التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٦

"دون كيخوته": هبة الترجمة

"دون كيخوته": هبة الترجمة  مزوار الإدريسي العربي الجديد يُشكِّك كثيرون في أفضال الترجمة على المعرفة والإبداع، ويبخسون قدْرَها، فيعتبرونَها عالةً على العمل الأصل كونها مجرّد فَرْعٍ، والأصوب أن الفرع لا يمكنه أن يغلبَ أصْلَه، وأن الترجمة ترتهن في وجودها إلى ذلك الأصل، لأنها اشتُقّت منه، ولا يُمكنها أن تقوم مقامَه باعتبارها قراءةً ضمن محتمل قرائيّ كثير، فهي لا تستنفد كلّ العملِ الأصل. ومع ذلك، فقد وُجِدَ من آمن بقدرة الترجمة على مضاهاة أصلها، بل وعلى التفوُّق عليه، ومنهم الجاحظ الذي ذكر ذلك، ولو أنه جاءَ بنقيض كلامه هذا أيضاً.

في الذكرى الاولى لرحيل إدواردو غاليانو

الكلمة الحرّة والصّاعقة حتّى النهاية بقلم: حسونة المصباحي في الثالث عشر من شهر أبريل 2015، عن سنّ تناهز الرابعة والسبعين من عمره، رحل الكاتب والصحافي الكبير إدواردو غاليانو الذي آمن مبكرا، وحتى قبل أن يبلغ سنّ العشرين، بأن للكلمة قوة وسلطة ونفوذ هائل ضدّ الظلم، والاستبداد، والعنف، والاستغلال، واستعباد الشعوب. وفي ذلك كتب يقول:” أعتقد أن للكلمة سلطة مثلما أشار إلى ذلك سيرينوس سامنيكوس الذي سعيا منه لتجنب الحمى الثلاثية التي اجتاحت بلاده في عام 208، نصح الناس بأن يضعوا على صدورهم كلمة يمكن أن تحميهم من شر الحمى في النهار كما في الليل. ولم تكن تلك الكلمة غير: ” Abracadabra ” التي تعني في اللغة العبرية القديمة:” أرسل صواعقك حتى النهاية"... وأنا اخترت هذه الكلمة لتلازمني حتى الموت! ” وبالفعل لازمت الكلمة إدواردو غاليانو حتى الرمق الأخير من حياته. بها واجه حكم العسكريين في بلاده، وعنف الشرطة، وارهاب الدولة الظالمة والمتسلطة، ومن أجل المحافظة عليها حرة ونقية، واجه مصاعب عديدة غير أنها لم تحبط عزيمته، ولم تفتّ فيها أبدا!

القِصّـة

خواكيم مُونْثو إي غوميث (اسبانيا) * Joaquim Monzó i   Gómez ترجمة: توفيق البوركي عن موقع قاب قوسين يجلس الرّجل عصراً إلى مكتبه، يأخذ ورقة بيضاء، يثبّتها على الآلة الكاتبة ويشرع في الكتابة. الجملة الافتتاحيّة تنساب بسرعة، الثّانية أيضاً؛ بين الثّانية والثّالثة بضع ثوانٍ من التّردد. يملأ صفحة، ثمّ يسحب الورقة من الآلة ويضعها جانباً مُولياً الجهة الفارغة إلى الأعلى، يضيف ورقة أخرى للورقة للأولى ثمّ ورقة ثانيّة وهكذا دواليك. بين الفينة والأخرى يُعيد قراءة ما كتبه؛ يشطب كلمات، يُغيّر التّرتيب بين الجمل، يحذف فقرات ويرمي أوراقاً بكاملها في سلّة المهملات. فجأة يسحب الآلة ويأخذ حزمة الأوراق المكتوبة يقلبها والقلم بيده: يشطب، يغيّر، يضيف، يحذف.

تكريم الروائي الإسباني مارثيليانو غاليانو في فلسطين (فيديو)

علي بونوا نيابة عن رئيس دولة فلسطين، قلد أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، الروائي الإسباني الكبير مارثليانو غاليانو روبيو، وسام الثقافة والعلوم والفنون (مستوى الإبداع) .  وجاء ذلك خلال استقبال عبد الرحيم، للروائي الإسباني الكبير وزوجته، مساء يوم الخميس 7 أبريل، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، بحضور عضوي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود اسماعيل وأحمد مجدلاني، ورئيس اتحاد الكتاب والاُدباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني، ووليد أبو بكر عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب، وهيثم عمرو من اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم . 

المأدبة

قصة: خوليو رامون ريبيرو  ترجمة: محسن بن دعموش قبل شهرين، قام فِرْنَانْدُو بَاصَمَانُو بإعداد تفاصيل هذا الحدث العظيم: أولاً، شهد محلّ إقامته تغييراً شاملاً. وبما أنّه كان بيتاً كبيراً وعتيقاً، كان من الضّروري هدم بعض الجدران وتوسيع النّوافذ وتغيير خشب الأرضيّات وإعادة طلاء الجدران . هذا الإصلاح جلب معه إصلاحات أخرى (كأولئك الأشخاص الذين عندما يشترون زوج أحذية يظنّون أن من الضروري تدشينه بجوارب جديدة ومن ثمّ بقميص جديد، ثمّ ببدلة كاملة، وهكذا دواليك وصولاً إلى السروال التّحتاني) . وجد السيد فرناندو نفسه مضطرّاً إلى تجديد الأثاث بكامله، بدءًا من مفاتيح باب الصّالة، إلى غاية آخر مقعد في مخزن الحلويّات. ثم جاء دور الطّنافيس والمصابيح والستائر والإطارات لتغطية هذه الجدران التي مذْ صارت نظيفة، أصبحت تبدو كأنها أكبر حجماً .