التخطي إلى المحتوى الرئيسي

خوان غويتسولو يُتوج بجائزة ثيربانتس للآداب 2014

تُوج الكاتب الاسباني المعروف خوان غويتسولو(برشلونة 1931)، اليوم الاثنين،  بجائزة ثيربانتس وهي أرفع جائزة أدبية  تمنح في اسبانيا، وتقدر قيمتها المالية بحوالي 125 ألف يورو، وقد أُحدثت سنة 1976 من طرف وزارة التربية والثقافة والرياضة، وسيتم تسليم الجائزة، كما درجت العادة، في 23 من شهر أبريل من العام القادم والذي يصادف تاريخ وفاة صاحب رائعة الضون كيخوتي دي لا مانشا، ميغيل ثيربانتس سابييدرا. ومن المقرر  أن يُقام الحفل في قاعة الاحتفالات التابعة لجامعة ألكالا دي إناريس بالعاصمة مدريد.

وجاء اختيار غويتسولو، من طرف لجنة التحكيم، تقديرا لمنجزه الروائي وقدرته على البحث في اللغة وكذا لجهوده في التقريب بين ضفتي المتوسط ودعمه الدائم لحوار الثقافات.  
ويعد غويتسولو المقيم بمدينة مراكش المغربية منذ سنة 1977، أحد أهم الأصوات الأدبية داخل اسبانيا، خصوصا بعد الحرب الأهلية، وقد اتخذ مساره الإبداعي منحى تصاعدي انطلاقا من الواقعية الاجتماعية وانتهاء  بالبحث والتقصي في اللغة وأساليبها، وهو كاتب غزير الإنتاج، فاقت كتبه الأربعين كتابا ترجمت إلى عدة لغات حية، وقد تكفل المترجم المغربي إبراهيم الخطيب ومترجمين آخرين بنقل جلها إلى اللغة العربية، ومن مؤلفاته: بطاقة هوية، مشاهد بعد المعركة، الحمى الممنوع، حصار الحصارات، ممالك الطوائف، مقبرة، دفاتر سراييفو،هي، حدود زجاجية... هذا دون أن ننسى مقالاته الصحفية التي دأب على نشرها في جريدة "الباييس" الاسبانية الذائعة الصيت.

وتشكلت لجنة تحكيم الجائزة هذه السنة، من الكاتبة والصحفية المكسيكية إلينا بونياتوسكا (الفائزة بنسخة السنة الماضية) والكاتب والشاعر الاسباني خوصي كابييرو بونالد، المتوج سنة 2012، بالإضافة إلى كل من الكاتبة الاسبانية سولداد بويرتولاس والأستاذ الجامعي فرناندو كالفان وآخرين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خاص بمدونة ترجمات

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصص قصيرة جدا

إدواردو غاليانو* ترجمة: أسامة أسبر العالم صعد رجل من بلدة نيغوا، الواقعة على الساحل الكولومبي، إلى السماء. حين عاد وصف رحلته، وروى كيف تأمل الحياة البشرية من مكان مرتفع. قال: نحن بحرٌ من ألسنةِ اللهب الصغيرة. أضاف: العالم كومةُ من البشر، بحر من ألسنة اللهب الصغيرة. كل شخص يشع بضوئه الخاص وليس هناك لسانا لهب متشابهان. ثمة ألسنة لهب كبيرة وأخرى صغيرة من جميع الألوان. ألسنة لهب بعض البشر هادئة بحيث لا تتأجج حين تهب الريح، بينما يمتلك آخرون ألسنة لهب وحشية تملأ الجو بالشرار. بعض ألسنة اللهب الغبية لا تحرق ولا تضيء، لكن ثمة أخرى تفيض بلهب الحياة بحيث أنك لا تستطيع أن تنظر إليها دون أن ترف عيناك، وإذا اقتربت منها تضيئك.   العنب والخمر على فراش الموت، تحدث رجل يعمل في الكروم في أذن مرسليا. قبل أن يموت كشف السر هامساً: "إن العنب مصنوع من الخمر." هذا ما روته لي مارسيلا بيريث-سيلبا، وبعدها فكرتُ: إذا كان العنب مصنوعاً من الخمر، فربما نكون الكلمات التي تروي من نحن. فن للأطفال كانت تجلس على كرسي مرتفع أمام صحن من الحساء على مستوى العين. أنفها مجعد، أسنانها محكمة الإغلاق، وذراعاها

EL TIEMPO ENTRE COSTURAS

رواية اسبانية بنكهة مغربية أصبحت رواية الأديبة الإسبانية ماريا دوينياس "الوقت بين ثنايا الغرز"، التي تدور أحداثها في مدينة طنجة المغربية، إلى ظاهرة حقيقية حيث حققت مبيعات تجاوزت المليون نسخة، كما ترجمت لعدة لغات بينها الإنجليزية والألمانية كما تحولت إلى مسلسل تليفزيوني ضخم، سوف يبدأ عرضه مطلع 2012. وامتد نجاح الرواية ليتجاوز حدود إسبانيا حيث من المقرر أن تظهر ترجمتها الإنجليزية في الولايات المتحدة في نوفمبر المقبل، وفي نفس الشهر سوف يتم تكريم المؤلفة، في معرض جوادالاخارا الدولي للكتاب في المكسيك. وفي تصريحات لوكالة (إفي) قالت الأديبة دوينياس "أنا سعيدة لكل هذا النجاح الذي حققته الرواية، لأنه يؤكد أنها تتناول أحداثا ذات طبيعة كونية. تدور أحداث الرواية حول سيرا كيروجا، مصممة أزياء شابة، تضطر لمغادرة مدريد، بحثا عن حبيب مجهول، إلى أن تعثر عليه في مدينة طنجة التي كانت واقعة في تلك الأثناء تحت الاحتلال الإسباني، ويحاولان الاستقرار هناك. ومرة أخرى تجد سيرا نفسها مضطرة للرحيل إلى تطوان، والتي كانت أيضا تحت الاحتلال الإسباني (1902-1956)، هربا من الديون والشعور بالو

ظننتُ أنّ أحداً لم يعد يقرأني

  قصة: خايمي بيلي * ترجمة عن الإسبانية :  غدير أبو سنينة   سيّارة أجرة تمرّ أمام جدارية في العاصمة البيروفية ليما، آذار/ مارس 2022  عند وصولي إلى مدينة الغبار والضباب (يقصد ليما)، أعلن أحد عناصر طاقم الطائرة عبر مُكبِّر الصوت، وبنبرة مُبتهجة، كأنّما ينقل لنا أخباراً طيّبة، أننا سنستخدم دَرَجاً قديماً للهبوط، وسنضطرّ لحمل أمتعتنا واستقلال الحافلة، لنمارس رقصة الكومبيا عند كلّ منعطف نمرّ به، حتى من دون وجود موسيقى في الخلفية: يا مرحباً بكم في الفوضى ! ما إن يصل المسافرون، حتى يسيروا بأقصى سرعة كأنهم يُشاركون في مسابقة رياضية، كأنّ هناك جائزةً تُمنح لمن يصل أوّلاً إلى مكتب ضابط الهجرة. والحقيقة أنّ أحداً لا يصل أوّلاً، إذ يُصادفهم طابور طويل عريض مُتعرّج، يزحف مثل أفعى تُحتضر. لا جوائز، الجميع معاقَب بسبب البطء المُستفزّ لمن ينفّذون القانون بلا مبالاة .  بعد اجتياز عدّة ضوابط صارمة، يستقبلنا السائق بحذَر ويقودنا إلى الشاحنة المُدرَّعة، ذات النوافذ المُظلَّلة، يعرفُني باقي السائقين، يُحيُّونني بصُراخهم، يتبعونني، الحمقى، يعرضون علي خدماتهم، ويطلبون منّي بقشيشاً. أبدو لهم شخصاً فا