التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حينما يقولون إن للأحلام ثمناً

أندريا كوتي بوتيرو

شعر: أندريا كوتي بوتيرو
ترجمة: غدير أبو سنينة **

سأعترف بخوفٍ 
لكنِّي 
سأغضّ الطرف 
عن كون ما أكتبه 
يختلف عمّا أحكيه، 
أيها الطفل 
عليَّ التوقّف عن فعل ذلك 
ومن لا يمكنه 
سيقول لا دائماً 
ما أسمعه 
ليس صوتاً منبعثاً من فجر مزمجر 
ولا فصول الصيف، 
ولا الخسائر، 
بل صوت من لا يجعلونك تنام 
حينما يقولون 
إن للأحلام ثمناً 

ويذكِّرونك بالأسوأ 
وأن الرب يترقرق 
على وجنات الأطفال 
الذين يعرفون أنهم سينامون.
أعترف بخوفٍ 
لكنَّ ما أكتب 
لا يشبه الكلام، أقول لك، 
وإن توقّفت عن الاعتراف 
سأغطي فراغ الجسد الذي أتناوله 
وأحطّم 
وأُبذّر 
في متجر الحب 
والكلمة 
التي لا تفعل شيئاً، بل تقول 
ألا تطوي عمري وتحفظه 
في حقيبتك المدرسية 
في حين أعترف 
أنني لا أفعل شيئا غير النّظر إليك 
وأن ما أكتب 
لا يشبه الكلام 
وأنني أغطّي جسدي بالفراغ 
وأنّه ما أتناول 
وأنَّني أحطم 
وأشتكي 
في متجر الحب.
اعترافي خائف 
وأنت لا تأتي 
والذين لا يتركوننا ننام 
هم أولئك الذين يقولون 
إن الرب يترقرق على وجنات 
أولئك الذين سيموتون مبكراً 
وأنّه يتذكَّر الأسوأ، 
وأنَّ هذا الذي آكل 
وأحطِّم 
وأُبذِّر 
في متجر حبّي.
والذين لا يدعوننا ننام 
يعلمون 
أنّ علينا أن ندفع ثمن الحلم 
أن نطويه 
أن نخشاه 
هو مُجعْلَكٌ 
في حقيبتك المدرسيَّة 
لا يمكنه فعل شيء 
لكنه يقول 
إنني أحب أن أراك قريبة 
وإنني أكتب كي لا أتحدّث 
عن الأيام 
والأشياء المعدّة تحسّباً لأي أمر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أندريا كوتي بوتيرو(ANDREA COTE BOTERO): شاعرة كولومبية ولدت في بارانكابيرميخا (1981). نشرت عام 2002 مجموعتها الشعرية الأولى "ميناء كالسيناذو" ونشرت بعده مجموعتي "باريلا البيضاء" و"كتابة العزلة"، والسيرة الذاتية "مصوّرة العري". 



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

9 من أفضل روايات أمريكا الجنوبية ننصحك بقراءتها

من البرازيل وحتى المكسيك، من تشيلي لبيرو ومرورًا بكوبا والإكوادور، في تلك البلاد والمجتمعات التي عانت كثيرًا من الاستعمار وقاومت لعقود عبر عشرات الثورات، من تلك البلاد الساحرة والمجتمعات الثرية بالحكايات كان أدب أمريكا اللاتينية جديرًا بالتبجيل والانتشار . ذلك الجمال الأدبي الساحر، والقصص والحكايات الإنسانية التي أبدع كتاب أمريكا الجنوبية في نسجها. ومن آلاف الكُتاب وعشرات الآلاف من الكتب والروايات الساحرة المنتمية لتلك البيئة نرشح لكم تلك الروايات التسعة .

المترجم عمر بوحاشي: الترجمة من الإسبانية للعربية تعرف قفزة نوعية بفضل ظهور جيل من المترجمين وتحديدا في شمال المغرب

حاورته: إيمان السلاوي يكشف المترجم المغربي عمر بوحاشي، في هذا الحوار، آخر أعماله المترجمة التي تهم رواية "الكوخ" للكاتب الإسباني بيثينتي بلاسكو إيبانييث، وكذلك عن إصداراته الأخيرة، ويقدم رؤية عن واقع الكتب المترجمة من الإسبانية إلى العربية في المغرب التي يعتبرها ذات مستقبل واعد . والمترجم حاصل على جائزة الترجمة من المعرض الدولي للنشر والثقافة بالدار البيضاء سنة 2014، عن رواية بعنوان "لسيدة بيرفيكتا" للكاتب المخضرم، بينيتو بيريث غالدوس، يؤكد أن “الترجمة تخلق نوعا من التفاعل الثقافي، وفتح الحوار بين الحضارات، وتساهم في انفتاح الشعوب على بعضها لتتعارف أكثر”. ويعتبر بوحاشي من جيل المترجمين الذين نقلوا أهم الكتب الإسبانية التي ساهمت في تشكيل المغرب في المخيلة الإسبانية خلال العقدين الأخيرين. فقد ترجم رواية "عيطة تطاون" لبينيتو بيريث غالدوس التي تعتبر منعطفا في الروايات التي كتبت حول المغرب لأنها تميزت بواقعية لم يعتدها الإنتاج الأدبي الإسباني حول الجار الجنوبي للإسبان .

عرض لكتاب "رحلة في جماليات رواية أمريكا اللاتينية"

صدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق، 2007 تأليف د. ماجدة حمود   يجول هذا الكتاب عبر جماليات روايات من أمريكا اللاتينية، التي احتلت مكانا هاما في الساحة الثقافية العالمية، خاصة أن الباحث يحس بوشائج قربى مع هذا الأدب الذي يشاركنا في كثير من الهموم السياسية والاجتماعية والاقتصادية (التخلف، الاستبداد، الهيمنة الغربية...) ومع ذلك استطاع إبداع أدب أدهش العالم وما يزال! لهذا ليس غريبا أن يحصد أدباؤها كما كبيرا من الجوائز العالمية، قد منحت جائزة (نوبل) لشعراء (غابرييلا 1945، بابلو نيرودا 1971، أوكتافيو باث، 1990...) كما منحت لروائيين (ميغل أنخل أستورياس 1967، غابرييل غارثيا ماركيز 1982...) وقد رشح لهذه الجائزة أيضا كل (ماريو فارغاس يوسا) و (إيزابيل الليندي) بالإضافة إلى ذلك منحت جائزة ثرفانتس لعدد كبير منهم (كارنتيير 1977، بورخس 1979، أونيتي 1980، باث 1981، ساباتو 1984، فونتيس 1987، بوي كساريس 1990...) تحاول هذه الدراسة أن تجيب على التساؤل التالي: لِمَ تفوق هذا الأدب الذي ينتمي مثلنا إلى العالم الثالث، ووصل إلى العالمية رغم تخلف بلدانه؟ وقد اخترت تركيز الأضواء على جنس الرواية في أ...