التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كازو إيشيغورو.. "نوبل" لكاتب العالم العائم (رابط لتحميل روايته الأشهر بقايا اليوم)

حاز الروائي البريطاني من أصل ياباني كازو إيشيغورو (1954) على جائزة نوبل للآداب لعام 2017، وقد صرّحت الأكاديمية السويدية قبل قليل أنها تمنحه الجائزة لأنه كشف من خلال عمله الأدبي عن "الهاوية التي تقف تحت شعورنا الوهمي بالاتصال مع العالم في روايات تمتلك قوة عاطفية عظيمة".
وُلد الروائي، الذي يبلغ من العمر اليوم 64 عاماً، في اليابان قبل أن ينتقل مع والديه إلى بريطانيا وهو لم يتمّ الخامسة بعد. تعتبر روايته "بقايا النهار" التي أصدرها عام 1989 أكثر رواية اشتهرت له، بسبب تحويلها إلى فيلم يحمل الاسم نفسه ويلعب بطولته الممثّل أنتوني هوبكنز، حيث يقوم بدور كبير الخدم وهو الشخصية الرئيسية فيها.

تدور الرواية حول جزء من الطبقة السياسية قبل وأثناء وبعد الحرب العالمية الثانية، من خلال مجتمع الخدم الذي يعيش في بيت عائلة تنتمي إلى هذه الطبقة الأرستقراطية التي تعمل في السياسة.
الثيمات الأساسية التي يعمل عليها إيشيغورو وظهرت في رواياته الثماني؛ هي الذاكرة الفردية وعلاقتها بالجمعية وبالوقت وبالأوهام التي نبنيها لأنفسنا.

للتحميل اضغط هنا
قبل أن يكتب "بقايا النهار" أصدر الكاتب روايتين، كانت باكورته عام 1982 مع "مشهد شاحب للتلال"، وقد حازت هذه الرواية جائزة "وينفرد أوتلبي" التي تمنح لأفضل رواية تصدر في بريطانيا (توقّفت عام 2003)، وكانت عملاً يدور حول عائلة يابانية تعيش في لندن، تنتحر الابنة الكبرى في العائلة، ما يجعل العمل قادراً على دراسة الخلل النفسي والعاطفي للمهاجرين في بريطانيا.
الرواية الثانية لإيشيغورو كانت عام 1986، وهي بعنوان "فنان العالم العائم" وتدور أحداثها في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية. كتب بعدها "بقايا النهار" و"ما لا عزاء له" وهي عمل ضخم من 500 صفحة لكنها تدور فقط في ثلاثة أيام، حول فنان لديه عرض يجب أن يقدّم في تاريخ معين ثم عليه أن يفي بعدد كبير من الوعود والالتزامات، لكنه يبدو محبطاً لعجزه عن التحكّم بزمام أمور حياته.
أما روايته "حين كنا يتامى" (2000)، فهي عمل عن رجل بريطاني ولد وعاش طفولته في شنغهاي، لم يقابل العمل بنجاح كبير، واعتقد النقاد أن إيشيغورو الذي يسير باتجاه معاكس من التاريخ من بريطانيا إلى آسيا، عكس هجرته الحقيقية، أخفق في بناء اللغة في هذا العمل، وأنه جرّب شكلاً من النثر لكنه لم ينجح فيه.
العمل الذي وصفه النقاد بالديستوبيا، كان "لا تتركني أذهب أبداً" (2005)، وفيه قدّم صاحب نوبل للأدب 2017 خيالاً علمياً بارداً وقاسياً. وفي روايته الأحدث "العملاق المدفون" (2015)، يستكشف علاقة المتعاكسات، الذاكرة بالنسيان والواقع بالفنتازيا والتاريخ بالحاضر.
إلى جانب الأدب، كتب كازو إيشيغورو عشرات السيناريوهات والأعمال الدرامية للتلفزيون والسينما. وبإعلان اسمه فائزاً بـ"نوبل" تنقضي التكهّنات التي شغلت المهتمّين بالأدب والجوائز خلال الأسابيع الماضية، والتي تنتهي كلّ مرة بمفاجأة عكس كلّ التوقعات.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

9 من أفضل روايات أمريكا الجنوبية ننصحك بقراءتها

من البرازيل وحتى المكسيك، من تشيلي لبيرو ومرورًا بكوبا والإكوادور، في تلك البلاد والمجتمعات التي عانت كثيرًا من الاستعمار وقاومت لعقود عبر عشرات الثورات، من تلك البلاد الساحرة والمجتمعات الثرية بالحكايات كان أدب أمريكا اللاتينية جديرًا بالتبجيل والانتشار . ذلك الجمال الأدبي الساحر، والقصص والحكايات الإنسانية التي أبدع كتاب أمريكا الجنوبية في نسجها. ومن آلاف الكُتاب وعشرات الآلاف من الكتب والروايات الساحرة المنتمية لتلك البيئة نرشح لكم تلك الروايات التسعة .

المترجم عمر بوحاشي: الترجمة من الإسبانية للعربية تعرف قفزة نوعية بفضل ظهور جيل من المترجمين وتحديدا في شمال المغرب

حاورته: إيمان السلاوي يكشف المترجم المغربي عمر بوحاشي، في هذا الحوار، آخر أعماله المترجمة التي تهم رواية "الكوخ" للكاتب الإسباني بيثينتي بلاسكو إيبانييث، وكذلك عن إصداراته الأخيرة، ويقدم رؤية عن واقع الكتب المترجمة من الإسبانية إلى العربية في المغرب التي يعتبرها ذات مستقبل واعد . والمترجم حاصل على جائزة الترجمة من المعرض الدولي للنشر والثقافة بالدار البيضاء سنة 2014، عن رواية بعنوان "لسيدة بيرفيكتا" للكاتب المخضرم، بينيتو بيريث غالدوس، يؤكد أن “الترجمة تخلق نوعا من التفاعل الثقافي، وفتح الحوار بين الحضارات، وتساهم في انفتاح الشعوب على بعضها لتتعارف أكثر”. ويعتبر بوحاشي من جيل المترجمين الذين نقلوا أهم الكتب الإسبانية التي ساهمت في تشكيل المغرب في المخيلة الإسبانية خلال العقدين الأخيرين. فقد ترجم رواية "عيطة تطاون" لبينيتو بيريث غالدوس التي تعتبر منعطفا في الروايات التي كتبت حول المغرب لأنها تميزت بواقعية لم يعتدها الإنتاج الأدبي الإسباني حول الجار الجنوبي للإسبان .

عرض لكتاب "رحلة في جماليات رواية أمريكا اللاتينية"

صدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق، 2007 تأليف د. ماجدة حمود   يجول هذا الكتاب عبر جماليات روايات من أمريكا اللاتينية، التي احتلت مكانا هاما في الساحة الثقافية العالمية، خاصة أن الباحث يحس بوشائج قربى مع هذا الأدب الذي يشاركنا في كثير من الهموم السياسية والاجتماعية والاقتصادية (التخلف، الاستبداد، الهيمنة الغربية...) ومع ذلك استطاع إبداع أدب أدهش العالم وما يزال! لهذا ليس غريبا أن يحصد أدباؤها كما كبيرا من الجوائز العالمية، قد منحت جائزة (نوبل) لشعراء (غابرييلا 1945، بابلو نيرودا 1971، أوكتافيو باث، 1990...) كما منحت لروائيين (ميغل أنخل أستورياس 1967، غابرييل غارثيا ماركيز 1982...) وقد رشح لهذه الجائزة أيضا كل (ماريو فارغاس يوسا) و (إيزابيل الليندي) بالإضافة إلى ذلك منحت جائزة ثرفانتس لعدد كبير منهم (كارنتيير 1977، بورخس 1979، أونيتي 1980، باث 1981، ساباتو 1984، فونتيس 1987، بوي كساريس 1990...) تحاول هذه الدراسة أن تجيب على التساؤل التالي: لِمَ تفوق هذا الأدب الذي ينتمي مثلنا إلى العالم الثالث، ووصل إلى العالمية رغم تخلف بلدانه؟ وقد اخترت تركيز الأضواء على جنس الرواية في أ...