشارة فقد أسندت مهمة تحليل بقايا رفات الشاعر لفريق دولي من
المتخصصين من أسبانيا والولايات المتحدة وكندا بالإضافة على متخصصين تشيليين، وكانوا
قد بدأوا العمل في 2013 لكن لم يتوصلوا إلى نتيجة نهائية، ليُعاد البحث من جديد
بطلب من القاضي كارّوثا. وهي المحاولة التي أظهرت نتائج مشجعة تفيد بوجود جرثومة، في
بقايا جثة الشاعر نيرودا، وتمّ ذلك بأحد مختبرات مركز العلوم والطب الشرعي بجامعة مورثيا
الاسبانية والتي بفضلها فتح باب الحقيقة لولوجه، ذلك أن نوع البكتيريا المكتشفة لا
علاقة له بسرطان البروستاتا التي زعم الخطاب الرسمي لنظام الديكتاتور بينوشي بأنه سبب
وفاة الشاعر يوم 23 شتنبر عام 1973 بُعيد أيام قليلة على الانقلاب العسكري الدموي ضد
الرئيس سالبادور أييّندي، قبل أن يبدأ مسلسل تصفية المعارضين ورموز اليسار الاشتراكي
بواسطة العنف الدموي.
وسبق للسائق أرايا أن أدلى في حوار مطول عام 2011 لجريدة الباييس، عن
بعض التفاصيل التي وقعت قبيل وفاة نيرودا، الذي كان يستعد للرحيل نحو المكسيك
لقيادة حكومة مؤقتة من شأنها فضح الانتهاكات التي تمارسها زبانية الديكتاتور
أوغوستو بينوشي. يقول أرايا عن اللحظات الأخيرة في حياة الشاعر الذي طلب منه مرافقة
زوجته ماتيلدي إلى مدينة لا ايسلا نيغرا حيث كان يقيم، قصد استعادة بعض الأشياء الخاصة
به وفي مقدمتها مخطوطة كتابه "أعترف أنني قد عشت" الذي يروي فيه سيرته الذاتية.
"كان نيرودا، قد طلب منا العودة فورا، لأن حالته ليست على ما يرام، قال بأن أحد
الأطباء قد دخل إلى غرفته، وقد أعطاه حقنة، لا يدري طبيعتها، بينما كان نائما، عدنا
للتو إلى المصحة، فوجدناه محموما وقد ساءت حالته".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خاص بالمدونة.
تعليقات
إرسال تعليق