التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أومبرتو إيكو.. إعترافات روائي شاب

صدر للروائي الإيطالي إومبرتو إيكو مؤخراً كتاب "إعترافات روائي شاب"، تضمن مجموعة من التأملات في المعضلات القديمة، والتي تحوم حول الإبداع الفني.
يتناول مؤلف "بندول فوكو" في كتابه الجديد المشاكل التي كانت تلازمه حيال عملية الخلق الفني، ويتساءل: الإلهام أم العمل؟، الموهبة أم المواظبة؟. الى جانب عودته الى الوراء، الى مرحلة التحول من باحث الى روائي.
كتاب "إعترافات روائي شاب" هو اليوم في متناول يد العديد من المحبين لأدب البروفسور الإيطالي المسن، الذي سيبلغ قريباً 80 عاماً ، ويعتبر نفسه "روائي شاب جداً، وواعد طبعاً، لم يصدر، حتى الآن، سوى القليل من الروايات، ولكنه سوف يصدر الكثير منها في السنوات الخمسين المقبلة".
هكذا يعبّر إيكوعن نفسه في هذا الكتاب، ويتطرق الى الإسلوب الذي يسير عليه أثناء الكتابة: "أُعير أهمية للرواية أكثر من البحث، لأنني على الرغم من كوني رجل أكاديمي فيما يتعلق مهنتي، كروائي لست أكثر من هاو".
ومما كتب إيكو في بعض تأملاته، أنه عندما بلغ سن الخمسين، لم يشعر كما هو الحال مع أغلب الطلبة" فاشلاً لمجرد إن كتاباته لم تعد إبداعاً". وبمزيد من التفصيل يقول: "لم أفهم أبداً السبب الذي يدعو لإعتبار هوميروس كاتباً مبدعاً، بينما إفلاطون لا. لماذا يغدو شاعراً رديئاً، كاتباً مبدعاً، في حين يكون باحثاً مبدعاً، عكس ذلك؟".


ووفقاً للسيميائي المعروف: "إن المبدعين من الكتّاب يدعون قرائهم الى محاولة البحث عن حل". ولهذا السبب يروي إيكو أنه في الندوات التي عقدها، إثر صدور رواية "إسم الوردة"، كان يؤكد على أن الروائي يمكن أن يقول الكثير من الأشياء التي لا يتمكن الفيلسوف من أن يقولها.
ويذكر أيضاً بأن: "الإلهام كلمة رديئة، يستعملها الكتاب الفاشلين للظهور بمظهر المثقفين المحترمين".
وعندما يقول كابوسينيسكي أنه، من أجل أن نكتب صفحة واحدة، ينبغي علينا أن نقرأ العديد من الكتب، يؤكد إيكو، كذلك، عندما كان، على سبيل المثال، بصدد الإشارة في "بندول فوكو"، الى أن كل من داري النشر مانوزيز وغاراموند تقعان في مبنى منفصل، يشقهما ممر، إستغرق ذلك منه فترة طويلة لرسم العديد من الخطط لذلك، ولتصور ملامح المشهد ذاته.
ومن بين العديد من التأملات التي يطرحها المفكر عن مدى الواقعية التي تتضمنها الرواية. يتساءل: "لماذا، عندما نشر غوته في القرن التاسع عشر رواية (عذابات الشاب ويرزر)، وأقدم البطل على الإنتحار من أجل الحب، إنتحر العديد من الشباب الرومانسيين في ذلك الوقت؟".
وأول رواية ظهرت لأمبرتو إيكو هي "إسم الوردة"، في عام 1980، التي تعد الأكثر مبيعاً من بين رواياته الخمس، وكانت تحولت الى شريط فيلمي نال إستحسان الجمهور والنقاد معاً.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

9 من أفضل روايات أمريكا الجنوبية ننصحك بقراءتها

من البرازيل وحتى المكسيك، من تشيلي لبيرو ومرورًا بكوبا والإكوادور، في تلك البلاد والمجتمعات التي عانت كثيرًا من الاستعمار وقاومت لعقود عبر عشرات الثورات، من تلك البلاد الساحرة والمجتمعات الثرية بالحكايات كان أدب أمريكا اللاتينية جديرًا بالتبجيل والانتشار . ذلك الجمال الأدبي الساحر، والقصص والحكايات الإنسانية التي أبدع كتاب أمريكا الجنوبية في نسجها. ومن آلاف الكُتاب وعشرات الآلاف من الكتب والروايات الساحرة المنتمية لتلك البيئة نرشح لكم تلك الروايات التسعة .

المترجم عمر بوحاشي: الترجمة من الإسبانية للعربية تعرف قفزة نوعية بفضل ظهور جيل من المترجمين وتحديدا في شمال المغرب

حاورته: إيمان السلاوي يكشف المترجم المغربي عمر بوحاشي، في هذا الحوار، آخر أعماله المترجمة التي تهم رواية "الكوخ" للكاتب الإسباني بيثينتي بلاسكو إيبانييث، وكذلك عن إصداراته الأخيرة، ويقدم رؤية عن واقع الكتب المترجمة من الإسبانية إلى العربية في المغرب التي يعتبرها ذات مستقبل واعد . والمترجم حاصل على جائزة الترجمة من المعرض الدولي للنشر والثقافة بالدار البيضاء سنة 2014، عن رواية بعنوان "لسيدة بيرفيكتا" للكاتب المخضرم، بينيتو بيريث غالدوس، يؤكد أن “الترجمة تخلق نوعا من التفاعل الثقافي، وفتح الحوار بين الحضارات، وتساهم في انفتاح الشعوب على بعضها لتتعارف أكثر”. ويعتبر بوحاشي من جيل المترجمين الذين نقلوا أهم الكتب الإسبانية التي ساهمت في تشكيل المغرب في المخيلة الإسبانية خلال العقدين الأخيرين. فقد ترجم رواية "عيطة تطاون" لبينيتو بيريث غالدوس التي تعتبر منعطفا في الروايات التي كتبت حول المغرب لأنها تميزت بواقعية لم يعتدها الإنتاج الأدبي الإسباني حول الجار الجنوبي للإسبان .

عرض لكتاب "رحلة في جماليات رواية أمريكا اللاتينية"

صدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق، 2007 تأليف د. ماجدة حمود   يجول هذا الكتاب عبر جماليات روايات من أمريكا اللاتينية، التي احتلت مكانا هاما في الساحة الثقافية العالمية، خاصة أن الباحث يحس بوشائج قربى مع هذا الأدب الذي يشاركنا في كثير من الهموم السياسية والاجتماعية والاقتصادية (التخلف، الاستبداد، الهيمنة الغربية...) ومع ذلك استطاع إبداع أدب أدهش العالم وما يزال! لهذا ليس غريبا أن يحصد أدباؤها كما كبيرا من الجوائز العالمية، قد منحت جائزة (نوبل) لشعراء (غابرييلا 1945، بابلو نيرودا 1971، أوكتافيو باث، 1990...) كما منحت لروائيين (ميغل أنخل أستورياس 1967، غابرييل غارثيا ماركيز 1982...) وقد رشح لهذه الجائزة أيضا كل (ماريو فارغاس يوسا) و (إيزابيل الليندي) بالإضافة إلى ذلك منحت جائزة ثرفانتس لعدد كبير منهم (كارنتيير 1977، بورخس 1979، أونيتي 1980، باث 1981، ساباتو 1984، فونتيس 1987، بوي كساريس 1990...) تحاول هذه الدراسة أن تجيب على التساؤل التالي: لِمَ تفوق هذا الأدب الذي ينتمي مثلنا إلى العالم الثالث، ووصل إلى العالمية رغم تخلف بلدانه؟ وقد اخترت تركيز الأضواء على جنس الرواية في أ...