ســيّــدة قصّة: خوصّي دُونُصو * ترجمة: توفيق البوركي (المغرب) لا أذكر على وجه الدّقة متى كانت المرّة الأولى التي انتبهت فيها لوجودها، لكن إن لم أكن مخطئاً، فقد حصل ذلك في إحدى أماسي فصل الشّتاء على متن ترام كان يعبر حيّا شعبيّاً. كنت، عندما أملّ غرفتي وأحاديثي المعتادة، أركب أيّ ترام أجهل وجهته وأمضي في التجوّل عبر المدينة. في ذلك المساء كنت أحمل معي كتاباً في حال ما هفت نفسي للقراءة. لكني لم أفتحه. كانت السّماء تمطر بشكل متقطّع والتّرام يتقدم شبه فارغ. جلست قرب نافذة وشرعت أمسح بعض البخار العالق بالزّجاج حتّى أتمكّن من النّظر إلى الشّوارع. لا أذكر بدقّة اللحظة التي جَلَسَتْ فيها إلى جانبي، لكن عندما توقّف التّرام في زاوية الشارع، اجتاحني ذاك الإحساس المألوف جدّاً بالرغم من غموضه، بأنّ ما كنت أراه، دونما أهمية للحظة، سبق وعشته من قبل أو ربما أكون قد حلمت به.
مدونة تعنى بترجمة الأدب الاسباني وأدب أمريكا اللاتينية وتتبع جديد الإصدارات والاخبار الأدبية.