فريدريك في شرفته: كارلوس فوينتس ترجمة الفصل: د. طلعت شاهين التقيت به صدفة، كانت ليلة أكثر من ساخنة، لزجة، مزعجة، مقلقة، واحدة من تلك الليالي التي لا تخفف من حرارة النهار بل تزيدها، كما لو كان النهار يراكم حرارته ساعة بعد ساعة، ليطلقها بعد ذلك دفعة واحدة، عندما يموت المساء، يقدمها، كعروس رصاصية ملطخة، يا لها من ليلة طويلة. غادرت غرفتي عديمة التهوية، آملا في أن تقدم لي الشرفة شيئا من الرطوبة، لكن لا شيء. كان الليل الخارجي أكثر كثافة من الليل الداخلي، ورغم كل شيء، قلت لنفسي، إن البقاء في الهواء الطلق بعد منتصف الليل، ربما يكون ولو نفسيا، أكثر رقة من البقاء حبيسا في سرير رطب من أثر عرق الجسد، ومخدة ملقاة على الأرض، وأثاث شتوي، متناثر، وحوائط مغطاة بورق مثير للسخرية، لأنه كان موشى بصور لأعياد الميلاد و(سانتاكلاوس) (بابا نويل) غارقا في الضحك. لم يكن هناك أي حمام بالغرفة. هناك كرسي مثير للضحك، إناء ماء فارغ قديم، ومناشف قديمة. قطعة صابون مشرخة بتأثير مرور الزمن.
مدونة تعنى بترجمة الأدب الاسباني وأدب أمريكا اللاتينية وتتبع جديد الإصدارات والاخبار الأدبية.